بتـــــاريخ : 11/9/2008 2:28:49 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 907 0


    قصة أصحاب السبت

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.dar-alifta.org

    كلمات مفتاحية  :

    الشبهة

    ورد في القرآن قول الله تعالى : { وَاسْئَلْهُمْ عَنِ القَرْيَةِ الَتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ البَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } [ الأعراف : 163 ] .
    فكيف نتصور إلهًا يجرب عباده بالشرور ، ويسهل لهم العصيان بإظهار الحيتان يوم السبت ؟
    مع أن الإنجيل يقول : " لا يقل أحد إذا جرب إني أجرب من قبل الله ، لأن الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب أحدًا ( بالشرور ) ، ولكن كل واحد يجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته " [ يعقوب 1: 13 , 14 ] .
     

     
    الرد عليها
    مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية
    الثبوت التاريخي لقصة أصحاب السبت :
         هذه القصة من ناحية الثبوت التاريخي بغض النظر عن قرآنيتها لا يوجد ما يدفعها ، ويؤيده عدم اعتراض يهود المدينة ومن بعدهم إلى هذا اليوم عليها مع أنهم سمعوها من المسلمين مرات عدة وفى هذا إعجاز تاريخي للقرآن الكريم .
     
    الابتلاء سنة إلهية :
         من سنن الله عز وجل اختبارهم حتى يظهر المؤمن من المنافق ولا ينكر أحد من أصحاب الملل الصحيحة هذه السنة الإلهية التي تفسر كثيراً من تفاصيل حياة الأنبياء والمؤمنين فيوسف عليه السلام وأيوب ويحيى وحتى عيسى عليهم السلام قد ابتلوا ابتلاءات شديدة وكثير من المؤمنين مثلهم ، وقد يكون هذا الاختبار للمنافقين والكافرين حتى يكون حجة عليهم يوم القيامة عند دخولهم النار وهو ما يمكن أن نسميه بالاستدراج أخذاً مـن قولـه تعالـى : { وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } [ الأعراف : 182 ] ، وعلى هذا يفسر كل ما يحصل للمكذبين من خير في الظاهر وهو في باطنه مخالف لشرع الله.
     
    بين القرآن والإنجيل :
         والإصحاح الذى استدل به المدعى على مخالفة هذه السنة الكونية، ومن ثم مخالفة القرآن الكريم هو من رسالة يعقوب إلى الاثنى عشر سبطاً الذين في الشتات ، وليس في هذا حجة على القرآن الكريم إذ إنه باعتراف النصارى تأليف بشر كسائر كتبهم وليس منزلاً من عند الله عز وجل على أنه لا تعارض بين معناه وبين قصة أصحاب السبت لأن المعنى المشترك هو أن الله عز وجل يختبر بعض عباده ابتداء لبيان درجاتهم فى الصلاح والثبات على أمر الله عز وجل، ويختبر بعض عباده لبيان فسادهم وإخلافهم عهد الله عز وجل، وهذا الاختبار يقع بسبب تقصيرهم وإسرافهم فى شهواتهم وليس لمحض الاختبار كما سبق فى النوع الأول أي اختبار الرفعة.
         وهذا هو المقصود من قوله فى الآية الكريمة ) كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ، وكذلك بقوله عز وجل ) وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُون ) ،  ومراد يعقوب من رسالته هذه التى أرسل بها أن يجعل المرسل إليهم يتهمون أنفسهم بالتقصير، فإن هذا سبيل للتقرب إلى الله والرفعة عنده سبحانه.
        يقول الطاهر بن عاشور-في تفسير{ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } - :  " أي نمتحن طاعتهم بتعريضهم لداعي العصيان وهو وجود المشتهى الممنوع ، وجملة : { كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ } مستأنفة استئنافاً بيانياً لجواب سؤال من يقول ما فائدة هذه الآية مع علم الله بأنهم لا يرعوون عن انتهاك حرمة السبت(1)
        ويقول الآلوسي  : " أي نعاملهم معاملة المختبرين لهم ليظهر منهم ما يظهر فنأخذهم به وصيغة المضارع لحكاية الحال الماضية لاستحضار صورتها والتعجب منها(2)
     

     
     
     
    الهوامش:
    ----------------------
    (1) التحرير والتنوير 9 / 150.
    (2) روح المعاني 9 / 133 ط : دار الفكر .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()