أولاً : لم يتعرض القرآن الكريم لشخصية هذا الابن ولا ذكر اسمه ولا اسم أمه ولا أي شيء غير ما ذكر، ومراد القرآن الكريم من نقل قصص الأنبياء والصالحين هو بيان سنة الله تعالى فيهم لما فى ذلك من المصالح التى لا تتناهى . أما أحداث التاريخ وضبط وقائعه وأزمنته وأمكنته ليس من مقاصد القرآن .
وبَحْث المفسرين عن اسم هذا الابن واسم أمه وعن قصته إنما هو اعتماد منهم على مرويات تاريخية . كما أن بعضهم يقصد في تصنيفه الجمع المجرد لكل ما قيل ولا يدل ذلك على اعتماده كل ما ذكره، فكلام المفسرين ليس حجَّة على القرآن وإنما هو اجتهاد منهم للوصول إلى مراد القرآن الكريم فإن وصلوا فالحمد لله , ولهم أجران ، وإن لم يصلوا فلهم أجر واحد . فالنقاش بالقبول والرد ينصب على ما ذكره المفسرون دون النص القرآني .
ثانيًا : لا مانع من أن يكون كنعان هذا – الذى ذكره المفسرون للآية - غير كنعان الذى ذكره السائل وهو ابن حام . وقد ذكر متأخرو المفسرين تفصيلاً عن هذه الآية لو رجع إليها السائل ما التبس عليه فَهْمُ الآية الكريمة . قال المفسرون : إن ابن نوح هذا هو ابن رابع فى أبنائه من زوجة ثانية لنوح كان اسمها واعلة غرقت وأنها المذكورة فى آخر سورة التحريم ، وقيل : كان اسم ابنه "يامًا" ، وقيل : اسمه "كنعان" وهو غير كنعان بن حام جد الكنعانيين ، وقد أهملت التوراة الموجودة الآن ذكر هذا الابن ، وقضية غرقه ، وهل كان ذا زوجة أو كان عزبًا ؟ (1)
الهوامش:
-----------------------
(1) التحرير والتنوير(12/75) .
|