يا نفس، لا تقنطي من رحمة الله وتُعظِّمي ذنوبك، لا تسْتَسْلِمي لليأس وتستمرّي في غلوائك. فمهما تفاقمت الذنوب، وتكاثرت المعاصي، واستحكمت الغفلات، فعفْوُ الله أعظمُ ولا قنوط من رحمة الله ولا بُعْد من الله. فالله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مُسيءُ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها. مادام في العمر بقية فهناك إمكانية توبة، وفرصة استدراك، وعقْدُ عزم لطلب المعالي، والإحسان فيما بقي لكي يتجاوز الله عما مضى.
قال أبو نواس :
يا ربّ إن عَظُمت ذنوبي كثرة فلقد علمتُ بأنَّ عَفوكَ أعظمُ
إن كان لا يرجوك إلا مُحسنٌ فمن الذي يرجو ويدعو المجرمُ
مالي إليك وسـيلةٌ إلاَّ الرجـا وجمـيلُ عفوك ثم أني مسلـم