دخل الاستاذ الى الصف وجلس على الكرسي ثم أخرج من حقيبته وعاءً فارغاً صغيراً ووضعه على الطاولة, ثم سأل الطلاب هل هذا الوعاء فارغ؟
تعجب الطلاب من هذا السؤال وأجابوا :نعم.
اخرج الأستاذ من حقيبته خمس كرات منضدية داخل الوعاء ثم سأل الطلاب: هل أصبح الوعاء ممتلئاً؟
اجابوا :نعم.
ادخل الأستاذ يده الى حقيبته مرة أخرى واخرج منها حفنة من الحجارة الصغيرة وأضافها الى الوعاء بحيث ملئت الفراغات الموجودة بين الكرات, ثم اتجه الى الطلاب متسائلاً: هل امتلأ الوعاء؟
اجابوا: نعم.
اخرج الاستاذ كيساً صغيراً مملوءً بالتراب وأفرغه داخل الوعاءبحيث ملأ الفراغات بين قطع الحجارة الصغيرة ,ثم اتجه الى الطلاب متسائلاً: هل امتلأ الوعاء؟
أجابوا :نعم.
مد الاستاذ يده الى تحت الطاولة واخرج قدحاً من الشاي وصبه في الوعاء بحيث ملأ الفراغات بين قطع الحجر الصغيرة ثم اتجه الى الطلاب متسائلاً: هل امتلأ الوعاء؟
اجابوا: نعم.
رفع أحد الطلاب يده للاستئذان وسأله: ما هي الغاية من وراء هذه الخطوات؟
كنت انتظر هذا السؤال منكم وقد جاء الآن في محله.
تصوروا أن هذا الوعاء بمثابة حياتكم والكرات بمثابة الأمور كالدراسة أو تأمين لقمة العيش للأسرة وقطع الحجر الصغيرة بمثابة الاعمال المهمة الثانوية كصلة الرحم والاهتمام بالنظافة والتراب بمثابة الأعمال الجانبية غير الضرورية كقراءة الصحف أوالذهاب الى دورة تعلم الفنون القتالية.
الآن تصوروا أني وضعت قطع الحجر الصغيرة, التراب, والشاي, في الوعاءفي البداية, هل كنت استطيع أن أضع الكرات في الوعاء؟
الطلاب: كلا.
هكذا المر بالنسبة لأعمالنا إذا قدمنا الأعمال الجانبية وان كانت مهمة على المهام الاساسية فانتم تعلمون بالنتيجة فلا تنسوا أن تضعوا أولويات الحياة كلاً في محلها.
أحد الطلاب: وما هو دور قدح الشاي إذاً؟
الاستاذ :قدح الشاي أردت أن أنبهكم فيه على أمر مهم وهو: من الصحيح ان الحياة مليئة بالانشغالات وهذه الانشغالات لاتنتهي لكن بإمكانكم أن تبحثوا عن فراغات بين هذا الكم الكبير من الأعمال لتناولوا قدحاً من الشاي مع أحبائكم