بتـــــاريخ : 1/4/2009 4:19:03 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 608 0


    نزول الرحمة

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : www.mor3ben.com

    كلمات مفتاحية  :
    نزول الرحمة

    إن الحمد لله أحمده تعالى و أستعينه وأستغفره وأعوذ بالله تعالي من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } آلعمران_الآية:102
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } النساء_الآية:1
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ¤ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }الأحزاب_الآية: (70 ، 71 ) .

    أما بعد ...
    فإن اصدق الحديث كلام الله تعالى و إن خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم و إن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار. ثم أما بعد،
    فأخوتي في الله ،،،



    أسأل الله جل جلاله الرحمن الرحيم أن يرفع البلاء عن المسلمين في غزة،
    اللهم ارفع البلاء عن المسلمين في فلسطين،
    اللهم إنا نسألك أن تنتقم من اليهود، اللهم اهزمهم،
    اللهم أنزل عليهم في هذه الساعة بلاء من عندك تشغلهم به عن المسلمين،
    اللهم انصر المستضعفين من المسلمين، اللهم إنا نسألك أن ترحم المسلمين.. رحماك بفقراء المسلمين،
    رحماك بنساء المسلمين، رحماك بضعفاء المسلمين، رحماك بهم فإنهم حفاه فاحملهم، عراة فاحمهم،
    اللهم إنك تراهم.. أعلم بنا منهم، أرحم بهم منا،
    اللهم كن لهم ولا تكن عليهم، وامكر لهم ولا تمكر بهم، وانصرهم ولا تنصر عليهم، اللهم ارفع عنهم هذا البلاء،
    اللهم أنقذهم، اللهم نجهم، اللهم احفظهم، اللهم احمهم، اللهم ادفع عنهم، اللهم دافع عنهم،
    اللهم إنا نسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تنزل عليهم الليلة رحمة من عندك تغنيهم بها عن من سواك.. آمين.



    أما بعد.. فأخوتي في الله ،،،

    لا أدري ماذا أقول.. وإخوة لي يقتلون ويعذبون، ولا يجدون من دون الله ولي ولا نصير؟، ماذا أقول والقلب يتمزق والعقل يتشتت؟
    ما الذي أستطيع عمله لأجلهم؟
    هو سؤالي كما هو سؤالكم؛ فإنما أنا منكم، فإذا قلت أنك تتحرى شوقًا لتذهب إلى هناك، فإياك أن تظن أنك أفضل مني!، أو أنك تشعر بهم أكثر مني!، بالعكس فحسن ظنك أن تقول أنني أيضًا أشتهي أن أنصر، أشتهي أن أفعل شيئًا، ولكن الله شهيد أننا مكبلون هو سبحانه وتعالى يرى الدنيا بأجمعها.

    إخوتي في الله ،،،
    ما زلنا نتساءل ، ماذا نصنع ؟ ولا يأخذنا الحماس الوقتي والانفعال غير الشرعي لأن نتخيل أن بإمكاننا أن نصنع شيء ونحن متقاعسون عنه..
    إننا بحاجة إلي أن نتساءل قبل أن نذهب إلي هناك:

    هل ما نزل على إخواننا هناك بأيدينا من كسبنا؟

    الإجابة: نعم.. هو من أيدينا ومن كسبنا، سواءً أيديهم هناك أو أيدينا نحن كأمة، الأمة كلها، فإذا كانت الشعوب غير قادرة أن تصنع شيئا فتكون معذورة عند ربها.. فالحكومات ليست معذورة؛ فهي تملك كل الإمكانيات وكل الطاقات أن تصنع شيئا ، فليصنعوا شيئا يطفئ غضب الشارع .
    فالشاهد أنني أريد أن أقول أن هذا الذي يجري بما كسبت أيدينا؛ إنها قضيتنا جميعا نحن المسلمين، فالحرقة التي نحن فيها اليوم.. نحن السبب في استمرار هذا الحال..
    إنني كلما أقول لأحد عليك بالدعاء.. يقول: إننا ندعو طول عمرنا، ولم يستجب لنا!
    فهذا خطأ: أن نقول أننا ندعي طول عمرنا وماذا حدث بالدعاء؟!
    لم يستجب لك لأنك غير صالح، لو كنت رجلا صالحا لأستجيب دعاؤك.. كن صالحا، لا يكن كل واحد منا - كما قلت في أصول الوصول إلي الله - يريد أن يفر إلي الله على شرط نفسه لا على شرط الله..
    لا.. إنما ينبغي عليك أن تأتي إلي ربنا كما يريد هو ليس كما تريد أنت
    بعض الناس يريد أن يجاهد مثلما يريد..! فيذهب ليقتل في سبيل الله فقط!
    لا.. بل قد يكون جهادك هو جهاد نفسك الآن؛ ينبغي عليك أن تأتي إلي ربنا كما يريد هو ليس كما تريد أنت.
    لذلك تعالوا نعيش القصة من أولها:
    قصة احتلال فلسطين
    قصة التقسيم.. ولماذا احتلت من الأول؟
    كيف حدثت قصة فلسطين؟ ولماذا؟ و متى؟ و إلي متى؟

