بتـــــاريخ : 11/22/2008 2:53:16 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1318 0


    معركتي القادمة .. الدفاع عن قيم الأسرة

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.muslema.com

    كلمات مفتاحية  :
    المرأة المسلمة تربية الشباب
    بعد سنوات من الدعوة .. يبدأ الداعية عمرو خالد قريباً مرحلة جديدة يعتمد فيها على الحوار وعلى البحث العلمي ومشاركة مجموعة كبيرة من العلماء والكتاب .. وتركز هذه المرحلة على البعد الاجتماعي والقيم التي يجب أن نغرسها في شبابنا خلال 20 سنة القادمة.

         اتفقت مع الداعية عمرو خالد على حوار شهري نناقش خلاله قضايا ومشكلات العلاقات داخل الأسرة المسلمة، في ظل الهجمة الشرسة لثقافة العولمة. لكنني – وكما تعودت معه – آثرت أن أبدأ الحوار بوقفة نقدية.. فقد تعودنا من عمرو خالد أن يجلس الناس أمامه، وأن يمارس معهم عملية تلقين ذات اتجاه واحد.

       وقلت لعمرو خالد إن هذا الإسلوب لم يعد صالحاً للدعوة في هذا العصر، خاصة إذا أردنا أن نتحدث مع الآخر الذي لا يعرف شيئاً عن ديننا أو الذي نختلف معه. وطرحت عليه أن يفكر في أسلوب جديد للدعوة مثل الحوار مع الآخر، واقترحت فكرة عمل برنامج حواري في مستوى برنامج أوبرا وينفري يذاع في المحطات العالمية، يقوم بإعداده نخبة متخصصة من الخبراء والمستشارين الذين تعتمد عليهم أوبرا ويتوفر مصادر إنفاق مشروعة وذات شفافية وتطرح من خلاله كل القضايا الشائكة والمشكلات التي نخجل من إثارتها.

      حصر قضايا الأسرة

      فاجأني عمرو خالد بقوله:

      دعني أكاشفك بأن هذا البرنامج نقوم بالإعداد له منذ عامين، بعد أن رصدنا أن هناك مشكلة أساسية في كل البرامج التي تناولت قضية الأسرة..وأنت لو نظرت إلي المكتبة العربية أو الإسلامية فسوف تجد أن كل الكتب التي تناولت قضية الأسرة ، إما أن مؤلف الكتاب شخص واحد، أو أنها تعتمد على جهد فردي، مهما كان المؤلف عالماً عظيماً، أو أن هذه الكتب تتناول مشكلات للإسرة كانت موجودة منذ مئات السنين، ولم تتناول بالتحليل المشاكل الآتية. ولتلافي تلك العيوب، اشتغلنا بطريقة جديدة ... قررنا أن نعد لكتاب عنوانه دليل الأسرة يتحول إلي برامج فضائية ومسلسلات درامية.

      في البداية قمنا بعمل بحث ميداني في أربع دول هي المغرب والأردن ومصر والسعودية للاطلاع على مشكلات الـأسرة.. وهذا البحث قامت بإجرائه شركات متخصصة في البحوث الاجتماعية .. قسمنا البحث إلي محاور تشمل:

       الشباب قبل الزواج، اختيار الزوجة ، مرحلة الخطوبة ، عقد القران. سنة أولى زواج ، الابن الأول ، تربية الأبناء ، التعامل مع المراهق ، الاستعداد للزواج.

       كيف تتعامل مع الشباب؟

       - أخذنا عينات من كل شريحة لعمل بحوث ميدانية ، وقد انتهينا من ذلك ... ثم بدأنا بعد ذلك في إجراء بحث مكتبي.. أخذنا السنوات العشر الأخيرة بجامعة القاهرة وجامعتي عين شمس والإسكندرية، وحصلنا على الدراسات التي كتبت في الأسرة في هذه الجامعات خلال السنوات العشر الأخيرة. وكلفنا أحد مراكز الدراسات بتلخيص هذه الأبحاث أوالدراسات أوالاستنتاجات والإحصائيات، وقدمها لنا في كتيب. وأصبح لدينا ما يقوله الشارع عن مشكلات الأسرة، وما تقوله الدراسات الأكاديمية، ثم استعنا بموقع عمرو خالد دوت نت.. حيث تدخل إلينا كل أسبوع ألف رسالة كلها تتحدث عن مشكلات اجتماعية بلسان أو بأقلام الناس. وأصبح لدينا رصيد ضخم من مشكلات الأسرة موثق وغير موجود نظير له في العالم العربي.

    أخذنا كل هذا ووضعناه بين أيدي مجموعة من الأمناء ينتمون لمؤسسة رايت ستارت التي أتشرف بكوني رئيساً لمجلس أمنائها، فبدأ تفاعل هذه النخبة من الأمناء  مع المشكلات للتوصل إلي حلول لها.

