كتب
المشرف العام
" المرض والقرب من الله(مريضة تحكى قصتها الرائعة والمؤثرة)
جاءت كتابتي لهذا الموضوع من واقع تجربه شخصيه...عشت احداثها....وأحمد الله تعالى على كل حال .....لذا اضع لكم هذا الموضوع والذي يتحدث
عن الأبتلاء..... نعم الأبتلاء والمرض.....وعلاجها لأن الكثير منا لا يفقه سر هذا الأبتلاء....وانه نعمة من الله يمحص بها الذنوب ويطهر بها النفوس
أخرجوني قبل سبع سنوات في مثل هذا التاريخ وهذا اليوم من المستشفى كمريض ميؤوس منه ينتظر الموت فلم يبقى من حياته إلا خمس سنوات كما شخص الأطباء حالتي
فوجدت الفرج في كتاب الله ..
فشلوا في تشخيص حالتي فعـــــرفتها في سجادتي ومصلاي
ضيق واكتئاب بداية الأمر وبكاء مرير...لـكني لجأت إلى الله
فهيا معي في جولة نورانيه نستكشف معها سر الأبتلاء في هذه الدنيا ....ولما يختص الله سبحانه وتعالى بعض عباده بالأمراض...ولنرى بعد ذلك سر القرب الوجداني بين المريض وربه نعم اخواني ففي هذا المرض والأبتلاء...
لـمعات الـحكمة وشعاعات الرحـمة وأنوار الـجمال. فاذا ما رُفع الـحجاب فستجد فيما وراء مرضك الذي تستوحش منه وتنفر، معاني عميقة جـميلة مـحببة ترتاح اليها، تلك التي كانت تنزوي خلف حـجاب الـمرض
البداية:
هل سبق أن ذقت معاناة الالتزام بمواعيد المستشفيات والتي لا تعرف قيمة لنظام حياتك أو ارتباطك بأشغالك ومعاناة الانتظار في طوابيرها الطويلة؟
ألم تصرخ يوما بكل ألم:آه، لقد تعبت من بعد المسافات، وكثرة التردد، وطول الانتظار، ومرارة الدواء.. فمتى الخلاص؟
هل تتجرع في حياتك كؤوس الهم والحزن، والضيق، والقلق، والاكتئاب؟
هل تشكو من كثرة المشكلات في حياتك والصعوبات؟
ألم يطرأ على حياتك، أو نفسيتك، أو جسدك بعض التغيرات السلبية ولم تعرف لها سببا ولم تجد لها دواء وخلاصا حتى الآن؟
هل أرداك المرض طريحا على الفراش وظللتك سحابة اليأس والقنوط؟
أسئلة كثيرة، تدور في خلد من يكابد في هذه الحياة ويعاني من أي بلاء جسدي كان أو نفسي.
أتمنى أن أجيب لكم على بعض هذا الاسئلة بإجابة شافية...........
وأن تكون سطوري سحائب غيث ورحمة تمطر بالأمل، والعافية على قلوب المبتلين
والمنكوبين........... وتفتح باب الرجاء من جديد..
سأذكر لكم بداية الأمر قصتي ومن ثم نصل معا للعلاج الرباني
كنت فتاة مرحه نشيطه، أنعم بالصحة والعافية وألهو في هذه الحياة لا يصدني عن متعها شيء..
ولكن وخز ألم غريب في أعضائي بدأ ينغض علي متع الحياة..
بدأ وجهي بالشحوب الكل يسأل ماذا حل بي في البيت في المدرسة أين ما أذهب لم أهتم بالأمر كثير ولكن..
بدأ الألم يزداد مما دفعني إلى مراجعة المستشفى وبعد فحوصات طويلة صب الأطباء في أذني خبرا ما استطعت أن أفيق من صدمته أبدا،
وما كنت أتوقع يوما أن فتاة مرحه ونشيطه مثلي سيصيبها شيء يقطع متعتها ولذتها ويعتدي على صحتها وعافيتها ومرحها وجمالها.
أخبروني بأنني مصابه بمرض غريب ،لم يصدق أحد الخبر وأولهم أنا ..قرر والدى السفر لألمانيا ..سافرت وأنا أحمل الأمل بأن يكون التشخيص غير صحيح
هناك كانت الفاجعه.. بكيت.. انقلبت الدنيا كلها في عيني سوادا.. فلقد افجعنى الطبيب بمرض السرطان خضت للعلاج الذي غزا جسدي كالسم الناقع.. وبعدها رجعت للوطن وأنا أحمل الحزن والألم.. استسلمت لجيوش المرض التي دكت عظامي دكا، وأصبحت على سريري كخرقة بالية أو هيكل يحمل عظما بلا لحم..
