ان استحقت التثبيت فارجو تثبيتها
هذه القصة ليست حقيقية
أحداثها تحدث يوميا و قد تحدث لي و لك و لغيرنا
إنها قصة تتكرر كل يوم
لا تحدث بنفس التفاصيل
بل هو تصور لحوار قد يحدث و قد يكون حدث و نحن لا نعلم
هذه القصة هي رعبي الدائم
و أردت أن أشاطركم إياها
فهلم بنا
فمن هنا نبدأ
و على أمل أن نلتقي في الجنة
لئن لم نلتق في الارض يوما وفرق بيننا كأس ملُونِ
فموعدنا غدا فى دار خلد بها يحي الحنون مع الحنون
يسير بخطى ثابته واثقة
هذا رجل لا يبالي بشئ الأن
خطوة واثقة غاضبة
لو تأملنا ملامحه لعرفنا أنه شاب وسيم الملامح ملتح
يسير و على وجهه امارات غضب
يتجه بسرعة
هذا رجل أخرجه الغضب لدين الله
إنه يسير في ردهات الشركة العملاقة
حتى وصل لمكتب صاحبها
يطلب مقابلته ثم يدخل عليه
هذا هو
مدير الشركة يدخن السيجار الكوبي الفاخر
و متكئا على مقعد وثير
و ينفث الدخان من أنفه كقاطرة
ثم يسأله دون أن يرفع نظره عن الورق الذي بين يديه
مالك فيه ايه ؟
ايه الي جابك دلوقتي ؟
- أنا طلبت من حضرتك طلب و حضرتك رفضته
- أي طلب ؟
- إننا نوقف العمل ساعة الصلاة !
يلقي الورق عنه قليلا و ينحيه
قائلا هل تعرف كم يستغرق أداء صلاة واحدة ؟
هؤلاء العمال لا يريدون الا سرقتي دول مش عايزين يصلوا دول عايزين أي حاجة تضيع وقت الشغل علشان يسرقوني
هيتوضى في ربع ساعة و يصلي السنة و يصلي و و و و الوقت يضيع ؟
ده الي أنت عايزه ؟
هم الشاب أن يرد على هذا الكلام
كيف يقبل عاقل أن يقدم العمل على صلاة رب العالمين ؟
أي إنسان يقبل هذا ؟
مستحيل ...........
--------------------------------------------------------------------------------
قبل أن أنطق بحرف
طرقات خفيفة على باب الغرفة
- أدخلي
تدلف السكرتيرة الى الغرفة
سيد حسام زوجتك اتصلت و بتقولك متنساش الي طلبته منك لعيد ميلاد ابنتك سارة
و بتقولك ان سارة هتعدي عليك كمان شوية
- طيب طيب لما تيجي دخليها على طول !
ثم يلتفت الى الشاب الجالس أمامه فيقول له :
كمل كنت بتقول ايه ؟
- كنت بقول يا أستاذ حسام قول الله : إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا
ينفث مزيدا من دخان السيجار ثم يقول في ضيق كمن يسمع اسطوانه سمعها للمرة المائة
عارف
أول ما يحاسب المرء عليه الصلاة فإن قبلت قبلت و سائر عمله
فينظر الشاب الى الرجل متعجبا
سبحان الله إنه يحفظ الحديث !
ثم يقول " قبل أن أكمل بخصوص أعياد الميلاد ...
أعتقد ان لازم أوضح لحضرتك لو حاجة أنا شايف فيها حاجة و حضرتك أعياد الميلاد مش حلال
قال رسول الله : لتتبعن سنن من كان قبلكم .........."
يقاطعة صاحب الشركة : " حتى لو دخلوا جحر ضب دخلتموه "
ثم ينفث مزيدا من الدخان و يؤد بواقي السيجار
وسط نظرات الشاب المتعجبة
عجبا لهذا الرجل !
أي رجل هذا ؟
يحفظ حديث رسول الله
و يعرف الأيات
و يتلوها كما لو كان حافظا قويا
و يمنع الصلاة ؟
لا يقبل ايقاف العمل دقائق ؟
و عيد ميلاد ؟
و سيجار ؟
أي طراز هذا ؟
أي سر يخفيه هذا الرجل بين أعماقه
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و قبل أن يطرح ما يجول برأسه
يفتح الباب و تدخل فتاة لا تجاوز العشرين من عمرها
و قد ارتدت ثيابا تبدي من جسدها أكثر مما تستر ,و قد غيرت في خلقتها و عبثت بشعرها في مشهد تأباه النفوس المؤمنة
و تلقى نفسها بين ذراعي الرجل صائحة :
" باااااااااااااااااااااااااابي " !
فيتكلم معها و يقول :
" ايه الي جابك هنا بقى ؟ "
قالتله" أنا جاية أفكرك تعزم صاحبك حازم و ابنه اللطيف طارق على عيد ميلادي أوعى تنسى ! "
و أنا هدخل أوريك الفستان الي هلبسه و هرجعلك تقولي ايه رأيك
ثم مرت على الشاب الملتحي كما تمر أنت على قطعة أثاث
و دخلت في غرفه جانبية
.
الأن تتصارع الأفكار في رأس صاحبنا
رجل يعرف الحق
يعرف أن أعياد الميلاد حرام
و يعرف حرمة الصلاة بل و يحفظ أدلتها
لا يعقل أن يكون قد قرئها قبل دخولي لأنه لم يرتب لهذا
و رغم ذلك يفعل هذه المنكرات !
و ابنته ؟
هل ينصحه ؟
ما يخفيه صدر هذا الرجل
ثم تلوح للشاب نظره نحو واجهة زجاجية أنيقة
خلفها صور كثيرة
صور ابنه الرجل
و كتاب صغير
مكتوب عليه بعض الأحرف لا يتبينها
هم بغض بصره عن تلك الصورة
حتى رئى هذه الصورة
فتوقف مشدوها
لا يمكن أن يكون ما يراه حقا
لا بد سأسأله عن هذه الصورة
لا بد
لا بد
باذن الله
السكرتيرة تطلب منه بعض دقائق فيخرج اليها
شرد صاحبنا في أمر هذا الرجل
هذا الرجل معروف شدته و قسوته
إنه بأقل تعبير
معاد للدين
و في نفس الوقت أنشأ مسجدا في شركته
اعلانات شركته قذرة
و رغم ذلك سمح بأن يعمل مثل هذا الشاب في شركته
أي تناقض عجيب هذا
هذا الرجل غريب
فصاحبنا لا يطيقه مطلقا !
ثم أعاد النظر في الصور مرة أخرى
صاحبنا الأن لا يستطيع أن يمنع نفسه
إنه يندفع بقوة ناحية الصور
يطالع ثلاث صور
و يقارن بينهم في سرعة
يحتاج لمزيد من الدقة !
سيفعل
و مد يده و فتح الواجهة
و التقط الصور الثلاث
و يقارن بينهم
مستحيل
لا يمكن أن يكون ما يراه حقيقيا
ثم تمتد يده للكتاب الصغير فيفتحه
و يبدأ يقرأ ما فيه
إنه أشبه بالمذكرات لكن بالنظر الى تاريخها تعود ل35 عاما مضوا !
يفتحها يطالع ما به
لا يمكن أن يكون هذا حقيقيا !
إن هذا الرجل يخفي في أعماقه سرا هائلا !
ما قرئه في هذا الكتاب الصغير يؤكد هذا
فما هذا الكتاب ؟
و ما قصة الصور الثلاث ؟
و ما هذا السر ؟
لا بد أن هناك خطأ ما
هذه الصورة هي صورة الرجل نفسه
و الصورة الثانية صورة يوحي منظرها بالقدم
بها ستة شباب و يبدو من ملامحهم أن أعمارهم لا تتجاوز الخامسة و العشرين
و الصورة الثالثة صورة خالد بن حسام صاحب الشركة
ما المشكلة هنالك ؟
المشكلة أن الصورة القديمة بها شاب يشبه خالد نوعا و الأدهى من ذلك
أنه يشبه حسام نفسه
هذا الشبه أكبر من ألا يلاحظ
و التجاعيد التي حفرتها الأيام على ملامحه
و النظرة المنطفئة في عينيه الأن
هذا الشاب كان في عينيه التماعة سعادة
يمسك الصورة يخرجها من اطارها
ما المكتوب على ظهرها ؟
مكتوب عام ******* يعود لثلاثون عاما مضت أو أقل قليلا و مكتوب كلية **** جامعة *****
إذا فهي كليته فعلا
حتى الأن لا نرى وجها للغرابة
لكن الاغرب من هذا
هو أن الشباب الستة في الصورة الثانية
كانوا ملتحين !
!!!!!!!!!!!!
أيعني هذا أن حسام هذا كان ملتحيا في يوم من الأيام ؟
و متى ؟
ثلاثون عاما على الأقل ؟
كيف ذاك ؟
ماذا حدث ؟
و هذا الكتاب ما الذي يحتويه هو الأخر
لقد فتحه و الأن سيعرف
إنه يفتحه الأن
و لنر
الأن لا بد أن يفهم
إنه يمسك الكتاب
هذا الكتاب أشبه بال "أوتوجراف "
لقد فتحه الأن
هذا خطأ أنت تطلع على أسرار غيرك
لكن هذه المرة الدافع فضولا غير عادي
يفتح أول صفحة :
"لتبقى أخوتنا في الله دائما نهرا جاريا يجرف الطغاة عن طريق الحق
أخوك
أحمد عبد الرحمن "
الصفحة الثانية :
" نسأل الله أن نلتقي في الجنة
أخوك حامد علي "
الثالثة :
"
لو لم يكتب الله لنا الاجتماع في دار دنياه مرة أخرى , فليكن ذلك بين يدي نبيه على حوض الكوثر
حمزة مالك "
"أحبك في الله
محمد جميل "
.
