|
هجـرة النبـي صلى الله عليه وسلم
هجـرة النبـي صلى الله عليه وسلم |
بعد أن عزم كفار قريش على قتل النبي صلى الله عليه وسلم نزل جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم بوحي من ربه تبارك وتعالى فأخبره بمؤامرة قريش، وأن الله تعالى قد أذن له في الخروج، وحدد له وقت الهجرة، وبين له خطة الرد على قريش وقال له: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه. فذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر رضي الله عنه ليبرم معه مراحل الهجرة ورجع إلى بيته ينتظر مجىء الليل، واستمر في أعماله اليومية حسب المعتاد حتى لم يشعر أحد بأنه يستعد للهجرة، أو لأي أمر آخر اتقاء مما قررته قريش. وأمر عليًّا رضي الله عنه تلك الليلة أن يضطجع على فراشه، ويتغطى ببرده الحضرمي الأخضر، وأخبره أنه لا يصيبه مكروه. فلما كانت عتمة من الليل وساد الهدوء، ونام عامة الناس جاء الكفار إلى بيته صلى الله عليه وسلم سرًا، واجتمعوا على بابه يرصدونه، وهم يظنونه نائمًا حتى إذا قام وخرج وثبوا عليه، ونفذوا ما قرروا فيه. وقد كان ميعاد تنفيذ تلك المؤامرة بعد منتصف الليل في وقت خروجه صلى الله عليه وسلم من البيت للتعبد والصلاة في المسجد الحرام، فباتوا متيقظين ينتظرون ساعة الصفر؛ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت، واخترق صفوفهم، وأخذ حفنة تراب فجعل يذره على رءوسهم، وقد أخذ الله أبصارهم عنه فلا يرونه، فلم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابًا، ومضى إلى بيت أبي بكر، فخرجا من باب صغير في دار أبي بكر ليلًا حتى لحقا بغار ثَوْر في اتجاه اليمن. وبقى المحاصرون ينتظرون حلول ساعة الصفر، وقبيل حلولها تجلت لهم الخيبة والفشل، فقد جاءهم رجل ممن لم يكن معهم، ورآهم ببابه فأخبرهم بخروج النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا: والله ما أبصرناه، وقاموا ينفضون التراب عن رءوسهم، و نظروا داخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فرأوا عليًا، فقالوا: والله إن هذا لمحمد نائمًا، عليه برده، فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا. وقام علىٌّ عن الفراش، فسقط في أيديهم، وسأ لوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لا علم لي به. |
|