بتـــــاريخ : 12/28/2008 5:11:49 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1036 1


    يخربون بيوتهم ببنادقهم !

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.midad.me

    كلمات مفتاحية  :
    دعوة كلمة سياسة

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    ما يحدث في غزة من اقتتال داخلي واشتباكات مسلحة بين عناصر فتح وحماس، لا ينتمي لا إلى "العهد الصفوي" ولا إلى "الحقبة الأمريكية" ولا إلى "الزمن الكولونيالي"، إنه طابع آخر ووجه آخر من الفشل، أو بتعبير أدق غير مموه ولا مغلف، لسنا مؤهلين لإدارة أنفسنا بنفسنا، نحن أولو بأس في الاقتتال، وأولو تخبط في الحكم والسياسة.

     

    في لبنان والعراق، أُريد لنا أن نصدق بأن ما يجري هو نهاية "الحقبة الأمريكية" وصعود جديد لـ"العهد الصفوي"، وفي فلسطين، عن أي حقبة أو عهد نتحدث!

     

    كفانا ولعا بالحقب والدورات الزمنية وإحياء العهود البائدة، ماذا نسمي ما يجري اليوم في شوارع غزة على مرأى ومسمع العالم؟ هل هو من صميم الانقسام السني الشيعي، كما بشر به المستشرق الصهيوني برنارد لويس، أم هو ساحة صراع خلفية بين واشنطن وطهران؟

    هكذا نحن، نفشل في إدارة أوضاعنا وخلافاتنا، ثم نرمي به بريئا. وننسج خيوطا من وحي التخمينات والتأويلات ونقيد بها تفكيرنا وعقولنا.

    هكذا نحن، نتغذى دائما من الشعور بالظلم، ونعلق آمالنا بمخلص، يعيد لنا حقنا المسلوب ومجدنا الضائع، رغم أن كثيرا من المآسي صنعتها أيدينا. وكل ما فعلناه اليوم أننا قدرنا على تشكيل "محور الخوف"، وأظنه التعبير الصادق عن هواجسنا. الخوف يتملكنا، ويصنع حراكنا، السعودية خائفة ومصر خائفة وسوريا خائفة والأردن خائف، وفتح خائفة وحماس خائفة، الكل يخاف من الكل، وإيران وأمريكا تصدران الخوف إلينا، ليتعلق هذا بطهران وذاك بواشنطن، ودب فينا داء الأمم من قبلنا، الانقسام وإضعاف بعضنا البعض، والتنازع على الحقائق والأوهام على حد سواء.

    في لبنان، انتكست تجربة التعايش السلمي، وأثبت مرة أخرى أنه لا يمكنه أن يتحرر من عهد الانتداب، أيا كان جنسه وشكله، وفي فلسطين، تحقق لإسرائيل ما لم يتحقق لها من خمسين سنة، التقاتل بين "الإخوة الأعداء"، بما "أنقذ" الاحتلال، إلى حين، من ورطة بؤس داخلي سياسي وعسكري، وفي العراق، يتعرض النسيج الاجتماعي والمذهبي العراق لشروخ قاصمة، بما لم يعرفه تاريخ العراق من قبل، ما "خفف" على الاحتلال بعض الأعباء، وأتاح له فرصة ذهبية لإدارة الصراع الداخلي وإطالة أمده.

    متى نتحرر من منطق ولغة وسياسة وعقدة المحاور، ويتقوى بعضنا بأطراف ضد البعض الآخر. إنها المخاوف والهواجس تغذي حراكنا أكثر من أي دافع آخر، بعض هذا الخوف، حقيقي وبعضه وهمي وبعضه الآخر مبالغ فيه.

    وآن لنا أن نتحرك من رصيد معرفي ونضج وعي واطلاع واسع وعميق، وقد فشلنا في إدراك هذا، فضلا عن تحقيقه، وأستغرب ممن رشح اللبراليين لمهمة التشخيص والانطلاق الواعي، وهم في كل مرة يضخون مفاهيم ومقولات لم تزد الوضع إلا غموضا وتعقيدا.

     

    كلمات مفتاحية  :
    دعوة كلمة سياسة

    تعليقات الزوار ()