    نحن نحتاج أن نعرف هذه القصة ونعرفها لأولادنا حتى لا تضيع مصر و لا تضيع الأردن ولا تضيع سوريا وحتى لا تضيع لبنان مثلما نكبت فلسطين ، نحتاج أن نفهم..
    سبحان الله العظيم.. رأيت الليلة شبابا كثيرين يلعبون في الشارع بالكرة.. فقلت لنفسي: ألم يسمعوا الأخبار؟! ألم يروا ما حدث؟! كيف يلعبون كرة؟! ففوجئت بأكثر من ذلك أن كثيرين من الأمة لا يدري أحدهم بما يحدث للأمة الآن من استئصال شأفة المسلمين في غزة!
    وهنا أحب أن أأكد فأقول: لن تضيع القدس، كان منذ عشرة أو خمسة عشر سنة درس بعنوان هل ضاعت القدس؟
    الحقيقة لم تضع القدس و لن تضيع القدس، هذا يقين عندنا ، برغم هذا السواد الذي تراه..
    ومناسبة الكلام عن القدس في وقت نزف الدماء في غزة:
    أنني أحبتي في الله أحب أن ننظر لجذر المأساة وعمقها، لا ظاهرها وسطحها
    لذا.. فأحب أن أقرر أولا أن الدم عندنا أغلى من الأرض، وتعلمون حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم" رواه الترمذي، وصححه الألباني
    وتعلمون كلمة ابن عمر - رضي الله عنه - لما نظر للكعبة وقال: "ما أعظم ما شرفك الله وكرمك وللمؤمن عند الله أعظم حرمة منك"
    لكنني حين أتكلم عن القدس رغم توجه عواطفنا إلى غزة الجريحة - فرج الله غمنا فيها وبشرنا بنجاتها - فإنني أريد أن آخذ بأفهامكم إلى سبب المأساة وجذر الشر الذي في قلوب يهود، الذي وصل بنا إلى هذا، والذي لن ينفك عنا بقي يهود
    فآلامنا في غزة.. بسبب عقيدة يهود في القدس، وآلامنا في غزة.. بسبب تغييب العقيدة عن قضية القدس
    لن تضيع القدس!
    وبالطبع لا أقصد .. ناموا لأنها لن تضيع!! وبالطبع لا أقصد اتركوا الجهاد لأنها لن تضيع!!
    وإنما لا تيأسوا من روح الله.. لا تقنطوا من رحمة الله.. لا تفتروا عن الرغبة في الله..
    وأقصد في نفس الوقت: لا تتعجلوا إرادة الله.. لا تتخطوا سنن الله.. اسلكوا سبيل الله في سبيل نوال نصر الله..

    إننا في حدث عظيم، والأمة تحتاج إلى تثبيت لمواجهة الأحداث، ونحتاج أن نبني القدس في قلوب أبنائنا