    ونحن الآن جاهزون لطرح ذلك في الفضائيات، والكتب، بشكل جديد ومشوق .. ونبدأ بالجانب الإيجابي لتقديمه إلى الناس قبل الجانب السلبي، مثل: القواعد العشر للتعامل مع الشباب قبل الزواج.. وهذه القواعد نتاج بحث 25 عالماً وكاتباً منهم : علماء من جامعة الأزهر، والجامعة الأمريكية والكاتب مدحت العدل.

    ونحن الآن بعد هذا الجهد جاهزون لطرح النتائج على المجتمع حيث نريد أن نركز على مجموعة القيم التي نريد الحفاظ عليها في العشرين سنة المقبلة.

      أزمة الأسرة الممتدة

        أستاذ عمرو .. عرفت الإنسانية الأسرة واتفقت علي أنها اللبنة الأولى للمجتمع.. وكانت الأسرة الممتدة في العصور الرعوية والزراعية هي بوتقة القيم التي ورثتها مجتماعتنا الإسلامية .. والآن هناك محاولات لاغتيال نموذج الأسرة وقواعد القيم من جانب أصحاب ثقافة العولمة.. كيف نحمي الأسرة من البدائل المرفوضة التي يطرحها الغرب؟

       - هناك معنى لم أكن ملتفتاً إليه قبل ذلك وهو الأسرة الممتدة، التي يتوارث الأبناء فيها عن الجد والجدة مجموعة القيم فأسرة إبراهيم عليه السلام أسرة ممتدة في إسماعيل حتى تصل إلي النبي صلي الله عليه وسلم  وأسرة النبي صلي الله عليه وسلم أسرة ممتدة ...

        وضعف البنيان الأسري الآن يؤثر في حياة أي مجتمع وأي بلد ... وانهيار القيم في الأسرة، يجعلها أسرة غير ممتدة، فما أرساه الجد، إذ لم يتم العناية به في الأجيال التالية، يؤدي إلى نشوء الأبناء بمواصفات وقيم مختلفة تماماً عمّا أرساه الجد. وهذا لم يكن موجوداً في بنيان الأسرة المصرية القديمة والأسرة العربية القديمة.. فالكرم مثلاً يتوارثه الأحفاد عن الجدود، والجد كان شخصية جليلة ومهابة ، وهو قادر على لم شمل العائلة.

    الآن كل ابن يعيش منفصلاً عن عائلته، هناك عزلة وانقطاع عن الجذور وعن الأصل، هناك اندثار للقيم بعد جيلين فقط من الأسرة المعاصرة. والأسر لم يعد فيها مع الأسف معنى الأمتداد.

       اختفاء منظومة القيم 

        أعود لقضية المحو الغربي لثقافتنا فأقول إن لدينا مشكلتين:

    لدينا من يحاول طمس القيم الراسخة الموروثة والمميزة لمجتمعنا .. تلك مشكلة.

    المشكلة الأشد والأصعب هي اختفاء منظومة القيم من حياتنا. صرنا لا نعرف ما القيم التي ينبغي أن نغرسها في أبنائنا.. الغرب أتى ومعه أجندة لقيم يريد أن يرسخها : الإباحية السطحية والتفاهة وعدم الانتماء والأنانية والجبن.

    وأنا لا يخيفني ذلك كثيراً، لأن تاريخ الإيمان في حياتنا راسخ منذ ألوف السنين، وأي محاولة لطمس ثقافتنا وتراثنا وجذورنا لن تنجح، وستؤدي إلي مزيد من الكراهية والغضب.. ولذلك ليس من مصلحة الغرب محو ثقافتنا أو محو تاريخنا.

    هم نجحوا في تغير الكثير فينا .. نجحوا حتى في تغيير أنماط غذائنا، ومضامين فنوننا، الأبناء تعودوا على وجبات تيك أواي ولم تعد مائدة الأسرة تضمهم حول أطباق أمهاتهم الشهية.

    أنا أوافقك على ما تقول، لكنني أرفض أن نعلق كل مشاكلنا على شماعة الطرف الآخر، صحيح هناك ممارسات مرفوضة لمحو ثقافتنا لكن لب المشكلة عندنا نحن.

    انظر إلى سياسات وزارات الإعلام والثقافة والتربية والتعليم في بلادنا، ما هي مجموعة القيم التي تحاول هذه الوزارات ترسيخها في أبنائنا خلال السنوات العشرين القادمة؟ .. ولا أحد يعرف، ولا أحد لديه شيء يقوله.

       قيم عصرية

    دعنا نتكلم بصراحة ..

       في فترة الخمسينيات والستينيات كان هناك تصور لمجموعة قيم مطلوب ترسيخها في الناس، قد نتفق أو نختلف معها. مئات الأفلام والأغاني في الخمسينيات والستنيات سخرت لترويجها كل شيء أجهزة الإعلام، تتحدث عن إلغاء الفوارق بين الأغنياء والفقراء، أو الوحدة العربية، حتى ولو لم تنجح.

