جاء في القرآن الكريم: {وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} [الأعراف : 127]
وقوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 4 - 7]
تقول سورة الأعراف إن المصريين اشتكوا لفرعون من تصرف موسى، فأمر بقتل أبناء العبرانيين واستحياء نساءهم. وتقول سورة القصص عن فرعون قبل ولادة موسى أنه أمر بذبح الأولاد واستحياء النساء حتى خافت أم موسى عليه وخبأته فى سفط
([1])) البردي إلى أن انتشله آل فرعون.
وعلى هذا فالآيتان متناقضتان؛ لأن الآية الأولى تقول بأن فرعون وعد الملأ من قومه أن يقتل أبناء بني إسرائيل ويستحى نسائهم بعد بعث موسى عليه السلام وظهور أمره ووجود أشياع له، بينما تقول الآية الثانية إن ذلك حصل قبل ولادة موسى عليه السلام، وهذا تناقض.
([1]) السفط: وعاء من قضبان الشجر و نحوها توضع فيه الأشياء كالفاكهة. المعجم الوسيط، مادة (س ف ط).