.
.
حوالي ثلاثون صفحة على هذه الشاكلة !
إنه هو ولا شك في هذا
ترى ماذا في هذا الصندوق
و ماذا تعني كل تلك الأشياء خلف الواجهة الزجاجية ؟
أخ !
الباب يفتح الأن و سيراه
ليكونن حسابه عسيرا الأن
لا يهم
كل ما يهمه الأن أن يعرف
من هذا
و كيف كان
ثم كيف صار الى ما صار اليه
يريد اجابات شافية
فهل ؟
.......
,..
ثم قرا هذا الحوار فى الكتاب تحت عنوان نقطة تحول
حياتنا هكذا لا معنى لها يا حسام
قالها أحمد فجأة في طرقات الكلية
- ليه ايه الخطأ الي في حياتنا ؟
- الأخطاء كثير, بص للبسك بص لحياتك , علاقاتنا في الكلية , كلامنا مع البنات , عدم مواظبتنا على الصلوات , حياتنا كلها كوتشينة و خروج , فاكر حسن صاحبنا ؟
- تقصد الي مات ؟
- اه , تفتكر هو فين دلوقتي ؟ تفتكر هو ليه مات ؟
- ...............
- علشان ربنا يبعتلنا رسالة يقولنا اننا كان ممكن نكون مكانه و ان ربنا أمهلنا و أعطانا نموذج واحد من شلتنا كان معانا في كل حاجة و بيخرج معانا و بيعمل كل حاجة معانا و امبارح كان معانا و انهاردة فين هو ؟
- تفتكر لو أنت مت دلوقتي , هتروح فين جنة و لا نار ؟
- ...........
- أنا أقولك , النار طبعا
- .............
- ايه كلامي مش عاجبك ؟
- و مين قال أصلا اننا هنموت دلوقتي ؟
- و مين قال ان حسن كان هيموت الشهر الي فات ؟ هو كان عيان ؟
- لأ
- مات في حادث ؟
- لأ
- مات في جرعة زائدة مخدرات مثلا ؟
- عمره ما شربها
- مات في الحرب ؟
- لأ
- أمال مات ازاي ؟
- قضاء ربنا
- طيب و قضاء ربنا ده يمشي عليه هو و بس و ميمشيش علينا ؟ - ............
- وقت المحاضرة هيبدأ نتكلم بعدين
- طيب أنا هروح أنا سيبني أفكر في كلامك ده
و مشيت كتير و مروحتش البيت ,
فضلت ماشي أكلم نفسي
صح لو مت زي حسن ايه مكاني ؟
هروح فين ؟
و أنا حياتي كدة اخرها ايه ؟
و اشمعنى أصحابي كلهم بدئوا يقربوا من ربنا و أنا لأ
هو انا عايز ايه دلوقتي ؟
عايز أتخرج
ثم ؟
اخش الجيش
ثم ؟
أشوف شغلانة
ثم ؟
اشوف بيت
ثم ؟
اتجوز
ثم ؟
اجيب عيال
ثم ؟
اربيهم و اكبرهم و اعلمهم
ثم ؟
أجوزهم
ثم ؟
...................
مفيش !
هل معقول هي ديه حياتي
لأ
مستحيل الحياة فيها حاجات تانية أكثر من كدة
و عاد الى منزله سريعا و توضأ و صلى ركعتين و أعلن فيهما توبة لله عز و جل من كل ما صنع
ثم صار ما صار
فلما دخل رجل الأعمال حسام عائدا من مكتب سكرتيرته وجد الشاب ممسكا بالكتيب الصغير
الأن لقد عرف السر
و نظر اليه المهندس نظرة خجل يشوبها حيرة شديدة
لقد فهم الأن كل شئ
و السر الدفين لم يعد دفينا الأن
أحدهم عبث فيه اليوم
و استطاع أن يخرج بعضه
لقد صار لزاما عليه توضيح ما حدث
- الأن سأسئله عن كل شئ و اعرف اجابة هذه الأسئلة
قالها الشاب الصغير في رأسه
ثم قال حسام :
أنت ايه الي مسكك حاجتي ديه ؟
فاعتذر اليه الشاب بسرعة ثم قال الفضول
ثم استدرك بسرعة هل أنت من في الصورة ؟
فنظر الرجل الى الصور ثم التمعت عينيه لحظات بدمعة جاهد ألا تنزل على وجنتيه
كانت أبلغ رد على سؤال الشاب الذي نعلم الأن أن اسمه أشرف
لم يحر جوابا سكت !
و قال أهذا الكتب يخصك ؟
نظر الرجل مرة أخرى
و التمعت عينيه التماعة أشد من سابقتها
يا الله
لم عبث هذا بالسر !
كيف تركته في مكتبي !
- أنا الأن أريد تفسير لكل شئ
أشرح لي
فهمني
فنظر اليه الرجل و كاد يتكلم
و هم بفتح فمه
حتى فتح الباب الجانبي الذي دخلته منه سارة منذ قليل
و خرجت اليه هذه المرة في ثياب تعتبر سابقتها بجوارها حجابا فأشاح الشاب بصره عنه ثم وقفت أمام أبوها و قالت
هاااااااااااااااااااااااااااااه ايه رأيك بقى ؟يجنن مش كدة ؟
فقالها طبعا يا حبيبتي
طيب اعمل حسابك أنا بعد ما هنخلص الحفلة هخرج انا و صاحبي شادي بالعربية بتاعتك مش كل مرة نخرج بالعربية بتاعتي القديمة
- يا سارة ديه موديل السنة الي فاتت !
- ولو يرضيك تحرجني قدام صاحبي ؟
دع من الأفكار التي ترددت في ذهن أشرف ! صاحبها ! سبحان الله الي يعيش ياما يشوف
فقال لها :
زي ما تحبي و خرجت
ثم نظر الشاب اليه نظرة قاسية
ما هذا ؟
كيف صرت هكذا أولا ؟
ثم كيف صرت كذلك ؟
ما الذي حدث ؟
و هم بنطق تلك الأفكار لولا أن رئى الرجل تلتمع عينيه مرة ثالثة في نفس الجلسة
فأمسك بالهاتف و نادى السكرتيرة
أمنعي أي فرد من الدخول مهما كان
أنا مشغول حاليا ثم جلس على مقعده و قال :
دلوقتي يا أشرف أنا هفهمك كل حاجة
- بالتأكيد يا استاذ حسام
أنا محتاج جدا اني أفهم و بدء في الكلام
لست وحدك يا أشرف من تريد أن تفهم
أنا كذلك
و غيري
ما الذي حدث لهذا الرجل
ليصبح كذلك ؟
ترى ماذا ؟
و هل يمكن أن يحدث لنا مثله ؟
نعوذ بالله تعالى من ذلك
ستفهم الأن يا أشرف :( قالها حسام صاحب الشركة الهائلة التي تدر عليه أرباحا ضخمة كل يوم
لكن قبل ذلك ائتني بالصندوق الي في الواجهة
ذهب أشرف بلا تعقيب و احضر صندوقا يشبه في حجمة الحواسب الشخصية و وزنه ثقيل نوعا فحمله و وضعه على مكان في المكتب
فأمره حسام بوضعه على منضده قريبة
ثم وضعه و قام حسام بفتحه بمفتاح في سلسلة مفاتيحه
نظر أشرف الى الصندوق
هذا الصندوق يحتوي على عشرات الأورات ترى ماذا بها
- اجلس و تصفحها كما تشاء
ثم أخرج مفكرة ضخمة و قال له
و لما تنتهي تعالى الي ثم عاد الى مكتبه
أمسك أشرف الورق
ما هذه ؟
ورقة من كشكول محاضرات مكتوب فيها : رقم هاتف الشيخ فلان !
نوتة صغيرة فتحها ,
لا تنسى أن تقوم بكذا و لا تنسى درس يوم الثلاثاء .
لا تنسى شراء شريط كذا لفلان
يزداد تعجبا
و ما في هذا أيضا ؟
هذه ورقة بها رسم كروكي لخريطة مسجد شيخ شهير توفى منذ أعوام قبل أن يبلغ السادسة من عمره حتى سمع شرائطه و لم يره مطلقا !
هل يمكن أن يكون حسام هذا ممن حضروا دروس هذا الشيخ ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و هذه الورقة ؟
إنها ورقة مطبوعة بادية القدم , إنها دعوة لحضور ندوة يحضرها داعية شهير !
و عشرات الأوراق الأخرى بها أحاديث تذكير في فضل الصيام و صلاة الجماعة و حفظ كتاب الله
و هذه ورقة مطبوعة بعناية عن الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة و يوجد منها نسخا كثيرا واضح انها كانت توزع في الكلية !
هذه مجلة حائط ضخمة بها مواضيع رائعة
عبد الله بن حذافة السهمي و سواه !
و هذه لوحة مطبوعة تتكلم عن أخطاء المصلين
و هذا ظرف مغلق !