    نحن الآن في عام 2006 ما هي القيم التي تروج لها أجهزة الثقافة والإعلام؟

    وهل القيم السائدة الآن، نحن راضون عنها؟ .. قيم أن من معه قرش يساوي قرشا، قيم أن تغش في الامتحان لتنجح، قيم الواسطة شرط للعمل. كيف يمكن لسلوك قبيح أن يصبح قيمة ؟ والمفروض أن القيمة ترتقي بك وتعلو بالمجتمع. تخيل هناك من يضع لك أجندة، أنا موش خايف منه، لكن المشكلة أنا موش عارف أنا رايح فين ولا عايز إيه؟

     - أريد أن أسألك : مناهج التربية والتعليم ماذا تنمي في أولادنا وبناتنا؟

       في مؤسسة رايت ستارت بدأنا نعطي اهتماما كبيراً لقضية عودة القيم.. ولكي يتتحقق ذلك لابد أن نعرف ما هي القيم التي نريدها أصلاً، ثم نضع الأدوات لتحقيقها خلال العشرين سنة القادمة.

       نستمدها من ديننا وتقاليدنا وأخلاقنا وإيماننا بالله .. ولابد أن تكون محدثة لأنها ترتبط باحتياجات العصر الذي نعيشه، لا يكفي أن نأخذ من ماضينا قص ولزق لابد أن نختار ما نحتاجه من القيم..

    كتيبة العلماء 

        بدأنا نشكل مجموعة من العلماء: علماء اجتماع، وعلماء نفس وأطباء نفسيون روائيون، علماء في علم الإنسان .. جمعنا 25 عالماً منهم من يعمل في الجامعة الأمريكية ومن يعمل بجامعة الأزهر منهم د. نصر فريد واصل مفتي جمهورية مصر العربية السابق، علماء شرعيون د. صلاح زيدان رئيس الجامعة الإسلامية المفتوحة.. والكاتب مدحت العدل تشكيله ذات ثقل وقيمة جندت نفسها لتقديم روشتة علاج لأزمة القيم ومشكلات الأسرة المصرية. وأننا نلتقي في جلسات نناقش فيها ما هي القيم التي نريدها خلال 20 سنة المقبلة لمجتمعنا؟ القيم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والدينية عملنا كونصلتو لعلاج أزمة القيم، وخرجنا في كل جانب بمجموعة من القيم التي نريد غرسها في السنوات العشرين المقبلة.

       في الجانب الاقتصادي مثلاً .. قلنا نريد إعلاء قيمة العمل للمعرفة وليس للحصول علي شهادة. شيء جميل أن تفاخر الأم المثالية بأنها أنتجت طبيباً أو مهندساً، لكن الأجمل أن تربي طبيباً أميناً لا يسرق كِلية مريض، أو مهندساً لا يغش في مواد البناء. طالب الثانوية العامة الذي يغش في الامتحان، يغش بموافقة المدرسين وأولياء الأمور والمدارس.. الجميع يغض النظر عن عملية الغش في التعليم.. هناك قيمة خطيرة تترسخ في وجدان ملايين الطلاب اسمها الغش موش عيب أو سيسرق أو ينحرف أو يتسبب بإهماله وجشعه في غرق العبارات وينظر لمن يمنع الغش في الامتحانات بأنه معقد .. القيم الآن تقلب. ولذلك ستكون قضيتي الأساسية إن شاء الله هي البعد الاجتماعي . في العدد القادم .. نواصل حلقات على خطي الحبيب.

     القواعد العشرة للتعامل مع الشباب قبل الزواج

      1-  كن صديقاً.

     2-  اكتشف قدراته ومهاراته.

     3-  كن مستشاراً له في القضايا العاطفية، تعامل بهدوء وعقلانية مع مشاكله العاطفية، اعطه دورة توعوية عن التعامل مع الجنس الآخرومواجهة المشاكل الجنسية والعاطفية.

     4-  قدر شخصيته ولا تهنه أبداً.

     5-  أظهر الانسجام العالمي وتجنب إظهار المشاكل الزوجية أمامه.

     6-  كن له قدوة خاصة في الأخلاق 5 أشياء .. لا تكذب أمامه..

     7-  ساعده على تحديد هدفه في الحياة

     8-  ساعده أن يشارك في عمل تنموي في بلده ومجتمعه.

     9-  نمي الحس الإيماني بداخله.

     10-  تعامل بهدوء وعقلانية مع أخطائه وحولها إلي الشكل الإيجابي.

    11 - أظهر مشاعر الحب تجاهه.

    12 - حببه في الرياضة بشكل دائم.

     13- لا تعتمد على المدرسة – أنت مدرسته – اقرأ معه – ثقفه – فهمه.

     14- ساعده أن يعمل ويأكل من عمل يده.

      من حوار أجراه أ. عصام الغازي مع الأستاذ عمرو خالد لمجلة كل الناس بتاريخ 14/6/2006

     

    كلمات مفتاحية  :
    المرأة المسلمة تربية الشباب

    تعليقات الزوار ()