    ولابد أن نفهم أن قضية فلسطين ضاعت عندما أخرج منها الإسلام وأصبحت قضية وطنية وقومية وعربية، ضاعت لأننا نواجه يهود أصحاب عقيدة (عقيدتهم أن هذه أرض المعارك)، فلو لم نلقاهم بعقيدة فسينتصروا علينا؛ هذه سنة كونية، فالعقيدة يجب أن تواجه بعقيدة، فسُنة الله جل جلاله في خلقه أنه عند حرب العقائد لابد أن تنتصر العقيدة.
    الشاهد: أن من يريد أن يذهب إلى هناك، هل يظن أن الواجب أن نذهب وأنا لم أذهب؟!!، فهذا لا نستطيع فعله، لماذا؟ لأنك لا تستطيع الوصول إلى هناك، وإن وصلت فإلى من تصل؟.. وماذا تفعل؟.. أم ستكون عبء عليهم؛ ليبحثوا لك عن ملجأ وأكل وشرب، أم ماذا تكون؟.. هذه هي القضية.
    فليست القضية بالحماس فقط، ولكن يجب أن تفهم ماذا ستفعل؟، فعليك أن تفر إلى الله على شرع الله، يجب أن تفهم شرع.
    لذلك إذا قلت لي الآن:
    ماذا نستطيع أن نفعل؟
    فعليك بالدعاء، ومن يستطيع فعل شيء فليفعله، من يستطيع أن يرسل لهؤلاء الناس أي شيء يرسله ويوصله، من يستطيع فعل شيء فليفعله، لكن بدون تهور أو اندفاع، فلك نفس واحدة ضعها في أفضل أماكنها.
    وأريد أن أعود إلى قضية:
    هل حقًا ضاعت القدس؟
    في بعض الجرائد والبحوث والمجلات وفي بعض قنوات التليفزيون يكررون قول أن القدس قد ضاعت وانتهى أمرها كما انتهى أمر الأندلس من قبل، وذلك بعد أن تكشفت أبعاد خطورة الخطوة الأولى في إقرار بناء مستوطنة يهودية في القدس الشرقية، و تناست هذه الأوساط العلمانية غيرها الذين يناقشون هذه القضية أنه على مدى قرون طويلة كانت هذه الإعلانات تنفخ في الدعاية الكاذبة وتتاجر في قضية القدس، تحت مسميات مختلفة كانت الأمة خلالها تخدر بالوعود الوهمية.
    ذكرت قديمًا أن قضية القدس هذه مثل حصان طروادة، وقصة حصان طروادة أنهم أحضروا حصان خشب وملئوه من الداخل بجنود، فالشكل من الخارج حصان، ومن الداخل غزو واحتلال. وإيران اليوم تتبنى قضية القدس، وقضية القدس هي قضية أهل السنة، وهم يقتلون أهل السنة، وعصمة دماء أهل السنة هناك في إيران والعراق أولى، لكنهم يهتمون بقضية بيت المقدس لإثارة الحماس؛ لأن كل المسلمين اليوم متحمسين، فركوب موجة الحماس اليوم لكل من يريد أن يستغلها فيستغلها، لذلك أقول لك لابد أن تسلم قلبك وعقلك للمؤتمنين على دينك، لا تقول أن هؤلاء المشايخ انهزاميين، فليس الأمر كذلك فأنا أنظر إلى مصلحتك أي إلى المصلحة الشرعية، هذه هي السياسة الشرعية وفقه المسألة بالخبرة في الحياة والخبرة في الواقع والخبرة في الدين.
    فالخبرة في الحياة على مدار التاريخ، والخبرة في الواقع الحاصل هذه الأيام، والعلم بالدين، هذه الخبرة الصحيحة وليس الحماس فقط، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا }البقرة_الآية:246، فهؤلاء عندهم حماس ويريدون أن يقاتلوا {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ} البقرة_الآية:246... لماذا؟، لأن الحماسة وحدها لا تكفي، الشاهد: أن الكلام كثير ومن يريد أن يتكلم فليتكلم، لكن... أين الحقيقة؟
    التهويل الذي نسمعه من جهاد وغيره، مثلما سمعناه قديمًا أنهم سيرمون إسرائيل في البحر، "ونحرر كل شبر من الأراضي العربية"، "سوف نحرر كل بوصة وكل حبة رمل"، النضال من الدم العربي إلى أخر هذا الكلام الفارغ الذي ظللنا نسمعه السنين الماضية، نسمع ضجيجًا ولا نرى طحينًا. هذه هي الحقيقة.. ظللنا نعيش هذه الجعجعة والأذى معًا، ولا نرى شيء، والآن اتضحت الصورة وظهرت المفاجأة وانكشفت الحقيقة أنه لا سبيل إلى تحرير القدس من هؤلاء أصحاب الجعجاعات إلا بالغناء.. بالأغاني والأناشيد والطبل، عالم الخيال والمال والمتاجرة بالقضية.
