بتـــــاريخ : 11/17/2008 7:25:42 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1377 0


    لوحات قصصية

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : جمانة أمين طه | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :

    (1)‏

    اجتماع‏

    في الخارج. الليلة عمياء، المطر بحر، والبرد يصهر القلوب المتعبة والجسوم الهزيلة. وفي الداخل. ثريات تضيء كأنها النهار، ورجال مكتنزون دفئاً وترفاً. ها هم يلتئمون حول طاولة مستديرة، يناقشون مصائر أمم وحياة شعوب. ويوقعون بأقلامهم المذهبة، على عقود بيع وتصنيع أسلحة نووية وغير نووية. وحالما انتهوا من مهمتهم، خرجوا، وأعلنوا أمام الصحافة وكاميرات التلفزيون أن اجتماعهم كان بهدف الحفاظ على بيئة صحية نظيفة، يسعد فيها الأطفال، وتزدهر فيها الطبيعة والإنسانية.‏

    * * *‏

    (2)‏

    حلم‏

    كان عازباً. وكان حلم الحب، يمتد رخياً رضياً على مساحة قلبه وعمره. تزوج، فهرم الحب وانكمشت المساحات.‏

    * * *‏

    (3)‏

    خيبة‏

    أية مغامرة حملتها، على أن تمنحه رؤاها وأغانيها؟! أية مغامرة حملتها، على أن تتأبط حبه تميمة وتعويذة؟!‏

    لخيبتها، لم يكن سوى ظل رجل!.‏

    * * *‏

    (4)‏

    حبّ‏

    ولدت عمياء. وعندما أحبّت، شعّ الضياء في قلبها، فزهت في عينيها الألوان.‏

    * * *‏

    (5)‏

    مفاجأة‏

    ملأت كفّها بحفنة من تراب الوطن. حدَّقتْ فيه، وجدتْهُ مملوءا دبابات وأسلاكاً شائكة.‏

    * * *‏

    (6)‏

    تفاصيل لا معنى لها‏

    أحبها حتى الفناء، وتجاهلته حتى العدم.‏

    وبين هذا الحب وهذا التجاهل، حصلت تفاصيل لا معنى لها. انتهت به إلى مشفى الأمراض النفسية. وانتهت بها إلى بيت الزوجية، مع رجل تحبه حتى الفناء ويتجاهلها حتى العدم.‏

    * * *‏

    (7)‏

    اللاعب واللعبة‏

    كانت تلتقيه ثلاث مرات أسبوعياً. وكان في كل مرة، وبعد أن ينهي سهرته معها يعيدها إلى منزلها. تماما كما يعيد الطفل لعبته إلى الخزانة، بعد اللهو بها.‏

    وفي يوم، ضاق اللاعب باللعبة. تركها في الخزانة، ومضى يبحث عن لعبة أكثر شباباً وتجدداً.‏

    (8)‏

    أم الشهيد‏

    لم أعد أذكر، كم مرّ من الوقت وأنا أنظر في الجريدة، إلى صورة تجمع بين أم جنوبية وابنها الشهيد. كانت منحنية عليه، لصيقة به وكأنها تسكب قلبها في صدره، لتعيد إليه أنفاسه الضائعة.‏

    كانت عيناها مفتوحتين مثل عيني صقر، وكانت نظراتها حانية مثل أوراق ورد. بمحبة تأملت الصورة، وبزهو علقتها فوق سريري.‏

    إنْ حدث ومررتم بهذه الأم، أرجوكم أن تمرّوا بهدوء. وإذا سلمتم عليها، أرجوكم أن تسلّموا بخشوع. كي لا توقظوا النائمْين في قلبها: ابنها والوطن.‏

    (9)‏

    جولة‏

    تمنيتُ لو أنها كانت معه في جولته السياحية العالمية.‏

    فقال لها: كنت معي كما دائماً. قلبي يحملك في نبضاته، في حله وترحاله.‏

    نبتت على شفتيها زهرات لها شكل القبلات.‏

    ***‏

    (15)‏

    حوارية‏

    قال: أحبك...‏

    قالت: أنا أكثر..‏

    قال: أخاف من الهجر.‏

    قالت: مستحيل أن يحصل.‏

    قال: المساء جميل.‏

    قالت: وجودك أجمل..‏

     

    أطرقت قليلاً، وأطبقت جفنيها على فرح يرقص في عينيها. وحين فتحتهما، لم تجد غير مسجلة صغيرة ينطلق منها صوت أم كلثوم بتلك الحوارية الجميلة!!‏

     

     

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()