قال لي تصفح و لو كان هناك ما يمنع لأخذه
فتح الظرف !
وصيتي
هذا ما أوصى به حسام بن عبد الرحمن يوصيكم و نفسه بتقوى الله و يشهد أن الله حق و أن النار حق و أن الجنة حق و يشهد أن محمدا رسول الله
يوصيكم بتقوى الله و يتبرأ من تبرج أخته و يدعوكم لحكم الله ........
.
.
ينظر فاغرا فاه للرجل
ثم يمسك مرة أخرى بباقي الأوراق التي بعثر معظمها
هذا كتاب الموافقات !
الكتاب ممزق من كثرة القراءة !
هذه كتاب دراسي
الكتاب يعج بالايات و الأحاديث و الجمل و نحو ذلك
هذه قسيمة زواجه منذ خمس و عشرون عاما !
هذه شهادة تخرجه من الجامعة
كفى كل هذا
الذي كان شكا صار يقينا جازما
هذا الرجل كان في يوم من الايام ملتزما بحق
و داعية نشطا
و طالب علم قوي
و كان ذكارا لله
حريصا على الدعوة في أماكن شتى
و دعوة إخوانه و جيرانه و أقاربه
هذا ما تأكد منه من النوتة الصغيرة فماذا حدث ؟
دوى الصوت فجأة
اجمع كل هذا و ضعه في الصندوق مرة أخرى و تعالى أشرح لك كل شئ
تقدم نحوه أشرف بعد أن نفذ ما طلب
فناوله حسام المفكرة الضخمة
و قال له
اقرئها و انا بانتظارك
فستجد تفسير كل شئ
ثم فتح أشرف المفكرة
ليعلم كيف حدث هذا
و ليأخذ منه درس عمره كله
كيف يتحول أشد الايمان
لأبغض النفاق !
كيف يتحول الرجل الذى دعا لحجاب المرأة
الى ديوث فاسق ترتدي ابنته ثيابا لا يقبل بها رجل عفيف أبدا
كيف بعد أن في يوم يشرح للناس أخطاء المصلين
صار هو اليوم يمنع الناس من الصلاة لرب العالمين
كيف بعد أن كان داعيا للحق صار داعية للباطل
سنعلم الأن
و لنر
..................
............
--------------------------------------------------------------------------------
أبي أريد أن أطلق اللحية !
لأ , مش عايزين تطرف
لكن يا بابا اللحية مش تطرف ! ديه فرض ربنا
جدال طويل شهير يدور في منزل كل ملتزم
و من نافلة القول أن حسام الشاب الصغير قد نجح بجدارة في هذا النقاش
لقد اقتنع أبوه بفرضيتها بعد نقاشات طويلة لا داعي لتسويد عشرات الصفحات بذكرها
لكنه لم يوافق على أن يطلق لحيته
حسام الصغير يذهب الى شيخه و يذهب لدروس العلم و يطلب العلم و ينطلق في حفظ كتاب الله
يدعو الله و يصلي كثيرا و يسأل الله المعونة
ثم تأتي اللحظة الحاسمة التي لا مفر منها
وافق أبوه بعد ضغط كبير
لكن لقد دفع حسام الثمن مجهودا كبيرا فكافئه الله
هذا خلاصة أول ما قرئه أشرف في مذكرات حسام
في أول صفحاتها
هذه الصفحات تتحدث عن قيام الليل
" لا يوجد أجمل من قيام الليل بعد يوم طويل من الفتن و مشاكل الأهل و الأخبار السيئة و الألام ,
لا يوجد أفضل من قيام الليل للخوف الذي نحيى فيه كل يوم و ليلة من خطر الاعتقال
, لا يوجد أفضل من قيام الليل في الوقت الذي ينام فيه الجميع ,
و يقوم كل حبيب الى أقوم الى ربي أتوضأ و أصلي بصوت خاشع و أبكي كثيرا ,
ربي ليس لي سواك الأن ,
لا أحد معي سواك و أنت رقيب علي و أنت ناظري و مطلع علي و يدعو الله كثيرا ,
ما أجمل هذه اللحظات ,
و عند الانتهاء أستغفر لوقت الأذان ثم أنزل فأصلي و أظل لشروق الشمس نحفظ كتاب الله و نتلو الأذكار المباركة
ثم أصعد لأجهز أدواتي للذهاب يوم جديد في الكلية ليس هناك أجمل من هذا ,
هل تعرف شعور من اطلع على سر خطير ؟
أو شعور شاب عنده معلومات سرية خطيرة ؟
وقتها ينظر الى باقي الشباب الذي يلعب الورق او الفتيات المائعات نظرة أخرى ,
لقد عرفت ما لم تعرفوه ,
لقد جربت قيام الليل الليلة ,
لقد قابلت ربي و أنتم لم تفعلوا ثم أضحك من أعمق أعماق قلبي ,
ليس أجمل الأن من أن القى أخي في الله محمد جميل و نجمع باقي اخواننا و نتلو كتاب الله في انتظار المحاضرة وسط نظرات الاستهزاء لا بأس
هذا يسعدنا كثيرا أن يسخر الناس منا لأننا نرقب الله ؟
إن في هذا لشرف لنا
اليوم ينتهي سريعا بين قراءة أورادنا و نحو ذلك و الدعوة الى الله
نعود لبيوتنا بضع ساعات ثم نخرج للذهاب الي درس رقيق . هذه الحياة رائعة حقا
صفحات أخرى !
"
اليوم تحدثنا كثيرا عن مواصفات الزوجة التي تصلح لبناء الأسرة المسلمة
ذكر محمد جميل أنها لا بد أن تكون حافظة لكتاب الله عالمة لحدوده
و ذكر أسامة أن النقاب هو شرط أساسي لا غنى عنه
و تكلم حامد أن كلاهما على أهميته إلا أن سلامة الفكر و المنهج السلفي أهم من كل ذلك
و أيدته أنا في تلك النقطة
"صفحات أخرى :
" عظيم أنا أنطلق في حفظ كتاب الله كالصاروخ
لم يبق لي كثيرا
بعض الأجزاء القليلة و أنتهي
سأفعل قريبا إن شاء الله "
صفحات أخرى
" لقد انتهيت أخيرا من حفظ كتاب الله و سأقرئه كاملا باذن الله على شيخي خلال الاسبوعين القادمين
هذه نقلة هامة لي "
صفحات أخرى
" لقد أوشكت على الانتهاء من منهج العقيدة المطلوب
و عما قليل سأبدأ في الأصول
"
الى الأن كل شئ جميل
و لكن لا يفسر شئ
قلب بضع صفحات أخرى ثم :
"
موت أحمد عبد الرحمن
أحبه في الله على غير أرحام بينهما .. تعاهدا على السير معاً على درب الكفاح .. كان القرآن يشرق في سمائهما .. يهدي بنوره كلما أظلم الطريق .. وهبت رياح الموت يصوغ سمومها الباطل .. فتلقاها العملاق بصدر قد عمره اليقين .. وثبت لها ثبات المؤمن .. وتبسم عندما خط وسام الشرف بدمائه الزكية قائلاً : فزت ورب الكعبة"
لا أصدق هذا
أخونا أحمد مات ؟
كيف هذا ؟
هذا الذي كان سببا في التزامي بكلماته مات ؟
ماكينة الدعوة التي لا تكل مات ؟
الصوام القوام الذكار مات ؟
هل يعني هذا أننا سنذهب الدروس من غيره من الأن ؟
هل يعني هذا أني لن أراه في المدرج ؟
هل يعني هذا أنه لن يشاركنا في افطار الصائمين الذي كنا على وشك القيام به و هو من اقترح علينا تلك الفكرة ؟
أيعني هذا أنه لن يوزع ورق الأذكار الذي اشتراه ؟
إنا لله و إنا اليه راجعون
إن القلب ليحزن و إن العين لتدمع و إنا على فراقك يا إحمد لمحزونون و لا نملك الا أن نقول ما يرضي ربنا
إنا لله و إنا اليه راجعون
لقد مات
و ليس بوسعنا اعادته
اللهم ائجرنا في مصيبتنا و اخلفنا خيرا منها
قد اختار الله أفضلنا
لقد مات على خير و شهدنا له كلنا بذلك كان أزكانا و أفضلنا و كان أكثرنا عبادة و صلاة و صوما و طلبا للعلم و اجتهادا في الدعوة الى الله
جنازة أحمد
لقد صارت الجنازة بصورة اسلامية
حتى كشفنا وجهه فوق الخشبة
أنا أنظر الى وجهه
ليس أنا فحسب من يقول هذا
بل كل من حضر غسله و كل من رئى وجهه
إن وجهه مبتسم ابتسامة خفيفة
ابتسامة من يقول
فزت و رب الكعبة
فزت ورب الكعبة
صبرنا قليلا
ثم اليوم نلقى خير الثواب
ما أجمل ظمأ الهواجر
لقد أعبقني الله به ريا لظمئي
اليوم لا عمل
و لسان حال من كل من يراه يقول
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ{54} فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ{55}
إن وجهه الأن كالبدر ليلة التمام
لقد مات و ارتاح من تعب الدنيا
كل هذا قرئته
الى أين وصلت ؟
حتى موت صديقك أحمد عبد الرحمن
كل ما قرئته لم يضف لي الا مزيدا من الألغاز
طيب هحكيلك انا
بعد موت أحمد أشعر أن شيئا هائلا في الحياة تغير
عارف احساسك لما تخش بيت جدك أول مرة بعد موته ؟
البيت كما هو
مفيش حاجة ليها كيان مادي كبير ناقصة
لكن جدك نفسه ناقص
كان ليه وجود مادي ساحق و اختفى نهائيا
و معدش هيقعد على نفس الكرسي الي كان بيقعد عليه
نفس الحال صار معي
اليوم المقعد الي اعتاد صديقي الجلوس عليه لن يجلس عليه مرة أخرى
صعب اني اتعود أنزل اروح الكلية و مقابلوش هناك
صعب أوي إني اعدي على المسجد بتاعه و ملقاهوش في أول صف
صعب أوي اني أعدي على منطقة سكنه و معديش أسلم عليه
حاجة انكسرت و مش هتتصلح تاني
لما رحت أعزي أبوه المكلوم و أمه الثكلى شعرت إني أنا الي بحاجة لتعزية
أدي مصحفه الي مش هيقرأ فيه تاني أبدا
و ادي كتبه و ورقه
مش قادر أصدق
مش قادر أصدق انه مش هيخرج معايا مرة تانية
مش قادر أصدق انه مش هيوزع معانا في مشروع افطار الصائمين الي كنا ناوي نعمل فيه
مش قادر أصدق انه مش هينفذ مشروع التحفيظ الي كنا ناويين نعمله
احنا فقدنا شئ كبير و لم نعد باستطاعتنا ارجاعه
لقد ولى أحمد و لن يعود
لم يعزيني أي شئ ولا أي كلمات
فقط ابتسامته عند موته
كان كالطالب المجتهد المذاكر كويس و فجأة قرر الأستاذ أنه يمتحنه شفوي فجأة !