    ومازال السؤال مطروحًا.. سؤال من قلوب مكلوبة تريد أن تعرف الحقيقة:
    هل ضاعت القدس؟
    أيها الإخوة ،،،
    تعالوا لنقرأ التاريخ ونستطرد الواقع لنعرف الحقيقة، ونجيب على هذه التساؤل بوضوح ودون مواربة، ولكن بادئ ذي بدء.. وبداية الأمر أن استدعاء حقائق التاريخ القريب تبين لنا بوضوح أن هناك جريمة كاملة ارتكبت بإبعاد الإسلام عن المعركة، حدث ذلك ولكننا مازلنا مُصرين على كلمة الهالك موشي ديان: "أن العرب لا يقرؤون، وإذا قرءوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يعملون"، ولا نملك إلا أن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الشيطان صدقك وهو كذوب"رواه البخاري. فالعرب بغير الإسلام لا شيء، الإسلام وحده هو الذي يربيهم ويزكيهم ويقويهم ويزرع فيهم العزة والمسئولية، وصدق عمر: "كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله" وتأمل "..أذلنا الله" فالكلام ليس للأعداء، لا.. بل نحن.
    ابتغى العرب في عصوره المتأخرة العزة بعيدًا عن هذا الدين، ابتغوها في القوميات وفي الوطنيات، ابتغوها في الانتماءات المباشرة وغير المباشرة، الانتماءات البائدة والفاسدة، فماذا كانت النتيجة؟ ... الذل للمعسكر الشرقي، ثم للمعسكر الغربي ثم للانفتاح، لا توجد كلمة أبلغ من هذه الكلمة "مهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله".
    القدس التي يبشرون بضياعها، ويرددون النغمة على اليأس من رجوعها، هذه المدينة المقدسة اختزلت تاريخًا من الذل العربي في ظل الرايات غير الإسلامية، إذا كانت قضية فلسطين هي القضية المحورية للمسلمين في الزمن الحاضر المعاصر، فإن قضية القدس هي محور هذه القضية ومركزها، فهي مركز المركز، ومحور المحور، القدس.. وما هذا إلا أن تلك المدينة هي أقدس مدينة على ظهر الأرض بعد الحرمين الشريفين، استمدت قداستها من وجود بيت المقدس فيها.. المسجد الأقصى.. ذلك المسجد الذي بارك الله حوله، ولكن لكي نتذكر كيف اختصر الصراع في مدينة القدس، تعالوا نرى أبرز المحطات على مدار التاريخ حيث كان الأعداء دائما يمثلون الفعل ونحن نمثل الكلام، رد الفعل بكلام.. الأقوال العشوائية والارتجالية والحماسية والخطابية.
    تعالوا نذكر القصة من الأول:
    •  
    • في 29 نوفمبر 1947م: صدر قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، كان أساس التقسيم إنشاء دولتين عربية ويهودية ضمن حدود جغرافية معينة، شمل القرار أحكام خاصة لمدينة القدس، حيث جعلت مدينة القدس تحت قرار دولي لمدة عشر سنوات، تسند إدارتها إلي مكتب تابع الأمم المتحدة يرأسه حاكم غير عربي وغير يهودي، رفض العرب القرار واكتفوا بالرفض واستمر اليهود يعملون.
    •  
    - ماذا فعل العرب عندما صدر القرار؟
    - رفضوا
    - وماذا أيضا؟
    - فقط.
    - ماذا فعل اليهود؟
    - بدئوا يعملون.
    •  
    • في 15 مايو 1978م: استغل اليهود رفض العرب قرار التقسيم، وأعلنوا من جانب واحد قيام الدولة اليهودية إسرائيل على القسم الذي فرضته الأمم المتحدة لها، ودخلت الجيوش العربية حربًا لم تستعد لها مع إسرائيل، وانتهت الحرب بهزيمة الجيوش العربية، واستمر اليهود يعملون والعرب يخطبون.
