صلة الرحم واجبة حسب الطاقة
أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاماً وحيث أن لي أخوات متزوجات ووالدتي متزوجة من زوج غير والدي، حيث إن والدي متوفى، وأعمل عسكرياً وأرغب أن أذهب إليهم، ولكن ظروفي لا تسمح، علماً بأني متزوج، فإذا ذهبت وتركت أهلي فلا بد أن أجلس لو على الأقل ثلاثة أيام، وفي خلال هذه الأيام سوف أكون مشغولاً عن زوجتي وأطفالي، فهل أكون قاطعاً للرحم، علماً أن لي حدود عشرة شهور لم أصلهم؟
صلة الرحم واجبة حسب الطاقة الأقرب فالأقرب، وفيها خير كثير ومصالح جمة، والقطيعة محرمة ومن كبائر الذنوب؛ لقوله عز وجل: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة قاطع رحم)) أخرجه مسلم في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم لما سأله رجل قائلاً: ((يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال في الرابعة: أباك ثم الأقرب فالأقرب)) أخرجه مسلم أيضاً، وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه))، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، والواجب عليك صلة الرحم حسب الطاقة، بالزيارة إذا تيسرت، وبالمكاتبة وبالتلفون - الهاتف - ويشرع لك أيضاً صلة الرحم بالمال إذا كان القريب فقيرا، وقد قال الله عز وجل: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وقال سبحانه: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)) متفق على صحته، وفق الله الجميع لما يرضيه.