بتـــــاريخ : 11/4/2008 7:59:26 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1455 0


    لعندليب

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : ميتي نور | المصدر : www.balagh.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة العندليب

    الهدف من القصة
    العندليب قصة عن عشق الحياة, ابطالها عندليب ساحر, وامبراطور متسلط, وموسيقي معتز بنفسه, وحاشية رهن الاشارة.
    وبهذه الشخصيات تطرح القصة سؤالين مهمين:
    - ما أهم ما في عملك؟
    - ما الشيء – أو الاشياء – التي لها أكبر قيمة عندك؟
    يدفعان هذان السؤالان الى التفكير في الاسلوب الذي نتبعه في عملنا, فهل نولي اكبر تقديرنا لصلطة المنصب أو الخبرة وليس للأشياء أو الاشخاص الجديرين بها حقاً؟ وهعل نثق بالعقل على حساب العاطفة, ونحترم البيانات اكثر من حدسنا؟ وهل نفضل اداء تقليدياً على اداء مدهش؟
    ما الشيء الذي يجعلك تريد ان تغني من كل قلبك؟ موضوعنا هنا هو الدافع. اغلب شخصيات الحكاية يغريها الذهب والالقاب والتصفيق, لذلك يغدق الامبراطور عليها امتيازات وشباشب ذهبية والقاباً, اما العندليب فينهل قوته من الطبيعة ومن جدوى ما يعمل ومن المودة والحرية, وليس للامبراطور سلطان على أي منها. وهنا مكمن الصراع الرئيس في الحكاية وفي الحياة العملية لكثير من الناس.
    اليك القصة:
    كان قصر الامبراطور الصيني من أرق أنواع البورسلين, وكان في حديقته زهور مدهشة مربوط بها اجراس دقيقة. كل شيء كان مرتباً ببراعة في دنيا الامبراطور.
    وكان في الغابة عندليب ساحر الشدو يمس عناؤه قلوب العمال, وكان الزائرون يكتبون الكتب والقصائد عن القصر العظيم والحديقة والعندليب.
    وذات يوم كان الامبراطور يقرأ أحد هذه الكتب حتى وصل الى هذه الجملة: "ولكن العندليب كان الاروع بلا شك". فصاح: "ما هذا؟" وأمر ان يؤتى بالعندليب ليشدو بأغانيه في القصر تلك الليلة, والا جلد الجميع على بطونهم بعد العشاء مباشرة.
    انطلقت حاشية القصر في كل ركن, فلم يكن أحد منهم قد سمع عن هذا الطائر. وأخيراً وجدوا خادمة صغيرة في المطبخ تستطيعه ان تدلهم عليه. وفي الطريق كان افراد الحاشية يعجبون بخوار البقرة ونقيق الضفدع طناً منهم انها اغنية العندليب. حتى رأوا الطائر الصغير البسيط وقدمو اليه "دعوة" الامبراطور.
    وفي تلك الليلة في القصر, شدا العندليب بأغنيات ساحرة جعلت الدموع تسيل من عيني الامبراطور على خديه. تأثر الامبراطور بهذا الغناء حتى اراد ان يهدي شبشبه الذهبي الى العندليب ليعلقه في عنقه, لكن العندليب رفض وقال: ان دموع الامبراطور هي أغلى مكافأة.
    اصر الامبراطور ان يبقي العندليب في القصر. وهكذا "منح" الطائر قفصاً ذهبياً واثني عشر خادماً يسهرون على راحته, بالاضافة الى "حرية" المشي في الخارج مرتين يومياً.
    وبعد مرة, أرسلت للامبراطور هدية, كانت عندليباً صناعياً من الذهب والجواهر, وكان يستطيع ان يردد الاغنية نفسها ثلاثاً وثلاثين مرة دون ان يتعب, فحاز اعجاب الجميع فوراً. في هذه الاثناء فر العندليب الحي من النافذة المفتوحة. وغضب الامبراطور بشدة لهروبة, فأصدر قراراً بنفيه من ملكه.
    أكد أستاذ الموسيقى ساعتها للجميع ان الطائر الافضل مازال عندهم, ووافقه الجميع على ذلك. حاز العندليب الالي مكانة الشرف على مائدة عشاء الامبراطور. وفي احدى الليالي, وبينما كان هذا العندليب يغني انقطع شيء في داخله وتوقفت الموسيقى. أصلح الساعاتي الطائر, لكنه لم يعد بامكانه الغناء الا قليلاً.
    مرت خمس سنوات كان الامبراطور على فراش الموت وحيداً, فقد تم اختيار امبراطور جديد فهرع اليه الجميع ليحيوه. لم يكد الامبراطور العجوز يستطيع التنفس لان الموت كان جاثماً على صدره, وحول فراشه ظهرت وجوه غريبة أصواتها الخفيضة تعدد حسنات الامبراطور وسيئاته. وكان الامبراطور في كرب شديد حتى صرخ منادياً ان يقوم احد بتشغيل الطائر الذهبي ليسمع غناءه, ولكن لم يكن هناك احد.
    وفجأة صدرت اجمل الاغاني من جهة النافذة, فقد استجاب العندليب الحقيقي لصرخة ألم الامبراطور, وجاء ليؤنسه, وشيئاً فشيئاً اختفت الوجوه الغريبة, وانصرف الموت خارجاً من النافذة, وحظي الامبراطور بنوم هادئ طوال الليل.
    وفي الصباح طلب الامبراطور من العندليب البقاء في القصر فرفض العندليب, لكنه وعد ان يأتي كل ليلة ويغني للامبراطور حتى يكون سعيداً ومراعياً للاخرين, ثم طار العندليب.
    ما لبث الخدم ان جاؤوا ليلقوا نظرة على امبراطورهم الراحل.
    وتصوروا دهشتهم عندما وجدوه في كامل عافيته, فوقفوا مشدوهين حين كان الامبراطور يلقي عليهم تحية الصباح

    كلمات مفتاحية  :
    قصة العندليب

    تعليقات الزوار ()