هو خلاص ارتاح كل يوم كان بيضيف عليه حاجات يذاكرها أما انهاردة
فهو خلاص
خلص مهمته و هيرتاح للأبد
و سابنا احنا وراه نذاكر و ننتظر دورنا
"
كل هذا لا يضيف جديدا
أنا بتكلم عن الي قدامي
أنت بتحكي ليه عن الأخ حسام الي كان في يوم من الأيام بيوزع كتيبات عن الحجاب الشرعي
و اليوم بنته سافره
الي كان بيشرح للناس طرق الصلاة
و اليوم يمنع من يصليها !
فيه حلقة مفقودة
و أنا عايز أفهمها و اعرفها
ايه الي حصل و ازاي وصلت لكدة ؟
نظر ليه حسام نظرة أخرى و قال
ليكن
سأحكي لك
فقط أرهف سمعك لي
--------------------------------------------------------------------------------
لا أدري متى بدء الخلل
اسئل أي واحد كدة التلفزيون بتاعك باظ امتى ؟
هيقولك معرفش
الأول بدئت الاحظ خيوط سوداء خفيفة جدا لا تراها الا بعض تدقيق شديد
ثم بدء عددها يزداد رويدا
ليس الزيادة المقلقة
و لكنه يزداد
ثم يبدأ حجم بعضها يكبر فعلا
إنه يبكر بصورة يصعب بعدها أن تتجاهله أو تقول إنه غير موجود
ثم كل الخيوط تبدأ في زيادة حجمها
ثم تتقارب كلها حتى تصير شريحة مستطيلة هائلة على صفحة التلفاز
ثم توقف عن اظهار أي صورة !
سل أي موظف متى صار مرتشيا
سيقول لك لا يذكر تماما هل في الوقت الذي بدء يعتبر هدايا رأس السنة التي تصله هدايا ؟
أم في تقبل الأقلام التي كانت تأتي له مع كل طلبية
أم كانت في المرة التي وضع له فيها رجل مالا
حتى أدرك أنه صار مرتشيا لما طلب فعلا هو المال بنفسه في البداية كان الأمر على سبيل التلميح
الحالة صعبة و الولاد و الي جاي على قد الي رايح
في البداية يمنع تماما أن يأخذ أي قرش في مكتبة
ثم تجرأ أكثر صار أكثر وقاحة
صار يطلب المال صراحة عيانا
ثم صار يأخذه في مكتبه
لقد تحول الموظف الشريف الى موظف مرتش كامل
أما حالي أنا فلا أذكر متى كانت أول مرة ظهرت فيها الخطوط السوداء الرفيعة
و لا أذكر متى بدء جزء صغير من الشمس يختفي خلف هذا الكوكب حتى اختفي بالكلية وراءه و تحول النهار الى ليل
كل ما شعرت به بالخطوط السوداء لما بدئت أثارها تظهر بقوة
في البداية لم أشعر بخطورتها
ثم لما بدئت تكبر أدركت أن هناك بعض الخطورة
و لم اتداركها حينها
و يا ليتني فعلت
لم أتدراكها الا حين صارت الرؤية مستحيلة و صار الاصلاح عسيرا
فكيف ظهرت هذه الخطوط ؟
أول خيط كان ...............
أول تلك الخيوط ظهرت لما بدئت في التقصير في صلاة الليل
تعرف هذا يا أشرف
يقول العلماء إن السنن الغير رواتب للسنن الرواتب كالحصن للملوك
و السنن الرواتب للفرائض كالدرع للمحارب
فإذا سقطت منك السنن غير الرواتب صارت السنن الرواتب عرضة لضربات ابليس و أعوانه ممن لم يكونوا ليحلموا يوما بها
فكيف و قد زال هذا الغطاء الحديدي الذي كان يمنعهم عنها ؟
ضاعت ناشئة الليل ثم ضاع قيام الليل و ضاعت ركعات الضحى
لقد كنت متألما في البداية و لكن صاحب هذا التغير ضياع للصوم الذي كنت مكثرا منه
لم أعد أصوم الا الاثنين و الخميس فحسب ثم تطور الأمر حتى لم أصم سوى ثلاث أيام في الشهر
الدعوة التي كنت أقوم اليها متحمسها صرت أفعلها متكاسلا كطالب عليه واجب ثقيل يود الانتهاء منه للذهاب لما سواه
أوراد القرءان التي كانت في يوم المعين الذي نرتشف منه ضاعت و تقلصت الى جزء واحد يوميا
لم أكن قد جرحت بشدة من أثار ضربات الشيطان المتتالية و لكني أصبت بجروح لا ينكرها أحد
و انعكس هذا علي
و لاحظ الإخوان تغير حالي فصرحوا لي بذلك
و لم أتحرك
و ظللت على مكاني
و أقول
ستتغير المسئلة و ستتحسن غدا
و كل يوم أقول غدا تتحسن
تماما كما يقول صاحب التلفزيون الي باظ
بكرة الخيوط ديه تختفي
و هي تزداد اتساعا
و النقرة الي انت صغيرة في الدرع عماله توسع
و توسع
و توسع
لحد ما بلعت الدرع كله
عشرات الأمور الي كنت تاركها تورعا بدئت تسقط من يدي تباعا كحبات مسبحة انفرط عقدها
و سقطت بلا نظام
ما كان مستحيلا و كبيرة في يوم من الأيام
صار اليوم مكروها
و ما كان حراما صار مكروها
تعرف هذه النغمة عند من يتحركون نحو الهاوية
البنت تقول : على فكرة أنا اكتشفت ان النقاب فضل مش فرض
تقولها يعني عايزة ايه يعني ؟ هتقلعيه ؟
لأ أنا بقول بس !
و الأحمق المسكين لا يدري أنها على وشك خلعه فعلا !
الشاب تلاقيه أطال ازاره مرة أخرى
ليه ؟
لأنه طلع مكروه بس مش حرام !
احنا دخلنا الأن دوامة عنيفة
مش عارفين نطلع منها
محاولات يائسة كثيرة لإصلاح المسئلة لم تحسن من الأمر شيئا لأنها كانت محاولات بلا عزم
لقد هيئت لنفسي كل الفرص لأقع
حتى جاء اليوم ..................
لا زلت اذكره جيدا
كنت في انتظار محاضرة
المحاضرة هامة جدا لا يجب أن تفوتني
لكن الظهر سيؤذن حالا
لا بأس سأصليه طبعا في الجماعة الأولى في مسجد الجامعة
صليته ثم قلت لم يبق وقت كثير فلن أصلي السنة الأن !
فجرى للحاق بالمحاضرة
ثم جريت بعدها للحاق بالمحاضر
ثم أخذني الى مكتبه و لم أتركه إلا و أنا أسمع أذان العصر
لقد ضاعت مني سنة الظهر !
حزنت بشدة
لكن يبدو أن الجدار التالي بدأ يتهاوى
متى لاحظت ذرات الغبار التي بدئت تسقط من السقف ؟
لا أذكر
و لكن ما عرفته أني ضاعت مني سنة المغرب لما ذهبت للمستشفى مع بعض أقاربي
و ضاعت مني سنة الظهر مرة أخرى ( كل هذا في أقل من أربعة أيام ) لما ذهبت مع أهلي لم استطع أن اطلب منهم الانتظار حتى أصلي السنة
ثم ذات ليلة قلت سأصلي سنة العشاء لما أصعد الى البيت
و ظللت أتكلم حتى ذهبت في النوم
و كل مرة يقل أثر فقد الصلاة أثره
حتى صارت صلاة السنن هي الاستثناء
ان توفرت الظروف فعلت و الا لم افعل
الجدار الثاني يتصدع
على وشك التهاوي و أدركت خطورة الوضع
لما فقدت وردي اليومي حتى !