    •  
    •  
    • في عام 1949م: تقدمت الدولة اليهودية بطلب عضوية للأمم المتحدة، فوعدت بالقبول بشرط أن تقر بالوضع الخاص بالقدس، وتعهدت إسرائيل وبموجبه قُبِلت، واستمر اليهود يعملون.
    •  
    •  
    • في مارس 1949م: صدر القرار بقبول إسرائيل عضو في الأمم المتحدة، ولم تلبث الدولة اليهودية أن أعلنت رفضها توحيد القدس، وقسمتها إلي شرقية للعرب وغربية لليهود تحت قيادة دولية، ولم تكتفِ بهذا الرد نظريًا بل سارعت عمليًا وأصبح فرض واقع فنقلت بعض مصالحها إلى مدينة القدس، وشجب العرب وهكذا ظل اليهود يعملون والعرب يتكلمون.
    •  
    •  
    • في 13 يناير 1950م: أعلنت إسرائيل القدس الغربية عاصمة لها، وظل المجتمع الدولي ينظر إلى القدس الشرقية على أنها أرض محتلة بينما ينظر إلى اليهود على أنها أرض يهودية إسرائيلية محررة، واستولى اليهود في العام نفسه على 40% من أرض القدس وأقاموا عليها مستعمرات ومستوطنات يهودية.
    •  
    •  
    • في يوليو 1979م: أعلن (مناحل بيجين) أن القدس الموحدة شرقية وغربية هي العاصمة الأبدية لإسرائيل، ووصل عدد اليهود في القدس الشرقية 19000يهودي.
    •  
    لا تغضبوا مني، فهذا هو الواقع، وهذا هو الفرق بين ناس تعمل وألف مليون مسلم أو أكثر يتكلمون، أنا أقول لأخوتي وأحبتي الذين ينتقلون من قناة إلي قناة بحثًا عن الأخبار ليتابعها ويرى الصور: وماذا بعد ذلك؟، وأنا لا أمنعك من متابعة الأخبار ومعرفتها، لكن اعرف الخبر مرة وليس كل ساعة، فلا يكون كل وقتك لسماع الأخبار وتحليلها وتناقلها، فبدلاً من سماع نفس الخبر أكثر من مرة ساعة تستطيع أن تقرأ جزء قرآن أو تدعي، أو تصلي ركعتين وتدعي،اعمل شيء في هذا الوقت فتنفع وتفيد.
    نعود لإكمال القصة:
    •  
    • في عام 1990م: وهذا الكلام واليهود يهاجرون من جميع أنحاء العالم ويكثر عددهم ويشترون الأراضي، ويشترون البيوت، ويشترون الناس، والنفوس، ويشترون السكوت، والعرب يشاهدون، الدول العربية والإسلامية يشاهدون تحت أعينهم وأنظارهم الخونة من العرب الذين يبيعون أنفسهم لليهود ولا أحد يتحرك.
    •  
    وفي نفس العام صودرت عدة ألاف لتوسيع الأحياء القديمة لليهود وبنوا مطار دولي.
    •  
    • في آخر عام 1992م: بلغ مجموع سكان القدس 555000، منهم 155000فلسطيني، و 400000يهودي، ولا يحصل الفلسطينيون إلا على 5% من موازنة البلدية (بلدية القدس).
    •  
    •  
    • في 13 ديسمبر 1993م: اتفقت إسرائيل مع منظمة التحرير فيما سمي بإعلان المبادئ إلي تأجيل موضوع القدس إلى ما بعد عامين.
    •  
    •  
    • في ديسمبر 1994م: أقر اليهود قانونًا يمنع السلطة الفلسطينية من نشاطها داخل القدس، وقال وقتها شيخنا الشيخ محمد إسماعيل: "أين القدس؟ في الاتفاقية".
    •  
    •  
    • في مايو 1995م: أمر اليهود بإخلاء عدد من المؤسسات الفلسطينية الموجودة في القدس، واستولى اليهود على أربعة ألاف وأربعمائة بهدف الاستيطان، وتولى رئيسهم حين ذاك عليهم لعنة الله جميعا الإشراف على هذا.
    •  
    - في نهاية 1995م: لم يبق للفلسطينيين في القدس إلا 21% من الأرض، أغلبها مناطق جبلية وعرة لا يصلح فيها السكن والمعيشة إلا على 4% فقط، واتخذت الدولة اليهودية في تلك الأثناء أربعة قرارات مهمة تتجه نحو:
