|
فاتحة الكتاب
الناقل :
mahmoud
| العمر :35
| الكاتب الأصلى :
ابراهيم خرّيط
| المصدر :
www.awu-dam.org
عندما تطرق الأحداث بابنا يكون لها وقع آخر..
تكبر الماساة..يتغلغل الحزن عميقا في النفوس..يسري في الشرايين والأوردة،يسكن في الخلايا،فتفر الكلمات وتسقط كل العبارات..تهوي مثل اتهام باطل،ويظل الكون مسكونا بالفجيعة.
ماذا أقول وانا احاول أن ألملم شتات فكرى ونفسي؟وهل انا قادر على التعبير؟!
ألا أيها الزمن الراكض دون توقف..
يا سنوات العمر التي تنصرم كما يغور الماء في الأرض الرملية..
يافرعي الأخضر..
يا ألق اللحظة الأخيرة..
لماذا تنطفئ؟!
لماذا تهوي النجوم وينخسف القمر؟!
يا أيها المدى ما لون الردى..ما طعم الردى؟وكان الردى لك بالمرصاد.ينتظر ونحن عنه غافلون..
حمله اليك جهل المتعلّمين..زرعته في جسدك مباضعهم وأدواتهم.
اطفأوا البسمة على شفتيك .تلك البسمة التي حاولت جاهدا أن ترسمها كلما تطلعت الى وجوهنا المفزوعة.
كنتَ رائعا في حياتك وكنت رائعا في موتك.
كنت رجلا..
تقاوم بصمت ولا تتكلم.
وكنت طفلا ..تقول لأمك:اقتربي مني وامسحي بيدك الناعمة على راسي.
وكانت أمك تضع يدها على جبينك وتغلغل أصابعها بين خصلات شعرك فتغمض عينيك..يغمرك شعور بالراحة والأمان.
أما أنا الواقف الصامد،كما أبدو لك وللآخرين فلم اكن سوى شجرة محفورة من الداخل ،يمكن أن تهوي بين لحظة وأخرى.
نظرتك الأخيرة الينا ونحن نجمع اشياءك من غرفة المشفى استعداد للرحيل..لن انساها أبدا.كانت عيناك تجوسان في المكان..كانك تنظر الى قوم غرباء وكأنك تسال:ماذا تفعلون..هل هي النهاية؟
أى شعور ساورك في تلك اللحظة؟
آه لو اعرف ماذا يدور بخلدك.
دنوت منك فلم تتكلم.قلت لك:ننقلك الى مشفى آخر..الى بلد آخر..
هززت رأسك وقلت بصوت حزين مقهور:كما تريدون.لم تكن لك رغبة أو ارادة.
رأيت في عينيك شعورا بالظلم..
لقد ظلموك..ظلموا سنوات عمرك العشرين..ظلموا ربيع عمرك الأخضر..ظلموا اهلك وأحباءك وأصدقاءك...
وللظلم طعم كالعلقم.وما اسهل أن يقول الجهلة في الزمن الرديء:أخطأنا أو عجزنا..ثم يمارسون حياتهم كما يشتهون.
ألا أيها الزمن الحافل بصنوف القهر..
لماذا تهوي النجوم وينخسف القمر؟
ياريح الموت..
لماذا تقصفين من الأغصان ذوائبها؟
لماذا يكسر الغصن حين يزهر؟
لماذا ولماذا....؟
في الحلق غصة،وفي العين دمعة ،وفي القلب لوعة،ويظل السؤال بلا جواب
|