قرر والدي أن نسافر مره أخرى لكن هذه المره للإمريكا
هناك كان تقرير الاطباء مختلف فلم أكن أصلا مصابه بالسرطان ولكن مرض أخرغريب ..
حينها كنت أجرى خلف الأمل من مستشفي لأخر من ولاية لاخري..
وفي أثناء أحدى الفحوصات دخل علي الأطباء يحملون معهم تقريرا أتعلمون ما قرروا؟
حكموا علي بالموت.. "حالته ميؤس منها.. وما هي إلا خمس سنوات وتفارق الحياة..
ولأنه لا علاج لي في المستشفى فلا بد أن أخرج منه وأن أعود لإجراء عملية لا يعلمون مدى نجاحها". حين أخرجوني من المستشفى ميئوسا منها شعرت بأنهم وضعوني في القبر، لقد كانت أصعب لحظات حياتي بلغت فيها منتهى اليأس.. عدت لوطنى وأنا أحمل في حقائبي الحزن واليأس
لولا أن قلب المؤمن في تحرك، وقلب المؤمن بالله لا يعرف اليأس.. إنها اللحظة التي يذكر الإنسان - ولو كان كافرا - ربه وخالقه.. اتخذت مسارا آخر في حياتي بعيدا عن خط التعلق بالناس..قررت الانعزال
احضر لى أخي شيخ يرقي بالرقية الشرعية، فلما شاهدنى وقبل أن يبدأ العلاج
إذ بكلمات قلة تطرق أذني ليس فيها عجز الأطباء ولا تقنيطهم.. كلمات علقتني بالرحمن وقدرته وفتحت لي باب الرجاء في الله واليقين العظيم بأن القرآن شفاء..
توجهت بقلبي وكفي إلى السماء.. وبدأت أتضرع إلى خالق هذا الجسد والقادر عليه.. إلى منزل الداء والدواء.. دعوت بإلحاح لا يفتر، ورجاء لا يخبو، تذكرت القرآن وفزعت إليه.. ومع أول آيات القرآن بدأت الروح والعافية تسري في أوصال جسم ممزق..
وإذ بتلك الفتاة المحكوم عليه بالموت وذلك الجسد الذي أصبح فريسة لكثير من الأمراض قد ارتوى من ماء القرآن العذب وتدفقت العافية على جسدي كتدفق مياه النهر وعادت الحياة إلى قلبي وجسدي، لك الحمد يا الله.. ما أحلى الحياة حين تعود بعد يأس..
بعدها قرر والدى السفر مره أخرى هنا رفضت لا أريد بدأت أفكر بجدية في حقيقة التوكل على الله وأصبحت أمني نفسي بأن أكون من الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب وقررت ألا أستعين بأحد كائنا من كان ما دمت قادرة على مصارعة المرض لوحدي.. لا طبيب ولا حتى شيخا يقرأ وعقدت العزم وتوكلت على الله في هذه الأثناء كان المرض يتسلل إلى عظامي رويدا رويدا.. بدأ خفيفا ثم تمكن أكثر واستفحل وكان الإيمان في قلبي حينها يتمكن أكثر فأكثر. لقد كانت فرصة عظيمة لألتفت إلى هذا الكتاب المعجز الذي تطاله يدي ولم تعرف بعد قيمته فطالما قصرت في حقه وفرطت تفريطا عظيما.
لجأت....... إلى الله تعالى ثم.......... إلى كتابه
لجأت إلى الله وكتابه المعجز والذي تحمل كلماته النور والرحمة والهدى والشفاء:{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين..}[الإسراء: 82]، قلبتُ كتيبا للشيخ ابن باز - رحمه الله - عن الرقية وأخذت هدي النبي في ذلك.. وبدأت اسمي الله وأرقي نفسي بالفاتحة وآية الكرسي وآيتين من سورة البقرة والمعوذتان والإخلاص وغيرها، أكرر ذلك ثلاثا أو تزيد.. كان المرض شديدا وقويا وكنت لأجل ذلك أرقي نفسي يوميا، أحيانا مرة واحدة وأحيانا مرتين أو ثلاثا لكن الألم بدأ يزيد سافرت مره اخري لالمانيا ومن ثم بلجيكا ورجعت بعدها لامريكا رحلة شاقة طويلة بلا علاج .
لكن فائدة عظيمة هي التى اكتسبتها دعوة الكثير الى الاسلام خلال مكوثي هناك ..تعلق قلبي بالقرآن ولقد عادت نفسي أحسن مما كانت وامتلأ قلبي إيمانا وخشية...ولله الحمد والمنه أكملت دراستى الجامعية تخرجت بتفوق وكنت رمزا للصمود ..اكتسبت الكثير من الخبرات رغم صغر سني..
ومن هنا نبدأ
منقول
بواسطة دموع تائبة "