بتـــــاريخ : 9/20/2008 10:22:39 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1322 0


    الاهتمام بإعداد الطفل لدخوله مرحلة الشباب مطلب مهم

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : شبكة النبأ | المصدر : www.tarbya.net

    كلمات مفتاحية  :
    يعتمد على غرس الثقة في النفس

     اهتمامنا بجيل الشباب وما يصحبه من عنفوان الشباب وقوة نشاطهم وكثرة إنتاجهم ووفرة عطاءاتهم وهممهم العالية في ربيع العمر وأجمل أيامه ليس معناه أن نقلل أو نترك من اهتمامنا بغيره من مراحل العمر كالطفولة والشيخوخة، بل الطفولة مرحلة لا تقل خطورة عن الشباب بل هي مرحلة الأساس بالنسبة للشباب ولا يمكن إنكار تأثيره الكبير في مرحلة الشباب سواء في الإيجاب أو السلب. والمهم هو أنه لو استثمر هذه الفترة استثماراً حقيقياً وعولجت علمياً وثقافياً ودينياً ولقيت اهتماماً كافياً لزادت في خصوبة وإنتاجية وفاعلية فترة الشباب وحركيتها واندفاعها لأن الطفولة هي مرحلة الإعداد والتأسيس للإنسان النموذجي في الحياة. لأن الأبناء كالواحة الخصبة، فإن أحسنت حرثها وأجهدت نفسك لإروائها بماء السواقي، وبذلت العناية بزرعها حتى يترعرع ويشب حينئذ ستحصد نتاجها الخير ومحصولها اليانع.

     وإلا فلا يمكن أن تنتظر منها إلا إرضاً جدباء مقفرة، لعلك إن مشيت عليها تعثرت بأحجارها وسقطت في حفرها، ومستنقعاتها الآسنة. والإسلام بنظرتها الشمولية للأمور وإعطائها الحلول الجذرية تتميز تتميز دائماً بحلّها الأمثل للمشاكل لأن التفكير بالحلول الجذرية إنما هو أساس النجاح في كل الأمور وفي كل الأشياء والنظرة السطحية في الأمور لا يوصلنا إلى اساس المشكلة ولا بد من الإخفاق في المحاولة. والحل الجذري للنجاح في تربية الأطفال يكمن في قاعدة ذهبية وهي (الأدب الحسن) وفيها كل الخير، ومنها إنطلاقة الخير، فالطفل يبقى يتخبط العشواء، ويرتكب الذنوب والخطايا بحقه وبحق الناس – أيضاً – إذا لم تبتدأه بالأدب وحسن التعليم في أموره كلها، دون استثناء، و(لكل أمر أدب) كما يقول الإمام علي (عليه السلام).

    والدين الإسلامي يمتاز بأنه رائد الآداب الإنسانية والحياتية وقد وضع لكل شيء أدب، وطريقة وسلوك والاعتدال هو الحل الأمثل دائماً. من الأمور مصروف الأبناء فهو عادة متبعة لدى الأسر منذ زمن طويل وهي من الأمور التربوية التي يجب ملاحظتها بالنسبة للأطفال في الصغر والتي تأخذ حيزاً لا بأس به من تصرفات الطفل وتفكيره ومعتقداته وعاداته، ومصروف الأبناء عادة هدفها الأساسي الذي يجب أن يضعه كل الآباء والأمهات في اعتبارهم هو أن نجعل الأبناء يعرفون مسؤولية المال منذ صغرهم والطرق الصحيحة لصرفه، لأن الطفل إذا ما نشأ بعيداً عن هذه المسؤولية فإنه لن يدرك قيمة المال الحقيقية. ولن يعرف المشقة التي يتعرض لها والداه من أجل توفير هذا المال له، وهي مسألة تتطلب حكمة من طرف الآباء لكي لا تختلط مفاهيم خاطئة في عملية التربية، كان ولا يزال الكثير من الآباء يستخدمونها دون علم منهم بأنها تسيء للطفل وتعلّمه الكسل والاتكال والسرقة أو تجعل منه رجلاً مادياً بحتاً في المستقبل، فمصروف الطفل أمر ضروري بالنسبة لهم وللأهل، فبالنسبة للطفل يُعد المصروف من أساسيات يومه وأولها حيث يساعده المصروف على الخروج مع أصدقائه ومشاركتهم في المأكل والمشرب والدفع عن أحدهم في حال كان لا يستطيع الدفع أو لم يتوفر معه المال وهذا يجعل الطفل يشعر بالاستقلالية والمسؤولية إذا ما أدرك الوالد كيفية تعليم ابنه شراء المفيد وعدم الانسياق وراء شراء كل شيء.

