بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي الأفاضل
أيام قليلة وتظلنا أيامٌ كريمةٌ مباركة ، أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة ، أيام خير وفوز وفلاح ، فمن تعرض لنفحاتها سعد بها في دنياه وآخراه ،
قال الله تبارك وتعالى:
{ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} .
العمل الصالح في هذه الأيام العشر أحب إلى من أي عمل صالح فيما سواها من أيام السنة.
وكان السلف الصالح يُعظمون ثلاثة أعشار
(( العشر الأول من ذي الحجة – والعشر الأواخر من رمضان – والعشر الأول من شهر المحرم )).
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " أخرجه البخاري
وقد أورد ربنا تعالى هذه العشر الأول من ذي الحجة في كتابه العزيز فقال تعالى { والفجر وليال عشر } قال ابن كثير :
المراد بها العشر من ذي الحجة
وقال الله تعالى { ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } الحج : 28 .
والجمهور على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( الأيام المعلومات : أيام العشر )
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )) . أخرجه احمد 7/224 وصحّح إسناده أحمد شاكر .
أعظم أيام الدهر ( برنامج عملي لاغتنامها بأفضل العمل الصالح)
أعظم أيام الدهر .
وفيها يوم من هو أعظم يوم - يوم عرفة -
واقسم الله بلياليها : ومن العلماء من يقول بأنها أفضل من العشر الأواخر من رمضان
رمضان نصوم النهار ونقوم الليل والأسباب المعينة فيه للخير كثيرة لكن ..
هنا في العشر من ذي الحجة اغتنامها اصعب لأننا لم نتعود اغتنامها بالعمل الصالح ...
فاعمل لأن تكون هذه الأيام سبب لتخفيف الهول يوم الحشر
فلا تضيعوها في الملهيات ومشاغل الدنيا فإنها والله ما هي إلا صفحات تطوى ولن تعود إلى يوم القيامه
والحل لحسن اغتنام هذه الأيام :
* استشعار عظمة هذه الأيام واستشعار أنها أحب إلى الله ..
اجعل شعارك : ( وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم )
لنذكر بعضنا بعضا بفضله .
فمن واجبنا شكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة
ومن شكرها : بذل قصارى الجهد فيها طمعا في رضى الرحمن .
هو باب خير فتح لنا : يقول أحد السلف رحمه الله : إذا فتح لأحدكم باب خير فليسرع .. فإنه لايدري متى يغلق عنه .
التحضير قبل بدء البرنامج العملي لاغتنام عشر ذي الحجة
قبل بدء أي برنامج لابد من التحضير قبله ويكون ذلك بأمور منها :
أولا : التوبة ... تطهير النفس من الذنوب ... فأكثر من الاستغفار
ثانيا : عرفانا بالنعمة أن بلغك الله تعالى هذه الأيام .. استغل كل وقتك فيها بالعبادة .
هذه اوقات أغلى من الذهب .. وإن كانت همتك لاتساعدك :
ذكر نفسك بفضل هذه الاوقات والعمل الصالح فيها
ولاتنتظر أن تواتيك نفسك للطاعة .. فقد تنتظر طويلا .
ثالثا : ضع أمامك نماذج من أعمال الصالحين
قل : بحول الله وقوته سأقتدي بهم وابدأ العمل وأنت مستعن بالله ولاتعجز .
( ومن يعظم شعائر الله فإن ذلك من تقوى القلوب )
البرنامج الأول :
تذكر فضل الحج .. وماقد يفوتك من أجر عظيم .
من اول يوم واحد ذي الحجة ردد هذا الدعاء :
اللهم قد حبسنا العذر ... فلا تحرمنا الأجر
عش مناسك الحج ... يوما بيوم وأنت في بيتك ..
*خذ من عرفات المعرفة (وإذا سألك عبادي عني .. فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان)
,,, واجعلها يوم للدعاء .
*مزدلفة ... مأخوذة من الزلفى وهي القربى
تذكر حديث... من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا
اعمل اي عمل صالح تتقرب فيه إلى الله .
*منى : يتجه الحجاج إلى منى لرمي الجمرات ..