وقتها شعرت بالحاجة لوقفة جادة
و قمت بمحاولات بناء كثيرة
لكنها كانت كلها شكلية
كما يفعل المقاول الغشاش بدهان جدار بالي يوشك على السقوط بدهان نظيف
لا يلبس الشق أن يظهر من تحته
أو يحاول لحام الحائط بالأسمنت على الظاهر
محاولات وقتية كلها
شوية أصلي تاني كل السنن و أعاود وردي و أعاود الحفظ
ثم أفقد كل شئ
و ظللت كذلك لفترة طويلة
حتى سقط الجدار الثاني نهائيا و لم أشعر بسقوط هذا الجدار الا بسماع الطرق على الجدار الثالث
جيوش الشيطان وصلت الى مكان لم تصل له من قبل
بالأمس كنت أغض بصري و كان مجرد وقوع بصري على محرم و لو بدون قصد كاف للغاية لأشعر بالمرارة طيلة اليوم
اليوم لم يعد الأمر بنفس القوة
أنا ايه ذنبي ؟
ثم صار غض البصر معركة حقيقية
إن جنود الشيطان الأن يحتلون قلبي حصنا بعض حصن
لقد وصلوا الى مكان خطير
و النساء حبائل الشيطان كما علمنا رسولنا
و أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء كما علمنا رسولنا
إن الشيطان الأن يقرع أضعف باب يمكن أن يدخل منه
إنه لا يزال لا يستطيع
لكن يوما بعد يوم سيزداد قوة و شراسة و بأسا
يوما بعد يوم في غياب الحامية التي تدافع عن قلبي
سيفعل
أنا واثق من هذا
أعلم أن ما أفعله هو مجرد محاولات يائسة من ملك بائس في حصن محاصر حصارا هائلا يمنعه من كل شئ
العدو خلفه و يحاصروه
و هو قليل الحيلة
كل ما بين يديه جدار من الواضح أنه لن يتحمل الضربات المتتالية
و لقد نجحوا في فتح ثغرة
كانت هذه الصغرة بدئت حينما صار يشعر أن النظرة المفاجئة بعد أن كانت شؤما صار يفكر فيها بعد مضيها
صار يفكر كثيرا فيها
إن زميلته في الجامعة التي ترتدي ثيابا سيئة
لا يستطيع أن ينكر أنها فعلا على درجة من الجمال , هو يبغض ثيابها
لكن ماذا لو صارت ملتزمة ؟ لعله سيتزوجها !
جارته التي رئاها مرات و مرات لم يعد يشعر بنفس الضيق اذا رئاها في شرفه منزلها
لقد حدث له إلف معصية
لقد اعتاد عليها و ألفها و لم تعد تؤثر فيه
ثم سقطت ثغرة أكبر
الشيطان يلعبها بذكاء حقا
لقد صار يعتبر النظرة مفاجئة مغنما حقا !
ما ذنبه هو ؟
لقد نجح الشيطان الخبيث
ثم .................
ثم أسقط الشيطان برجا هاما في قلعة الملك المسكين
لقد نظر اليوم حسام الى جارته عن عمد
لقد ندم كثيرا و بكى
لم يبك من خشية الله منذ فترة طويلة , لكنه فعلها الان
إن الشيطان الأن يبتسم في خبث
إنه سيعود
حتما سيعود
المشكلة في علاقتنا مع الشيطان
أنه يختار أضعف مكان و يحاول ضربه
و ما لم ترم له طعما مناسبا الا و سيدخل لكل شئ في دينك
و هذه أهمية صلوات النوافل , أن يظل الشيطان يحارب في مكان بعيد عن أرضه
لقد امتنع عن النظر و لكن لم يضع واقيا أخير يقيه من الشيطان من عبادات و طاعات
الشيطان يبتسم في ظفر
لقد فعلها الفتى ثانية
هذه المرة شعر ببعض الندم
ثم نسي الأمر برمته
ثم اعتاد عليه تماما !
لقد صار ينظر للفتيات خلسة
بل و يراقف شرفة جيرانهم بانتظار جارته
لقد فتح الحصن تماما و صار جاهزا للالتهام
حصن غض البصر
ثم جاء دور الحصن التالي
المفسديون اسف اقصد التليفزيون
الدور دوره
حدثني صديقي عن قناة كذا الفضائية
إنها قناة سلفية و لا غبار عليها هكذا أخبرني
عظيم سأعود لأشاهدها
هذا صحيح فعلا إن مشايخ الدعوة السلفية يظهرون على شاشتها
لا يضايقني الا عندما أفتح التلفاز أني اضطر لتغيير بعض القنوات الخليعة
مرة في مرة في مرة
صرت بحاجة لمعرفة الأخبار !
لأفتح قناة الجزيرة
إن بها برامج طيبة
لكن المذيعات
لا تضحك على نفسك أنت لا تغض بصرك فهل تغضه عما يفيدك ؟ ( كذا ضحك الشيطان علي )
فتليها العربية
ثم العودة الى القناة السلفية
مرة في مرة في مرة
يااااااااااه هذه القناة تعرض نهائي كأس انجلترا
لا أرى مانعا من خمس دقائق
خمس دقائق لأرى هل ما زال أوين يلعب بنفس مستواه ( "عذرا على ذكر أسماء الكفار " )
ترى هل لا زال فريقي الانجليزي المفضل بنفس المستوى ؟
الخمس دقائق يتخللها هدف جميل
إنه يفرح يعاوده العصبية القديمة الشوط أنتهى
لا مانع من سماع التحليل
المذيع يذكر المشاهدين بمباراة هامة في دوري مصر غدا انها مباراة القمة كما يقولون
عظيييييييم لم أشاهد مبارة مثل هذه منذ زمان
اليوم التالي يجلس ليشاهد المباراة
ينتظرها بشغف
الاعلانات كل دقيقة
في البداية يتأفف من الكاسيات العاريات
ثم لا يجد الأمر بهذا السوء
ثم فجأة يظهر نجمه المفضل في اعلان
فيشاهده و لا يغض بصره فيرئ فتيات عاريات
فيعاود الشيطان الدخول في القلعة المحترقة أصلا !
ثم تبدأ المباراة
و تسخن أحداثها
الحكم يظلم الفريق الذي يفضله
لا يدري كيف حدث هذا
لكن العصيبة القديمة عاودته
ثم أطلق سبة لم يقولها منذ فترة طويلة
لم ينتبه لها
ثم الكرة أمام المرمى
فيضيعها اللاعب
أقوم غاضبا
الغبي
كيف أضاعها
إنه الغضب
لقد طرق الشيطان بابا اخر
العصبية الغضب السباب
هل شاهدت هذا المشهد من قبل ؟
سيارة فوق أرض مائلة دون فرامل
إنها تهوي في البداية ببطء شديد ثم تسير بتسارع هائل
هذا ما حدث معه تماما
إن المفسديون نجح نجاحا منقطع النظير
لقد أعاد الحياة لكل الشياطين التي وئدت منذ أعوام
اليوم صارت حرة طليقة
فقط ينقص شئ واحد يقوم به المفسديون
و يصبح زعيما لا تعارض كلمته
الأفلام !
لم يكن بقوة كافية أصلا لصد هذا الهجوم
إن دفاعاته على تلك النقطة مهلهلة ضعيفة
و كيف لا ؟
إنه الأن سب و عاد اليه التعصب
أي بحاجة الى الضحك و لا مانع إن كان فيه غيبة او استهزاءا بالغير
يقلب القنوات بحثا عن الجزيرة
تقع عيناه على هذا الفيلم
كنت أحبه كثيرا
لأنتظر دقائق و كلما جائت امرأة أغض بصري
و حدث هذا فعلا
لكن لنهاية الفيلم
ندم يعقب تلك اللذة
لكن هذا لم يمنعه من أن يبحث في اليوم التالي بنفسه و يفتش عن فيلم جديد مما كان يحبهم
يشاهده
و مرة في مرة في مرة
لقد صار يشاهد الأفلام و لا يغض بصره
لقد ربح المفسديون الجولة عن جدارة
ربحها باكتساح
إن الشاب الصغير
لم يتحمل بضع ضربات منه
لم يبق أمامه الا القليل جدا و يصل لمبتغاه
و قد فعل ...................
لازلت نفس الشاب الملتح
لم يتغير الكثير في هيئتي الظاهرة
ظللت على هذا الحال فترة
ثم بدئت المعاصي تطل برأسها القبيح
بعد أن كنت أنتصر عليها في معركة تلو الأخرى
صارت اليوم لها الغلبة عليا
تنين قبيح يحتل عالمي يوما بعد يوم
حتى ضرب أقذر ضرباته في ذلك التوقيت
صلاة الفجر !
