بتـــــاريخ : 11/12/2008 3:43:47 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1186 0


    فاتحة الكتاب

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : ابراهيم خرّيط | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :

     

     

    عندما تطرق الأحداث بابنا يكون لها وقع آخر..‏

     

    تكبر الماساة..يتغلغل الحزن عميقا في النفوس..يسري في الشرايين والأوردة،يسكن في الخلايا،فتفر الكلمات وتسقط كل العبارات..تهوي مثل اتهام باطل،ويظل الكون مسكونا بالفجيعة.‏

     

    ماذا أقول وانا احاول أن ألملم شتات فكرى ونفسي؟وهل انا قادر على التعبير؟!‏

     

    ألا أيها الزمن الراكض دون توقف..‏

     

    يا سنوات العمر التي تنصرم كما يغور الماء في الأرض الرملية..‏

     

    يافرعي الأخضر..‏

     

    يا ألق اللحظة الأخيرة..‏

     

    لماذا تنطفئ؟!‏

     

    لماذا تهوي النجوم وينخسف القمر؟!‏

     

    يا أيها المدى ما لون الردى..ما طعم الردى؟وكان الردى لك بالمرصاد.ينتظر ونحن عنه غافلون..‏

     

    حمله اليك جهل المتعلّمين..زرعته في جسدك مباضعهم وأدواتهم.‏

     

    اطفأوا البسمة على شفتيك .تلك البسمة التي حاولت جاهدا أن ترسمها كلما تطلعت الى وجوهنا المفزوعة.‏

     

    كنتَ رائعا في حياتك وكنت رائعا في موتك.‏

     

    كنت رجلا..‏

     

    تقاوم بصمت ولا تتكلم.‏

     

    وكنت طفلا ..تقول لأمك:اقتربي مني وامسحي بيدك الناعمة على راسي.‏

     

    وكانت أمك تضع يدها على جبينك وتغلغل أصابعها بين خصلات شعرك فتغمض عينيك..يغمرك شعور بالراحة والأمان.‏

     

    أما أنا الواقف الصامد،كما أبدو لك وللآخرين فلم اكن سوى شجرة محفورة من الداخل ،يمكن أن تهوي بين لحظة وأخرى.‏

     

    نظرتك الأخيرة الينا ونحن نجمع اشياءك من غرفة المشفى استعداد للرحيل..لن انساها أبدا.كانت عيناك تجوسان في المكان..كانك تنظر الى قوم غرباء وكأنك تسال:ماذا تفعلون..هل هي النهاية؟‏

     

    أى شعور ساورك في تلك اللحظة؟‏

     

    آه لو اعرف ماذا يدور بخلدك.‏

     

    دنوت منك فلم تتكلم.قلت لك:ننقلك الى مشفى آخر..الى بلد آخر..‏

     

    هززت رأسك وقلت بصوت حزين مقهور:كما تريدون.لم تكن لك رغبة أو ارادة.‏

     

    رأيت في عينيك شعورا بالظلم..‏

     

    لقد ظلموك..ظلموا سنوات عمرك العشرين..ظلموا ربيع عمرك الأخضر..ظلموا اهلك وأحباءك وأصدقاءك...‏

     

    وللظلم طعم كالعلقم.وما اسهل أن يقول الجهلة في الزمن الرديء:أخطأنا أو عجزنا..ثم يمارسون حياتهم كما يشتهون.‏

     

    ألا أيها الزمن الحافل بصنوف القهر..‏

     

    لماذا تهوي النجوم وينخسف القمر؟‏

     

    ياريح الموت..‏

     

    لماذا تقصفين من الأغصان ذوائبها؟‏

     

    لماذا يكسر الغصن حين يزهر؟‏

     

    لماذا ولماذا....؟‏

    في الحلق غصة،وفي العين دمعة ،وفي القلب لوعة،ويظل السؤال بلا جواب

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()