"دع العمل القاسي واعمل بمهارة وذكاء"
من حكم رجال الاعمال في امريكا
لقد باتت مسألة تنظيم الوقت في الاعوام الاخيرة موضع جدل ومحط انتقادات متزايدة, وراجت في الاوساط الاعلامية عناوين من شاكلة: "التخلص من جنون السرعة" او "وباء التسابق مع الزمن" او "ارم بكراس تنظيم الوقت بعيداً".
وقد اخذت بعض الشعارات الجديدة مثل "انزع فتيل السرعة" او"ابحث عن زمنك الذاتي" او "اعط الامر حقه من الوقت لتحافظ على رونقه وجماله!" تفرض نفسها كشعارات مميزة للبيئة الزمنية المعاصرة.
ينص ميثاق "جمعية تأخير الزمن" على تعهد اعضاء الجمعية بالالتزام بامساك اللسان عن كثرة الكلام وترويج الدعوة الى التأمل والتفكير...
كذلك فان "جمعية الوجبة البطيئة" تعمل على محاربة ظاهرة الوجبات السريعة التي تفرغ الطعام من مضمونه, وهي تستقوي في حربها هذه بكل ما يتوفر لها من تنوع الذاق والنكهات الطبيعة في مختلف مدارس الطبخ المحلية والعالمية.
وقد بات كتاب "اكتشاف البطء" للكاتب ستين نادولني واحداً من اعلام الكتب المميزة لبيئتنا الزمنية المعاصرة ": يكتشف بطل الرواية – وهو رجل يعاني من بطء خلقي في حركاته الارادية – يوماً بعد يوم ان ايقاع السلحفاة الذي يلازمه منذ ولادته ليس بمشكلة معيقة بقدر ما هو ينبوع طاقة وابداع لا حدود لمخزونه.
هل يعني ذلك حقاً ان تنظيم الوقت قد امسى اليوم امراً رثاً عفا عليه الزمان؟ بالتأكيد لا! ان مجمل ما تقدم يعكس تحولاً ملحوظاً في النظرة المعاصرة لمسألة تنظيم الوقت, ولكن دون ان ينقص من اهمية تلك المسالة.
ان ادارة الوقت مطلوبة اليوم – سواء كواحدة من تقانات العمل او كطريقة الى النجاح او كأسلوب في ادارة الحياة اليومية – اكثر من اي وقت مضى.
الا ان الادارة الجديدة للوقت ينبغي ان تستوعب جملة من المنطلقات والمضامين الجديدة التي تتجاوز في كثير من الاحوال حدود القاعدة التي تقوم عليها ادارة الوقت التقليدية.
السرعة ليست كل شيء!
تمثل ادارة الوقت نتاج آليتي تفكير مختلفتين ومتضاربتين تماماً:
*ادارة الوقت كآلية لادارة السرعة,
*وادارة الوقت كوسيلة للتعامل مع البيئة الزمنية المحيطة بغية تحقيق المزيد من التوازن في التعاطي مع الوقت