لم أتصور أني يمكن أن أصاب بكل هذا الحزن
لكني فعلت فعلا لما أضعت الفجر هذه الليلة
المشكلة أني سمعت الأذان حقا و نمت بعدها من التعب
شعرت بندم شديد و صليتها و أنا أشعر بضيق لا حد له
و ظللت مكتئبا طوال اليوم
اليوم التالي لم استيقظ
كما لو كان عقابا لي على تلك الليلة
صرت أشعر بحزن لا نهاية له
أنا أضيع فعلا
ثم صرت لا استيقظ
ثم صرت أظبط منبهي على موعد الكلية
و أقول لو صحيت أصلي و الا فلا تفوتني الكلية
صرت أتخلف عن الجماعة فلا أتيها الا متأخرا جدا
لقد ضربت في عمود الدين
إن البيت كله يتصدع
لم يسقط بعد
و لكن على وعد بأن يفعل
متى ؟
لا أدري
لكن يبدو أن النهاية دانية جدا
--------------------------------------------------------------------------------
الأمر صار أخطر الأن
أنا بقيت على وشك ان أترك الكلية
يمكن الحاجة الوحيدة الي رابطاني بالالتزام هي الصحبة
لو سبتها هيتقطع الحبل الواهي الي رابطني بالالتزام
أنا لعبت لعبة خطرة
لم أدر خطورتها
هل رئيت هذا المشهد من قبل ؟
رجل يقف على افريز الشرفة
إنها لمتعة خطيرة
لو لم يمت فسيكون قد قضى وقتا طيبا
و لكن الخطورة كبيرة حقا
و لم يدر المسكين أنه أساء قدرات نفسه ثم هوى من فوق !
مد يده لعل أي يد تتشبث بها
لم يجد
هل تتخيل هذا المشهد ؟
كرة على شفا جرف هار
يريد أن ينزل ليأخذها
الكل يحذره
الأمر أحقر من أن يخاطر لأجله
لم ذاك ؟
كلها وقت قليل و أعود
يذهب لإحضار الكرة
إنه منحدر و لكن خطواته بطيئة ما زال يملك نفسه
لكن فجأة بدئت سرعته تزداد
تزداد بجنون
الحافة ناعمة أكثر مما ينبغي إنه يقترب
يقترب .........
يقترب ....
لقد جاء الوقت
اتخرجت خلاص
كنت دائما أقول لنفسي
أول ما اتخرج و اتوظف في أي شغلانة
أتزوج من أخت
و أصلح من أحوالي كلها
هعرف أغض بصري
و هي تنصحني
حان الوقت لأفعل هذا
بدئت في البحث عن وظيفة مناسبة
و لم أجد
و زاد ضغط أهلي
أنت بقيت رجل كبير و مسئول
و عيبة أوي لما نروح عند أقرابنا و متروحش معانا
لكن يا ماما الاختلاط ........
تقاطعه أمه
اختلاط ايه ؟
هو احنا عندنا بنات عريانة و لا حاجة ؟
احنا بناتنا كلهم محجبات و زي الفل
يا ماما مش هينفع صدقيني
يعني ايه مش هينفع ؟
لازم
في اليوم التالي كان جالسا في دار أقاربه
يااااااااااااه ايه النور ده كله
نورت بيتنا يا حسام ,
ربنا يخلي حضرتك يا عمي
فتبادر زوجه عمه قائلة
متتصورش عبير فرحت ازاي لما عرفت انك جاي مشافتكش من زماااااان
فيها الخير والله فيقول أبوه :
و أين هي ؟
فتقول أمها :
أصلها في درس دلوقتي !
فيقول :
ما شاء الله درس ؟ فتقول أمه :
أنت فاكر نفسك المسلم الوحيد في العيلة ؟ فيتمتم محرجا :
مش قصدي بس ......يقطع كلامه دخول بنت عمه عليهم
إنها هي بنفس ملامحها التي عرفها في طفولته و صباه
انها الان اكبر سنا لكنه لا زالت هى
صحيح أنها ترتدي عباءة واسعة لكنها أفضل مما كانت قبل
فتلقاهم و تبادرهم بالسلام
ثم تسلم عليه بلا مصافحة
فسره ذلك كثيرا
ثم تجلس
فيسألها كنتي فين يا عبير ؟
- كنت في درس
- درس ايه ؟
- أبدا ده فيه شيخ هنا بيدي درس رحت أحضرله
- ما شاء الله , ربنا يبارك فيكي و يا ترى بقى بتسمعي لمين ؟
- بسمع لأي حد باخد الحلو و أسيب الوحش
( لو لم تلفت نظرك أي جملة من هذه لصرت في حال مؤسفة )
- ما شاء الله
ثم يتعالى صوت أمه تقول:
موريتونيش المكتبة الجديدة بتاعتكم
فرجوني عليها
فترد عليها الأخرى قائلة :
مش ممكن أنتي مشفتيهاش ؟
طيب بينا نشوفها !
فيقوم الجميع الا عبير و حسام
يشعر ببعض الحرج
ثم تسأله عن أحواله الدراسية
ثم يسألها عن حالها مع الالتزام
فتجيبه بما تلقاه من عثرات في أسرتها .
لا داعي لاكمال القصة
لقد اتضحت تماما
الأمر الذي لا جدال فيه الأن
إن عبير هذه تسمع لأي فرد
و تختار الصواب و الخطأ وفقا لرأيها
الأجمل أنها لم تمانع في ممنوعات شرعية كثيرة
مثل الخلوة مع أجنبي و سؤاله فيما لا يفيد و الحديث معه و غيرها الكثييييييييييير مما يمكن استنتاجه من سياق القصة
الأهم من ذلك يسهل أن تستنتج هذه أيضا
إن عبير و حسام شابين
في نفس العمر تقريبا
إن حسام كان ملتزما في يوم حقا
و هو اليوم يهوي
و أمثاله يبحثون عما يتشبسون به
و عبير ليست ملتزمة بالمعنى الحرفي
إن شئنا الدقة هي تعيش دورا ما تحياه كل صديقاتها هذه الأيام
و مثل هذه مصيرها بعد الزواج معروف
الأسوأ أن كلاهما اجتمع معا و تحدثها كثيرا سويا
من السهل الأن أن يقع في حبائلها
لم يأتيا الفاحشة عياذا بالله
إنما من الواضح أن نوعا من الألفة صار يسود بينهما
نوع من الألفة يمر لا بد بمأذون
و بكثير من الفرحة
الحقيقة التي صار لا جدال فيها أن الشيطان يضرب الأن ضربة أقسى من كل الضربات السابقة
ضربة لن يعود حسام بعدها كما كان قبلها
ليس الشيطان من فعل كل شئ
بل هو هيئ فحسب
و قام حسام بالباقي
إن حسام الأن على شفا أخطر مرحلة
إنه الأن شبه يسقط
لم يسقط بعد و لكن قدماه الأن على حافة الجرف
كلنا نصرخ الأن
قف مكانك
بربك لا تفعل
لا تتقدم أكثر
هي لا تصلح لك
لكن لا فائدة
إن حسام يسير في طريقه الى قدر محتوم
لم يعد ينفع الصياح
فقد فات الأوان
و ما هو أت أشد
بكثير ......
بضعة أيام و ذهبت الى أقرب اخواني في الله محمد جميل
إنه أفضل من فيهم بعد ذهاب أحمد
و قلت له: إني عازم على الزواج فقال
من من ؟ فقلت عبير قريبتى
و كانت عبير قدرا هي جارة محمد
أنت تمزح
أنت عارف كويس انها متنفعلكش !
ليه يا أخي بس ؟
يا ابني ديه ماشية وراء الموضة و أنت عارف كدة ديه حتى مش ملتزمة بالحجاب الشرعي
هي عايزة بس مش قادرة و أنا لما هتزوجها هتلبسه
و بتسمع أي حد ........
بعدين ألقنها المنهجية السلفية الحقة
عندها مشاكل كتير في الاختلاط لا أقصد انها تكلم رجالا و لكنها تتوسع في المباحات من الكلام
كلها هتروح بعد الزواج
كم جزءا تحفظ من القرءان ؟
حوالي سبعة
و هل تصلح هذه لبناء الأسرة المسلمة التي طالما حلمنا بها ؟ أنت ناسي حلمنا ؟ ناسي كلامك ؟ واحدة حفاظ القرءان و البخاري و مسلم ؟
ديه أوهام أنا محتاج واحدة في مستوايا
ديه أقل كثيرا من مستواك
من قال ده انا زفت
بس تقدر تبقى كويس
طيب ما هنساعد بعض ؟
أنت عارف انها مش هتساعدك في حاجة , لأنها غالبا هترجع زي الأول بعد الزواج
ليه بس بتقول كدة ( محتدا )
متزعلش نفسك , على الأقل لن تزيد عما هي عليه ديه مش البنت الي تصلح للي احنا نتمناه , ديه عمرها ما هتكون أم طارق بن زياد أبدا
مين قال ؟ أنا هعلمها
أنت لا تصلح لتعليم نفسك حتى و لو صلحت لأصلحت نفسك
هل هتتنازل عن حلمك القديم ؟
لأ أبدا انما هاخد واحدة و هساعدها على الالتزام و علشان ننفذ حلمنا و في خلال فترة الخطوبة و قبل البناء هتكون حاجة تانية نهائي
أنت بتضحك على نفسك أنت حر أنا نصحتك ( و لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم )
من قال إني بضحك على نفسي ؟.هو أنا علشان بتكلم بواقعية و مش بضحك على نفسي و عايز واحدة مستوايا فعلا أبقى بضحك على نفسي ؟
خطأ ده منطق معكوس , اشمعنى مقدرتش نفسك و حطيتها في قدرها ساعة ما جيت تختار الكلية الي هتدخلها و دخلت الكلية ديه ؟ عارف ليه ؟ علشان ديه دنيا و في الدنيا أنت باصص لفوق دائما و بتقول هما الي أحسن مني كانوا أحسن مني في ايه ؟
فرصتي دلوقتي زيهم و أقدر أعمل زي ما هما عملوا و هدخل الكلية ديه
علشان دنيا أما الأخرة فأنت مش عايز مكانة حقيقية عالية فبتختلق الحجج و الأعذار السخيفة علشان تربط نفسك في خية مش هتعرف تطلع منها طول حياتك
متقولش خية لاحظ انها هتبقى خطيبتي !
