عندما يطلب مني أحد الأشخاص قرضاً أعتذر عن ذلك؛ بحجة أنني لا أملك المال، مع أنني أملكه؛ وذلك خوفاً من ضياع المال؛ لأني سبق أقرضت الكثيرين فامتنعوا عن السداد؟
الواجب أن تعتذر بغير هذا، تعتذر بعذر يحتمل، وتترك عدم وجود المال، لا تكذب ولا حاجة إلى الكذب، تعتذر بعذر آخر من الأعذار المناسبة التي تقنع خصمك وتقنع صاحبك، والحمد لله، وإذا كنت تثق بصاحبك وأنت موسر فأحسن إليه وفرج كربته وأبشر بالخير، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)، والقرض فيه تنفيس، فإذا استطعت أن تنفس فافعل، فإذا كنت تخشى الضياع وأن هذا المقترض لا يقوم بالواجب فاعتذر بعذر آخر كأن تقول مثلاً: لا أستطيع، وتنوي لا تستطيع لأنك لا تثق به، ولا تطمئن إليه، أو تأتي بعذر آخر، تقول مثلاً: إن هناك مانعاً يمنعني من القرض، ولا تبين فيه المانع، المقصود تأتي بعذر يَحتمل، لا تكون فيه كاذباً. - الواقع -سماحة الشيخ- هذا الموضوع يكاد يكون ظاهرة بين كثير من الناس إذا اقترض أحدهم لا يهتم بالوفاء فما هو توجيهكم؟ ج/ هذا لا يجوز هذا منكر، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (مطل الغني ظلم)، ويقول: (ليُّ الواجد يُحل عرضه وعقوبته)، فالواجب عليه إذا اقترض أن يبادر في الأداء في الوقت المحدد، وعند اليسر بالأداء، إذا كان محدد يبادر، وإن كان موهو محدد متى أيسر قضى، ولا يجوز له المطل ولا التأخير مع اليسر أو مع حضور الوقت الذي حدد له المقرض، وهذا التساهل يسبب منع هذه المصلحة، فتساهل الناس في القرض وامتناعهم منه بسبب فعل بعض الناس الذين لا يبالون بالقرض ولا يسددون بل يماطلون؛ لأنهم بهذا يسببون منع الآخرين من القرض، فالمقصود أن الواجب على من اقترض أن يعتني بالتسديد حين يقدر على التسديد، أو حين يحضر الوقت المحدد وهو قادر.