بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ضرب النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - أروع الأمثلة في الخلق الرفيع وهو يعلم صحابته الكرام - رضي الله عنهم - أجمعين، وإليك هذا الحديث ليكون لك أسوة وقدوة عند ممارستك لمهنة التربية والتعليم.
فمن النماذج الرائعة التي تأثرت بخلق النبي - صلى الله عليه وسلم -وحَفَزَهُم حسن معاملته، معاوية ابن الحكم السلمي- رضي الله عنه - حيث قال: ((بينما أن أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -إذ عطس رجل من القوم فقلتُ: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم فقلتُ: واثكل أُميِّاه، ! ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني))، قال: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» رواه مسلم.
إن المسلم بحاجة ماسة إلى التمثل بهذه الأخلاق النبيلة المؤثرة في النفوس في تعامله مع أبنائه وتلاميذه ومن حوله، فالرفق وبشاشة الوجه وحسن الخلق، واحتمال الأذى، ومعاملة كل شخص بما يناسبه وغيرها من ضروب المعاملة الحسنة مما يدعوا إلى قبول ما يأمر به ويدعوا إليه بل محبته والإحسان إليه.
وهنا يحسن التنبيه على ضرورة التحلي بالأخلاق الحسنة والتأكيد على فضلها، وبيان أثرها في النفوس.
وقال - صلى الله عليه وسلم -في الترغيب بحسن الخلق في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - «إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقاً» رواه البخاري.
وعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال: «إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه» رواه مسلم.
فبالخلق الحسن يستطيع المسلم أن يكسب احترام الآخرين ومحبتهم وبالتالي يسهل عليه تعليمهم وتربيتهم وتوجيههم.