فاستشعر رمي هم الدنيا والتعلق بها من قلبك
ارجم شيطان الهوى
استشعر رمي كل ملذات الدنيا وراء ظهرك
اكثر من الاستعاذة بالله تعالى ولاسيما من شر الشي
البرنامج الثاني :
*الجلوس بعد الفجر حتى شروق الشمس
*شدة الحرص على صلاة الجماعة
*أذكار مابعد الصلاة المعروف
البرنامج الثالث :
إصلاح الفرائض
من صلاة - حجاب - قراءة قرآن - صلة رحم - بر الوالدين - وغيرها مماافترضه الله علينا .
البرنامج الرابع :
العمل الصالح بكافة أنواعه ...
لكن أفضل عمل صالح في هذه العشر هو
الذكر
واحتسب الأجر بالذكر بهذه الصيغ .. فتقرب لله تعالى بأحب مايحب
ردده في كل وقت ,,, ولاتنساه حتى قبل النوم
جاء في السنن أن الباقيات الصالحات هي {سبحان الله ، والحمد لله ولا إله إلا الله ، و الله أكبر } حيث قال عنهن الرسول صلى الله عليه وسلم
{ يأتين يوم القيامة منجيات ومقدمات ، وهن الباقيات الصالحات } والباقيات الصالحات أي : التي يبقى ثوابها ، ويدوم جزائها وهذا خير أمل يأمله العبد و أفضل ثواب .
وقد وردت كلمة الباقيات الصالحات في القرآن الكريم في موضعين في قوله تعالى {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}الكهف 46
وفي قوله عز و جل {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا} مريم 76.
* ف سبحان الله هو تنـزيه لله عن كل نقص ، ومباعدته عن كل عيب ، وعندما يتحول التسبيح من قول باللسان إلى شعور في القلب إلى فعل في السلوك فيضبط المسلم بالتالي مشاعرة في السراء والضراء ويربطها بمشيئة الله هذه سبحان الله ..
* أما الحمد لله فللحمد معنيان أولهما الشكر لله على نعمائه ، والأخرى الثناء عليه بما هو أهله وهل هناك أولى بالثناء من الله!!!
* وكلمة لا إله إلا الله فهي إحقاق الحق وإبطال الباطل فلا يوجد إله إلا الله واحد هو الله الواحد القهار وبالتالي يضبط الإنسان سلوكه مع الله
فيتوكل عليه ويستعين به ويرجوه ، فالتعلق بغيره عجز والتطلع إلى سواه حمق .
* و الله أكبر فالله أكبر وأعظم وأجل من أن ننشغل عليه بالتوافه بل علينا التقرب إليه بالعبادات و أن تكون نية أي عمل نقوم به هو رضا الله والتقرب إليه فالله أكبر من أي شيء وهو سبحانه ليس كمثله شيء .
1) ومن فضائل هذه الكلمات : أنهن أحب الكلام إلى الله ، فقد روى مسلم من حديث سمرة بن جندب قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم
{أحب الكلام إلى الله تعالى أربع لا يضرك بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله ، ولا إله إلا الله والله أكبر} صحيح مسلم(2137) .
2) ومن فضائل هؤلاء الكلمات : أنهن مكفرات للذنوب فقد ثبت في المسند ، وسنن الترمذي ومستدرك الحاكم من حديث عبد لله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ما على الأرض رجل يقول : لا إله إلا الله ، و الله أكبر ، وسبحان الله , و الحمد لله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، إلا كفرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر} والمراد بالذنوب المكفرات هنا أي الصغائر وفي هذا المعنى ما رواه الترمذي وغيره! عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشجرة يابسة الورق فضربها بعصاه فتناثر الورق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن الحمد لله ، وسبحان الله ، و لا إله إلا الله،و الله أكبر لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة } .
3) ومن فضائلهن أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنهن أحب إليه مما طلعت عليه الشمس أي من الدنيا وما فيها لما رواه مسلم في
صحيحة من حديث أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم {لأن أقول سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس} (صحيح مسلم -2695- ) .
