لاشك في أن التليفزيون قد أصبح اليوم مهما ليس في المجال الإعلامي فقط ولكن أيضا كعامل من العوامل ذات التأثير البالغ في التنشئة الاجتماعية للطفل فلم يعد التلفزيون يعد من الكماليات في بيت الرجل العادي بل أصبح وجوده من الانتشار بحيث لا يمكن إغفال تأثيره على كل من الصغير والكبير سواء بسواء .
ما الذي يفهمه الطفل ما قبل المدرسة مما يعرفه التليفزيون ؟
اليك بعض الحقائق المهمة في هذا الصدد
- أن ما يدركه طفلك مما يعرض عليه في التليفزيون من أفلام أو تمثيليات خاصة بالكبار لا يعدو كونه مجموعة من الأحداث المتتابعة بغير ارتباط وليس قصة في سياق واحد لها بداية ووسط ونهاية فقط عندما يصل الطفل إلى سن الثامنة أو التاسعة فإنه عندئذ يستطيع أن يتتبع تفاصيل قصة بسيطة ذات أحداث واقعية .
- الطفل في هذه المرحلة لا يستطيع أن يتخذ وجهه نظر شخص آخر غير نفسه . وعلى ذلك فهو لا يستطيع أن يضع نفسه في موقف شخصية ما من الشخصيات المعروضة عليه حتى يمكنه أن يفهم نوايا ودوافع تلك الشخصية .
- طفل ما قبل المدرسة وان كان يفتقر إلى القدرة على تتبع سياق القصة وعلى فهم نوايا ودوافع شخصياتها إلا أنه مع ذلك يبهر ببعض الشخصيات التي تعرض عليه ويميل إلى تقليدها فالأبطال من أمثال الرجل الخارق " السوبر مان " و " المرأة الساحرة " تشكل بالنسبة له خيالا يعوضه عما يشعر به في حياته الواقعية من الشعور بالعجز وقلة الحيلة .
ومن هنا كان خطر تقليد تلك الشخصيات دون حرص أمرا وأراد باستمرار لدى أطفال هذه المرحلة .
- إن هناك تأثيرا واضحا على سلوك أطفال هذه المرحلة من مشاهدة أفلام العنف والعدوان المعروضة بالتليفزيون ويبدو هذا التأثير على الأقل في المدى القصير لسلوك هؤلاء الأطفال .
- أن معاقبة المعتدي أو مرتكب العنف في نهاية فيلم مليء بالعنف والعدوان لا يعني شيئا بالمرة بالنسبة لطفل هذه المرحلة ذلك أن الطفل في هذه المرحلة لا يستطيع أن يتتبع سياق القصة كما سبق أن ذكرنا وإنما يدرك المشاهدة كما لو كان كل منها مستقلا عن الآخر لا تربطه به رابطة