بلاش خية ,وعلى كل أنا لا أغتابها يجوز انك تذكر في حالات الزواج عيوب الطرف التاني بالتورع الكافي لأن المسئلة مش بسيطة كل الحكاية يا ابني أنت هتعمل حاجة مش هتعرف ترجع منها طول حياتك أبدا و هتندم عليها فعلا
أنا متحمل كل الكلام ده
ثق في بس و هتشوف
أنا خايف عليك يا حسام :(
متخافش بإذن الله لو حتى متصلحتش هطلقها مباشرة !
طيب و ذنبها ايه ؟
طيب وأنا ذنبي ايه اقعد مع واحدة مش هتوصلني للجنة ؟
طيب خلاص خد واحدة أنت واثق انها هتوصلك
كتير اوي بتلاقي تفاحة منظرها من برة كويسة و من جوة بايظة
ديه شواذ القاعدة , ليس معنى كدة اننا نبحث في الأسواق عن التفاح الي شكله مضروب على أمل اننا هنلاقي فيه حاجة
ما أديها فرصتها ؟
على حساب حياتك ؟
ايه المانع أنا هغامر و لو فشلت هطلقها
مش هتعرف
خصوصا لو رزقت منها بطفل , فضلا ان ربنا هيسألك طلقتها ليه أصلا
يا محمد القضية انتهت أنا عايز أتزوجها و خلاص ديه الي هتنفع واحد في مستوايا
خطأ , أنت عايزها شهوة نفس و لازم توقف حاجة زي ديه !
ايه المانع اني اتزوج شهوة نفس و هو الزواج مش مشروع برضه علشان الواحد يخرج شهوته في حلال ؟
ده من أسباب التشريع الزواج لكن لو سألت ليه أصلا خلقنا من ذكر و أنثى فده علشان نتعارف علشان أكرمنا عند الله اتقانا , الأصل ان البيت المسلم لبنة في المجتمع المسلم و ركنه الرئيسي هو الزوجة فإن صلحت صلح البيت و الا صار طوبة فاسدة تهدد الجدار كله
اعذرني يا محمد الوقت تأخر كل ما أطلبه منك حضور زفافنا باذن الله و سأثبت لك
متى .؟
الخميس القادم :) و سيأتي الشيخ فلان !
يا حسام الحياة مش بالبساطة ديه
احنا مخطوبين من شهور دلوقتي ! و أنت لسه محطتش رجلك في أي وظيفة !
يعني هعمل ايه يا عبير ؟ هو أنا لقيت و قلت لأ ؟
لأ أنت الفرص بتجيلك لحد عندك و بترفضها و أنا مش هفضل كدة على طول !
فرص ايه بس ؟
فرص ايه ؟
تقدر تقولي ليه مقبلتش الشغل في الشركة ديه ؟
الشركة عارضة عليك مرتب هيعيشنا زي الفل و أنت مش راضي و عايز تفضل في وظيفتك الي بتجيب ملاليم ؟
أنتي عارفة كويس أنهم اشترطوا علي إني أقصر لحيتي !
و فيها ايه بس ؟
فيها ايه أنتي اتجننتي ؟
ليه بس , مش أنت قلتلي أن سيدنا عبد الله بن عمر قال بجواز قص ما زاد عن قبضة اليد ؟
اه بس ده لم يثبت عن اي حد تاني يعني اجتهاد !
قالت و اختلاف العلماء مصلحة لينا ساعة الضروريات الشرعية ؟
صح
طيب و احنا دلوقتي مش هناخد بكلام أي حد ده سيدنا عبد الله بن عمر و أنا سمعت كمان من شيخ جه على دريم أن بعض فقهاء الشافعية المتأخرين قالوا ان الحلق مكروه بس , و أنت عارف أن الجواز عصمة ليك و ليا فهل نضيع حاجة هتعصمنا من فتنة علشان حاجة مكروهة ؟ مش النبي قال من استطاع منكم الباءة فليتزوج ؟
يعني عايزاني أحلق لحيتي ؟
أبدا يا حبيبي أنا لا أقصد هذا مطلقا أنا عايزاك زي ما أنت بنفس التزامك بس أنت شايف يعني أنت أحسن من الداعية **** ****
قلنا قبل كدة اننا مش بنسمع لأي حد
مش هنرجع للكلام ده , كل الي بقوله انا عايزاك تقصرها شوية بس لحد ما تتوظف و تثبت رجلك بعد كدة لما هيبقى ليك وضعك هيبقى صعب يسيبوك ساعتها ابقى رجعها زي ما أنت عايز !
والله فكرة !
يعني خلاص وافقت ؟
اه
بس ثواني هقول لأصحابي ايه ؟
قولهم أي حاجة ظروف في البيت أي حاجة بقى !
الأهم اننا نتزوج بقى علشان نقدر نبني بيت مسلم يوحد الله و يطلع ناس كويسين
معاكي حق , أنا ازاي فاتني حاجة زي ديه , الأهم نبل الغاية
إن حسام الأن يتشبث بيديه الاثنتان على حافة الهاوية
لقد حذرناه من مغبة احضار الكرة
لم يسمع كلامنا
الأن صار اعادته صعبة جدا
نستطيع أن نرى بعين الخيال أنه سيهوي عما قريب
الفجوة تضيق يوما بعد يوم بين حسام الذي يمنع الصلاة
و حسام الداعية المجتهد في الدعوة و العبادة
لقد صارت الأمور أوضح
يقول الفرنسيون فتش عن المرأة
و قال الله : إن كيدكن عظيم
و قال رسول الله : النساء حبائل الشيطان
لقد نسج الشيطان فخه ببراعة
إن ذلك يذكرك باكتساح المغول لبغداد
دخلوا خراسان و بلاد ما وراء النهرين
و ظلوا يضربون مدينة تلو مدينة و يحاصرون قرية تلو قرية
حتى صاروا على بعد مقربة من بغداد نفسها
و لو سقطت
فلن تقوم للخلافة العباسية قائمة اخرى
و الشيطان الأن على مشارف بغداد
إنه ينسج حيله ببراعة تامة
و هو يقترب
إنه قاب قوسين أو ادنى الأن
أو لعله أقرب من هذا
بكثير
عبير تنجب الأن !
هذا عواء كائن جديد جاء للكون حالا
لا ندري أشقي أم سعيد
إنها السلسلة التي تظل الى يوم القيامة أطفال اليوم شباب الغد ازواج بعد غد أباء فأجداد فموتى
ولا يبقى الا العمل الصالح
سمى ابنته سارة
من يراه الأن يعرف لم يعد كما كان
لقد صارت لحيته كما لو كانت دهان على وجهه
مجرد طبقة خفيفة جدا
لا يذكر متى كانت أخر مرة قابل اخوان الصفا
أخر خبر سمعه عنهم هو زواج محمد جميل
لقد تزوج كما كان يخطط من أخت فاضلة , إن ما يحكى عنها يذكرك بالأساطير
في حيائها و تقواها وورعها و حسن أدبها
لقد رزقه الله منها بطفلة كالشمس
لا تزال تبهر كل من رئاها
كانت نسخة من حياء و أدب أمها
نعم التربية هي
أما خالد ابنه الصغير
فكان كالشياطين
من نافلة القول
إن حياته لم تكن كما تمنى
بل صارت الرياح عكس ما اشتهت السفن
لقد ظل انغماسا في الدنيا
و قبل بمزيد من التنازلات من أجل منصب أعلى
و عبير
لقد راح الماضي
لم تعد كما كانت
لم يعد متفرغا لتربية ابنه بل تركه لعبير
و عبير طلبت منه التلفزيون و الدش بنفس منطقه السابق
لم يجد بدا من الموافقة
ثم سقطت عبير نهائيا هي الأخرى
هذه نهاية كل من يسير بهواه و لا يتبع أهل العلم
لقد سقطت
انتقبت ؟
لا لم تفعل
لكنها صارت أكثر ضغطا عليه
كيف لا تصافح صديقتي ؟
ازاي تحرجني قدامها
ليه مش عايز نروح لأقاربنا ؟
الفلوس مبقتش تكفي حاجة و مصاريف البيت زيادة
تعرف كيف يمكن أن تحيل المرأة حياتك جحيما
يمكنها ذلك
إن باستطاعتهن –ليس الصالحات – أن يعذبن أي رجل
لقد صار حسام بعد سنوات
كالثور – عذرا – في الساقية
صار يسير سير الوحوش في الدنيا
كانت تدفعه دفعا
لقد علمته أن يبذل قصارى جهدة في الحفاظ على الدنيا
و من ينشغل في الدنيا و يترك اخوان الأخرة
و له زوجه على هذا الحال لم تلبث أن تقع
لا يعيش طويلا
لقد أضطر أن يفعل ما لم يكن يوده قط
لقد بدء في انشاء مشروع صغير
بدئه بالرشاوي للأسف
و كانت تبرر له ذلك بأنه لا يقصد الرشوة
بل يأخذ حقه
و لكن ما كان حقا مرة
صار يستخدم للباطل التالية
ثم انتهى الأمر تماما
صارت لحيته عبارة عن أخر مظاهر حياة ماضية انتهت ولن تعود
لقد حلقها تماما الأن
قال :
أنا لا استحقها الأن
فضلا عن ان مجهود حلق لحية ضخمة غير مجهود حلق قشرة شعرية
لقد فعلها
لا يذكر متى حدث ذلك
و لكن ضاعت منه الصلاة تماما كما ضاعت منه السنن من قبل
سأمر على المصنع الأن ثم أصلي
و يفوت الوقت
في السفر
اجتماع
مرة في مرة في مرة
ضاعت الصلاة نهائيا !