4) ومن فضائلهن – ما ثبت في مسند الإمام أحمد ، وشعب الأيمان للبيهقي بإسناد جيد عن أم هاني بنت أبي طالب قالت : مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أن قد كبرت وضعفت ، أو كما قالت ، فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة فقال { سبحي لله مئة تسبيحه فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل ، واحمدي الله مائة تحميده ، تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليهن في سبيل الله ، وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعد لك مائة بدنة مقلدة متقبلة ، وهللي مائة تهليله - قال أبن خلف الرازي عن عاصم أحسبة قال – تملا مابين السماء والأرض و لا يرفع يومئذ لأحد عمل إلا أن يأتـي بمثل ما أتيت به}،
وتأمل أخي القارئ الفاضل...أختي القارئة الفاضلة ...
تأملوا هذا الثواب العظيم المترتب على هؤلاء الكلمات فمن سبح الله مائة ، أي قال: سبحان الله مائة مرة فإنها تعدل عتق مائة رقبة من ولد إسماعيل ، وخصص بني إسماعيل بالذكر لأنهم أشرف العرب نسباً ، ومن حمد الله مائة أي من قال : الحمد لله مائة مرة كان له من الثواب مثل ثواب من تصدق بمائة فرس مسرجة ملجمة ، أي عليها سرجها ولجامها لحمل المجاهدين في سبيل الله ، ومن كبر الله مائة مرة ، أي قال : الله اكبر مائة مرة كان له من الثواب مثل ثواب إنفاق مائة بدنة مقلدة متقلبة ، ومن هلل مائة مرة أي قال : لا إله إلا الله مائة مرة فإنها تملأ ما بين السماوات والأرض ، ولا يرفع لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتى به .
5) ومن فضائلهن : أنهن غرس الجنة ، روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال{ لقيت إبراهيم ليلة اسري بي فقال يا محمد ، أقرى أمتك مني السلام ، واخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء وأنها قيعان ، غراسها سبحان الله والحمد لله و لا إله إلا الله والله أكبر} و المقصود أن الجنة ينمو غرسها سريعاً بهذه الكلمات! كما ينم و غراس القيعان من الأرض ونبتها .
6) ومن فضائلهن أنهن ثقيلات في الميزان ، روى النسائي في عمل اليوم و الليلة عن أبي سلمه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { بخ بخ – أشار بيده بخمس –ما أثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر و الولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه }
فهذه بعض الفضائل الواردة في السنة النبوية لهؤلاء الكلمات الأربع فالأجدر بنا أخي الفاضل أختي الفاضلة أن نكتسب ونحرص على التنعم بذكرهن و المحافظة و المداومة عليهن في سيرنا وسكوننا وركوبنا و مشينا وفي لحظات الفراغ وفي كل حال عسى ربنا أن ينعم علينا بفضائلهن ويثقل ميزاننا بخيرهن .
نضم للذكر في هذه الأيام ... الاستغفار- الاستغفار - الاستغفار للمسلمين والمسلمات
وكثرة الصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
البرنامج الخامس :
إحياء سنة مهجورة - التكبير-
التكبير أيام العشر كلها . الله أكبر الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
البرنامج السادس :
الصيام
البرنامج السابع :
ختم القرآن الكريم .
ومن الأفضل لو كانت الختمة المفسرة : بحيث تشمل القراءة مع التفسير .
مثل كتاب . زبدة التفاسير
البرنامج الثامن :
صلاة الليل
البرنامج التاسع
مفاتيح الخير :
صدقة جارية ..الدعوة .. توزيع شريط .. نشر فائدة .. الدال على الخير كفاعله .
البرنامج العاشر
الفرص الذهبية :
ابن بيت في الجنة: ... بالمحافظة على السنن الرواتب
ابن قصر في الجنة : ( قل هو الله أحد )اقرأها مثلا كل يوم عشر مرات .
اجعل لك يوما في الجنة ... ( ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة ) .
(إطعام مسكين- تتبع الجنازة- الصيام -عيادة المريض)
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعييين.
لبيك اللهم لبيك.لبيك لا شريك لك لبيك