    ولا يعني وجود المال في الجيب أنه يجب أن يصرف كله بل يجب أن يصرف منه ما يؤدي إلى الفائدة ويعود بالنفع عليه، والمشكلة التي يعاني منها الكثير من الأهل وأصحاب الدخل الجيد هي إعطاء أبنائهم كل ما يريدون بحيث يشترون كل ما يريدون دون تعليمهم أسلوب الاستهلاك وطرق الشراء الصحيحة وهذا يجعل منهم أبناء متكلين ومهملين وغير مدركين لقيمة المال الحقيقية وأنه لسد الحاجات ولتأمين الأزمات. وفي ذلك أحد الاختصاصين الاجتماعيين يقول: المصروف اليومي يختلف حسب سن الطفل فالطفل في المرحلة الإعدادية والثانوية يختلف عن طفل الروضة والابتدائي الذي يمكن أن يكون مصروفه يوميا بينما يفضل أن يكون هناك مصروف شهري أو أسبوعي للمرحلة الإعدادية والثانوية.. ولكن لابد أن يكون هناك حدود للمصروف وعقلانية بما لا يؤدي إلى التبذير والإسراف وشراء ما يضر بالطفل ويفترض أن نعلم الطفل قيما معينة من خلال المصروف كقيمة الادخار وقيمة التبرع وفي الوقت نفسه لابد من إرشاده لأوجه الشراء من خلال تبصيره بالكيفية والأساليب خاصة ونحن في سوق يغلب عليها الإعلان التجاري وجذب الأطفال نحو أنواع معينة فلا بد من نصح وإرشاد الأبناء نحو شراء ما يفيد وتعليمهم القدرة على التعامل في المستقبل مع مغريات السوق وتعليمهم فن التسوق.

    ويضيف: هناك بعض الآباء يقتر في المصروف على أبنائه بما يسبب لهم نوعا من القهر والشعور بالظلم والشعور بنوع من الدونية قياسا لزملائهم عندما يشعرون بأن زملاءهم يشترون أنواعاً من الطعام والشراب، وبالتالي يتناسب المصروف مع دخل وإمكانيات الأسرة وكذلك يتناسب مع تعليم الطفل ضبط المصروف بحدود معينة فلا إسراف ولا تقتير.. ونطلب من الآباء والأمهات سؤال الأبناء كيف صرفوا ما معهم من مصروف وكذلك ننصح بمراقبة سلوكياتهم وأن يكونوا على تواصل مع مدارس الأبناء للتعرف على التغييرات في السلوك. ويجب أن يكون هناك تواصل بين الآباء وأبنائهم وعلاقة طيبة تجعلهم يرجعون إلى آبائهم في حال شعروا بخلل ما في حياتهم أو صادفتهم مشكلة ما ويجب أن يحرص الآباء على صحة وسلامة أبنائهم الجسدية والنفسية.

    فالطفل والشاب بحاجة للطعام والشراب والترويح عن النفس واللعب وشراء ما يريده للمدرسة ولنفسه ولكن كل ذلك ضمن إطار مرسوم من الوالدين حتى نصل بهم لقيمة الادخار بعد شراء مستلزماتهم والمصروف اليومي أو المدرسي ليس بكثرته ولكن حسب إمكانيات كل أسرة. وهذا يجرنا للحديث هل يسرق الأطفال لو تم منعهم من المصروف؟ فأحيانا يكون سبب السرقة هو بخل بعض الآباء وبعض الآباء على النقيض من ذلك يغرق الأبناء بالهدايا ويزيدهم من المصروف لو حققوا شيئا تافها وبالتالي نقول لهؤلاء الآباء أن الأسلوبين فيهما من الخطورة الكثير فذاك يؤدي إلى السرقة والثاني يؤدي للانحراف، فالفراغ والمال والتفكك الأسري أو عدم التربية السليمة يؤدي للانحراف وللفساد ولتجربة ما هو ممنوع بينما يجب أن يكون ذلك المصروف دافعا للبر بالوالدين لأنه يجب أن يتعلم الأبناء أنه في مرحلة ما يأخذ لكنه في مرحلة أخرى يجب أن يعطي ويدفع.. ويجب أن يكون قنوعا بما لديه فالطفل يحاول دائما الحصول على الشيء الممنوع من قبل الوالدين وقد يسرق لشعوره بالنقص. وفي سن المراهقة لابد من تعويده على أن له مصروفا شخصيا ويمكنه من ادخار بعض الشيء من هذا المصروف ليجمع مبلغا ومن ثم يشتري الشيء الثمين الذي يريده بمساعدة الوالدين وبالتالي يحرص على هذا الشيء لأنه اشتراه من فلوسه ولا يستخدم تلك الأموال في شراء ما يضره. وهناك أشياء مهمة لكن ممكن الاستغناء عنها أو تأجيل شرائها فلا بد من النظر في اولويات الشراء والتسوق لأن الشركات تستخدم الأطفال لتسويق منتجاتها وبالتالي هم يشكلون قوة شرائية في السوق وينفقون الكثير بينما في بعض المجتمعات الأخرى نجد انه بحاجة ماسة حتى للطعام فلا بد من زرع قناعة معينة عند الأطفال بحدود معينة للإنفاق . والشراء ومراقبة نوعية ذلك الإنفاق ونعلم الأطفال أن يتبرعوا بجزء من ادخاراتهم للأعمال الخيرية فأطفالنا اليوم هدف من أهداف الشركات التسويقية فلا بد من مواجهة تلك الشركات بزرع قيم التبرع والادخار والتعقل من خلال الشراء لكي يكون هناك توازن عند الطفل

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()