انقطع عن اصدقائه القدامى تماما
ثم فتح الله عليه من زهرة الدنيا و زينتها
( حتى إذا نسوا حظا مما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغته فإذا هم مبلسون )
أنتقل لحياة الحفلات و ديه سمة الطبقة العليا في بلادنا
صار له قصر هائل
و دخلت ابنته الجامعة الأمريكية
و سافر ابنه لاكمال الدارسة في الخارج
بين تلك السهرات
ضاع حسام نهائيا
ضاع للأبد
ولن يعود
تذكرون نشرات ينشرها الجيش أيام الحروب ؟
خرج و لم يعد
إنه كذلك
خرج و لم يعد
لنعد على لسان حسام مرة اخرى
و هو يخاطب أشرف
لقد خرجت و لم أعد مرة ثانية
مددت يدي عساني أن اتشبث بأي شئ
لكني هويت و هويت
و هويت
و لم أعد أبدا
أرخى حسام رأسه على مسند مقعده بعد أن أنتهى من قصته
و شرد في نظرات حائرة
نظرات تخترق الزمان و المكان
الى الكلية
أحمد عبد الرحمن
محمد جميل
الأيام الخوالي
الأحلام الجميلة
الدعوة
لماذا ذكرتني يا أشرف
لماذا
هنا يأتيه صوت أشرف يقطع عليه تتابع أفكاره
تسمح لي أسأل سؤالا ؟
نعم
لم لم تعد ثانية ؟
هل حاولت ؟
نعم حاولت :( لكن لم يعد هناك فائدة , بيقولوا دخول الحمام مش زي خروجه
تذكرت كلام محمد جميل , كان بيقولي مش هتقدر تسيبها , أنا اكتشفت اني كنت بتبع هوايا
بس متأخر جدا
في وقت معدش ينفع فيه الندم
إذا مكنتش قادر أسيبها في وقت لم يكن بيني و بينها أي رابط
و أصررت على الزواج منها
فما بالك و قد صارت أما لولدين ؟
و هل قابلت أصدقائك بعدها ؟
لم يقابلني سوى محمد جميل
زارني مرتين و في كل مرة يعاتبني
يقول لي فين أيام زمان ؟
و لسان حاله :
يارفيق الصبا أين عهد مضى أين ماكان من وصلنا والهوى
رب ليل على حلكه قد غشــى قد دعونا به وأطلنا الدعــــــى
وبكينا به ثم زدنا البكـــــــــى وسكبنا معا أدمعا في الدجــــى
ونهار على طوله والضمـــى قد صبرنا له ورجونا الجـــزاء
وحفظنا معا سورة الأنبيـــاء وسهرنا على سنة المصطفــى
في صحيح البخاري قلباً وعى
وعلمنا الهدى ودعينا الورى وندمنا على لهو عمر مضــــى
يارفيق الصبا كنت نعم الفتى كنت نبـعا صفا ومعيــــنا روى
يارفيق الصبا كنت نعم الفتى كنت مرعى الهوى وملاذ المنى
ثم ضاق الفضاء حين حق القضى
سائني مخبر أن خـلاً جفـــى فغدى خافقي مثل جمر الغضى
يا رفيق الصبا كلنا ذو خطى رب سيف نبى وجــــواد كبـــى
غير أن الفتى لو أتى ما أتــى دائب لو ونى تائب لو جــــنــى
ثائب لو خطى في الخطايا خطى نور إيمانه مشرق ما خبـــــــى
يا رفيق الصبا أين عهد مضى
اخر مرة زارني فيها محمد
بكيت بين يديه كانت منذ 15 عاما
بكيت و وضعت رأسي على الأرض
و قلت يا ريتني سمعت كلامك
يا ريتني ما عملت كدة
يا ريتني
لكن خلاص أنا وقعت و الي حصل حصل :(
لكن يا سيدي لم لم تحاول مرة أخرى ؟
يا ابني أنت مش فاهم
أنا هقولك دلوقتي
و خدها نصيحة من واحد جرب
لما تبدأ الخيوط ديه تظهرلك أوعى تهملها
أوعى تسيبها
الأمر بدء معايا كالتهاب بسيط في الجلد لم أوله اهتماما
قلت شوية و هيروح
ثم تطور ليصبح ورما صغيرا
فقلت الأمر لا زال تحت السيطرة و لما أفضى باذن الله هحل المشكلة ديه
كبر الورم
لم أتعامل معه بالجدية الحقيقية
لم أشعر به و هو يزداد كبرا
لقد ظل يكبر يكبر يكبر
حتى انتشر في الجسد كله
لم أشعر الا وقد سقط جسدي تماما
دلوقتي خلاص يا أشرف
كل شئ راح
محمد جميل صار شيخا
و رحتله من عشر سنوات متخفيا :(
لما عرفت ان الدرس عن تقلب القلوب
رحتله لقيته أول حاجة بدء بيها الدرس قال :
ديه قصة واحد صاحبي
علشان تتعلموا
ثم حكى القصة
بكيت كما لم أبك من قبل
يا ريتني سمعت كلامك يا محمد من زمان
يا ليتني توقفت لما نصحوني
خلاص أنا بندم في وقت لا ينفع فيه الندم :(
يا سيدي جرب و شوف
لا يا أشرف , أنا انتهيت
لأ ,تقدر تبدأ من جديد يا سيدي
لأ يا أشرف
أبدأ ازاي ؟ أطلق زوجتي ؟ و منظري قدام عمي ؟ و هيقولي اتجوزتها ليه و طلقتها ليه ؟
اكتشفت بعد 25 سنة زواج انها لا تصلح ؟
و ابني خالد أرجعه من برة ازاي ؟
بنتي أقنعها ازاي دلوقتي بالحجاب ؟
مصانعي و شركاتي الي بنيتها رشاوي و بالظلم
أبيعهم كلهم دلوقتي ؟
و ملاقيش أكل أنا و أسرتي ؟
طيب و لو انا اقتنعت أقنعهم ازاي
و هقابل شركائي ازاي ؟ و الناس الي عرفوني ازاي ؟
خلاص يا أشرف أنا وقعت في الي مش ممكن أرجع عنه أبدا ثم بكى بكاءا حارا
فسكت أشرف و هم بالكلام لولا أن دق جرس بجوار حسام فكفكف دمعاته و رسم قناع صرامة على وجهه ثم رد فطلبت من السكرتيرة اذنا بدخول ابنته مرة أخرى
فقام أشرف قائلا
استئذن أنا يا سيد حسام
ثم التفت قاصدا الباب
ثم التفت مرة أخرى فقال :
هل من نصيحة ؟
فابتل خداه بالدموع و قال :
أيوا
إياك و اتباع الهوى
إياك تسيب صغار الذنوب فوق بعضها
ثم سكت معلنا انتهاء الحديث
و خرج أشرف
في المساء أثناء عودة حافلة المصنع سمع الجميع دويا واضحا
فصرخ صديقه حازم فرحا انظر يا أشرف
فنظر فإذا بصواريخ زاهية تنفحر في السماء فتصدر دويا و مشهدا بديعا على أديم السماء
فقال سبحان الله ما هذا ؟
فضحك حازم و قال ده من قصر حسام بيه , بيحتفل بعيد ميلاد بنته سارة
و ضحك حازم و أخذ الأخرون ينظرون
و ابتعد عنهم أشرف ثم جلس ينظر
و سكت قليلا و قال
أنت فين يا حسام ؟
و دونما اتفاق سابق
في نفس اللحظة في القصر المنيف البعيد
تنحى حسام جانبا و يرسل الدمع الصامت على خده
بلا نهنه
و لا انقطاع
دمعات صامته و هو يمسك بكأس و ينظر الى السماء نحو الأفق
و يقول
حسام مات خلاص يا أشرف
حسام مات و ولت ايامه
ثم تسيل دمعاته لتغرف الكأس
و يسمع من بعيد صوت ابنته و هي تأتي فرحة بفستانها
باااااااااااااااااااااااااااااااااااااااابي
أنت مش بترقص معانا ليه ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و هي تضحك
ثم تسكت فجأة
مالك يا بابي ؟
لا شئ يا ابنتي
فتقول فهلم معي
فينظر نظرة أخيرة نحو الأفق و يقول : مش قلتلك حسام مات
قالها بكل مرارة الدنيا
حسام مات
مات
و للأبد :(
جزاكم الله خيرا.و اسف على طول القصة و لكنى رايت فيها من المعانى الكثير اهمها- فى رايى- اهمية الصحبة الصالحة التى لم يجد حسام اى يد منهم ليتشبث بها فهوى , اما عن النهاية فكان بامكان حسام التوبة عن كل ما فعل فان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر و لقد قال الله فى كتابه العزيز (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ; وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