لا تعارض بينهما؛ لأن أبا قتادة لم يصده للمحرمين ولم يعينوه عليه. وأما الصعب فقد أهداه للنبي صلى الله عليه وسلم حياً والمحرم ممنوع من الصيد الحي كما أنه ممنوع من أكل ما صيد من أجله ولو كان صاحبه قد ذبحه، هذا هو الجمع بين الحديثين ويدل على ذلك أيضاً حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صيد البر لكم حلال ما لم تصيدوه أو يُصَدْ لكم))[2].
في بعض الروايات أنه حي، وفي بعضها: ((أنه أهدي عجز حمار أو رجل حمار))، ورواية: ((رجل حمار أو عجز حمار)) محمولة على أنه صاده من أجل النبي عليه الصلاة والسلام.
وأبو قتادة لم يصده لأجلهم وإنما أهداه لهم كما تقدم. والله ولي التوفيق.
[1]رواه البخاري في (الحج) باب إذا أهدي للمحرم حماراً وحشياً حياً لم يقبل برقم 1852 ، ومسلم في (الحج) باب تحريم الصيد للمحرم برقم 1193.
[2]رواه أبو داود في (المناسك) باب لحم الصيد للمحرم برقم 1851.
من ضمن أسئلة موجهة لسماحته في درس بلوغ المرام - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السابع عشر