بتـــــاريخ : 11/22/2008 4:48:55 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1053 0


    سوء الظن000 أسبابه وعلاجه

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.muslema.com

    كلمات مفتاحية  :
    المرأة المسلمة الاخلاق والادب
    سوء الظن سلوك ذميم، ومنهج سيئ، ومرض خطير يضر بالشخص نفسه، ومن يتصل بهم بعلاقة اجتماعية، أو تربطه بهم علاقة عمل ونحو ذلك.

    وحقيقة سوء الظن: أن المرء يتصور في الناس أشياء ليست فيهم صورها له شيطانه، وهواه فليس معه دليل قاطع وبرهان ساطع واضح يدل على ما وقع في نفسه من ظنون، ولكنه أقنع نفسه بهذا الشيء الذي ظنه، ثم بنى على ذلك أموراً أخرى فاستسلم لهذا الظن أولاً، ثم بنى سائر تعاملاته عليه.

    ولا ريب أن هذا أمر محرم، والله سبحانه وتعالى نهى عن الظن، وطالبنا باجتناب الكثير من الظن لأن بعض الظن إثم، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}، ولأن البعض إثم حرَّم الله الكثير، وما ذاك إلا لأن الظن مزلق يهوي بصاحبه إلى مهاوي الردى، ويقربه من كل شر، والرسول صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك فعن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) متفق عليه، فالجدير بالمسلم أن يربأ بنفسه عن الظن، وأن يتعامل مع الناس وفق ما يرى، ويسمع، وحسبه ذلك.

    أما أسباب تمكن هذا السلوك البغيض من البعض فهي  كثيرة، ولعل من أبرزها:
     

    ضعف الإيمان وقلة الخوف من الله -عز وجل-

    فذلك دافع لظلم الناس، والظن ضرب من ضروب الظلم، وقد يكون مرده لأسباب نفسية كعدم إحساس المرء بالثقة في نفسه، وشعوره أنه أقل من غيره، وإحساسه أن هناك من يكيد له، أو يرغب في الانتقام منه، أو إقصائه وهكذا، إضافة إلى ذلك وجود خلل في أفعال  سيئ الظن بنفسه، فالذي يسرق قد يظن أن الناس كلهم مثله سراق، والشاب الذي يعاكس الفتيات يظن دائماً أن أي شاب يراه هو مثله بنفس الأفعال ، بل يرى أخته مثل تلك الفتاة التي يعاكسها وهكذا، وكما جاء في الأثر (كاد المريب أن يقول خذوني) فمن دافع تصرفاته، وخداعه للناس أو الاحتيال عليهم يتصور أنهم سيعملون مثل عمله سواءً من فعل معهم ذلك السلوك، أو غيرهم فهو شعور تولد نتيجة سوء أفعاله.

     ولا ريب أن لهذا المرض  المشين آثاره السيئة على المرء في نفسه على أخلاقه، وعلى نفسيته، وعلى عطاءاته فلن يثق بأحد، ولن يصدق أحد، ولن يتعايش مع أحد، يخيل إليه أن الكل يخدعه، والكل يكرهه، والكل يحاربه، فلا يألف أحداً، ولا يثق بأحد، بل يؤثر عيشة الوحدة، والعزلة، ويكون انطوائياً منبوذاً في مجتمعه، وهذا سينعكس سلباً على علاقته بالآخرين سواء أقاربه من زوجته وأولاده، أو الأباعد، أو من يتعامل معهم في مقر عمله، أو تجارته، ونحو ذلك فإن الناس إذا عرفوا هذا السلوك منه أبغضوه، وكرهوه وكرهوا التعامل معه بل يحمدون الله أن عافاهم من حاله ولا نسأل بعد ذلك عن واقع من ابتلي بهذا الداء في بيته، وما يحصل له من مشكلات مع زوجته وأولاده ربما تصل إلى الطلاق وتمزق الأسرة، فسوء الظن سيفسد عليه حياته الأسرية غالباً وسائل علاج هذا الداء:

    أولاً: يجب على المرء أن يدرك خطر هذا الداء، وأنه معصية لله -عز وجل- وذنب عظيم يجره إلى ذنوب أخرى، فعلى المرء أن يتقي الله -عز وجل-، وأن يعرف خطر هذا المرض  وما يثمر من ذنوب، وآثام.

    ثانياً: أن يستبدل هذا بما هو خير، فيظن دائماً بإخوانه الظن الحسن فيغلق جميع الأبواب على الشيطان، وليذكر سلوك أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم-.. في حادثة الإفك التي اتهمت فيها عائشة -رضي الله عنها- فلما سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- زيد بن حارثة قال: (أهلك يا رسول الله وما علمنا عليهم إلا خيراً) نتيجة إحسانه الظن بعائشة، وكذلك زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- زينب بنت جحش لما سألها النبي - صلى الله عليه وسلم- عن عائشة وما قيل فيها مع أنها ضرة لها قالت: احفظ سمعي ولساني والله لا أقول إلا خيراً، أو كلمة نحوها لأنها أحسنت الظن بأم المؤمنين عائشة، وأثر عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: لا تظن سوءًا بأخيك لكلمة قالها وأنت تجد له في الخير محملا، أو كما قال -رضي الله عنه- فكان منهجهم مبنياً على إحسان الظن بالناس.

    ثالثاً: على الإنسان أن يكل الأمر إلى الله وعمل ما فيه صلاح دينه ودنياه {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} أي كافيه.

    رابعاً: الا يستسلم المسلم للظنون فإنها من إزاء الشيطان ولو استسلم المرء لما يلقيه الشيطان في نفسه من ظنون لأفسد عليه عبادته ودينه وسلوكه ولأفسد عليه دنياه وآخرته.

    خامساً: العلم بأن هذا  المرض علاجه يكون بالصبر والمصابرة وإطراح الشكوك واحتساب الأجور. بإذن الله

    سادساً: قطع الصلة بكل من يورث لدى الإنسان هذا السلوك المشين، ليعلم أنه رفيق سوء مرشد إلى سوء وأنه كاذب غير صادق، وأنه غاش ليس ناصح.

    المصدر مجلة أنا مسلمة

     

    كلمات مفتاحية  :
    المرأة المسلمة الاخلاق والادب

    تعليقات الزوار ()