بتـــــاريخ : 11/4/2008 7:47:44 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1900 0


    الكفارة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د.نوري الوائلي | المصدر : www.balagh.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصيدة الكفارة

    يا جسم قد حلت بك الآلام = وانسد عرق والحشى أسقام
    يا جسم مالك قد غدوت مفككا = والحزن حولك فاتك ضرغام
    الجسم للأرواح مثل مكامن = تغدو نفوسا ترتروي وتنام
    ما أجمل الأبدان وقت ينوعها = فالجسم خام والقوام ريام
    الروح من هون العظام تململت = والروح قد ضاقت بها الأجسام
    الجسم للأمراض أصبح موطنا = كمَوَاطن حكمت بها الظلاّم
    اين الخدود الحمر اين بريقها = اين الأديم الدر حين يدام
    اين العيون الخضر حين تلوحها = فكأن فيها للجمال زحام
    اين المحاسن في الجسوم وقد رسى = فيها المزلزل والقذى وحطام
    وجع العليل سواده لا ينجلي = وسريره شوك به وسهام
    ولسانه مر المذاق كانما = فيه المرارة مضغة وطعام
    مغص بحوض الكليتين طريحه = كالبز يقتله الهوى ورجام
    العين تعشو في الظلام وطيفه = والنور فيها طاله الأعتام
    هذي العظام تنخرت فنتاجها = الظهر محني والعصى أقدام
    كصرير باب في المفاصل عازف = من ضيقها ونمت بها الآلام
    الذهن من هم الحياة مزلزل = والفكر قد لعبت به الأوهام
    حزني لمن عاش الليالي جالسا = من ضيق صدر والسعال ضرام
    جسد تناهشه المصائب والعدى = مرض وحرمان سطا وحِمام
    حمى الزكام الى الشباب مصائب = كيف المصاب إذا غزت أورام
    في كل يوم أشتكي من علة = فكأن جسمي للبلاء مقام
    بعض من الأوجاع عسعس عالمي = وأصاب جلدي عارض وجذام
    الضرّ ربي مسّني متواترا = أنت الكريم وكاشف وسلام
    الم بضرسي كالسعير قساوة = ونحول قلبي للشهيق لجام
    مرّت عليّ مصائب ونوائب = من ثقلها مادت لها الأهرام
    ليلي سكون رغم نار تألّمي = والصبر فيه بالسميع عصام
    صبرا أصارع بالرجاء مواجعي = صبري دعاء والسكوت كلام
    سوء الغذاء فلا محالة ممرض = وكثيره سمّ لنا وحرام
    الغيض يقتل والتلوث والعمى = واليأس موتٌ فى الرؤى وصدام
    الأرض قد ملئت مفاسد آدم = وشروقها يعلو به الأجهام
    ظهر الفساد , وفي البحور والثرى = لم يبق قطعا للحياة نظام
    غابت عن الأرض الضمائر والتقى = وانساب فيها عابث وركام
    الجسم يضعفه الزمان وغدره = والعسر يرهق والأسى هدّام
    رغم العلوم فسادنا من جورنا = مرض وفقر مطبق وخصام
    قد غير الأنسان كل طبيعة = فإذا الفساد بنفسه أحكام
    أمراض من عاش المواجع صابرا = نعم تزكي والجنان ختام
    حاشاك ربي ان دعاك معسّر = ويعود منك مكبّلا ويضام
    يا خالق الأنسان تعرف صنعه = فرضاك في كسب الشفاء لزام
    الجود حتما فاق كل حوائج = فلقد دعا ربي بكن معتام
    أنت المشافي واللطيف ومنقذ = لولاك ما شفيت لنا أسقام
    للمؤمنين بلاءهم زاد لهم = وثوابهم عند العزيز وئام
    فأنين عبد مؤمن لمواجع = كفارة , وجزاءه الأكرام
    وقعُ المواجع في فؤاد يائس = كالطفل يذبحُ والذبيحُ حَمام
    العمر يوم في مراحل سيره = فجر وظهر قد علا وظلام
    بثلاث آلاء نعيش سعادة = ستر وتقوى والنفوس سلام
    لو كانت الأمراض يوما امرءا = لقتلته , فالقتل فيه غرام
    كفارة اللآثام علّة مؤمن = تجلي الذنوب ويشفها العلاّم
    الصبر في الأمراض مكسبه الرضا = وجنان ربّك للوفاة سهام
    راجعْ مسيرَك ان بلغت مُعافيا = فبلاءُ دهرك للصلاح إمام

    كلمات مفتاحية  :
    قصيدة الكفارة

    تعليقات الزوار ()