    - تهويد القدس .
    - تحويل الإدارة البلدية من عربية فلسطينية إلي إدارة يهودية.
    - تحويل النظام القضائي من نظام شرعي إسلامي إلي نظام يهودي.
    - تحويل اللوائح والقوانين والإجراءات إلي الطابع اليهودي.
    - تغيير أسماء الشوارع والطرق والساحات العربية وتسميتها بأسماء صهيونية.
    كل هذا يحدث وأنت في وقتها كنت نائم ولا تدري بشيء، والدنيا كلها من يعرف ساكت ومقر ، القضية ليست قضية اليوم هذا عمل منذ مائة سنة.
    - في عام 1996م: جاء موعد موضوع القدس في المفاوضات المؤجلة وكانت إسرائيل تعمل، كان اليهود يعملون أسرعوا قبلها في تغيير وضع القدس، حتى قال أحد هؤلاء اليهود المجرمين: "الآن يستحيل على عرفات أن يزعم أن القدس الشرقية عاصمته، إن تقسيم المدينة من جديد سيُعد أمرًا مستحيلاً"، أصدروا وقتها 23 قرار باستيطانه خلال شهور أيام حكومة النتن .
    - في 1997م: بعد أن كاد ابتلاع القدس الشرقية يكتمل بدأت إسرائيل بالاستيلاء على مناطق أخرى محيطة بالقدس، فجاء قرار الاستيطان في منطقة جبل أبو غنيم تحت إشراف يهودي خاص، جبل أبو غنيم هو الطريق الذي يصل بين القدس الشرقية وبيت لحم، مستوطنة يهودية تسع 25000يهودي وظلت إسرائيل تعمل، ظل اليهود يعملون وظل العرب والمسلمون في غفلة.
    و الآن السؤال:
    هل ضاعت القدس إلي غير رجعة؟
    الإجابة : لا ولن، الحفريات التي أسفل بيت المقدس والحفريات التي حول بيت المقدس ومنع دخول الأقل من أربعين سنة، رغم كل هذا وكل المؤشرات التي تراها.. فلن تضيع القدس ولن يستمر ضياعها، أؤكد لك بيقين لن يستمر ضياعها.
    رغم كل مظاهر القتامة والعتامة التي توحي بها مشاهد الحاضر المهزوم والمستقبل الغامض،
    رغم تكدس معالم الفشل العربي سياسي وعسكري وعقائدي وقانوني،
    رغم كل هذا فإنا نرى من وراء ذلك فتحًا قريبًا.
    فتحا قريبا توهجت أنواره لتكشف عن رايات أمل تخطو في سماء مدينة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وليس هذا تحدثا من منطق السياسة القاصرة، ولا من منطق خرافة ذاهلة، ولا من منطق الأمل البعيد، ولكن هو من معطيات الواقع المرير باستقراء كتاب ربنا تغرسه فينا أهل الإسلام هذا الرجاء القوي.
    فحقائق الوحي وهدايات النبوة الخاتمة تقول.. لن تضيع القدس.. لن تضيع.. نعم.. لن تضيع؛ لأن الله الذي كرمها بسكن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لن يديمها سكنى لقتلة الأنبياء عليهم الصلاة و السلام، الأرض التي كانت لها شأنها وقداستها في الزمان الأول سيطل لها الشأن والقداسة في الزمان الأخير، ذلك لأن قدسية المكان لا تؤثر فيها ظروف الزمان، ظروف الزمان لا تؤثر في قدسية المكان، بل لقد علمنا من أخبار نبينا عليه الصلاة والسلام أن هذه الأرض سوف تكون موئلا لأهل الإيمان كلما تقارب الزمان.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بينما أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته ببصري فعمد به إلي الشام ألا و إن الإيمان حيث تقع الفتن بالشام"رواه أحمدوالطبراني .
    صدِّق يا مسلم.. هذه الفتن الواقعة الآن هي محل الفتح إن شاء الله.. ليس لأنني أقول هذا ولكن لأن رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى، فهو الذي قال هذا. وهذا الفتح لا يأتي بالكلام ولا باستفراغ هذا الغيظ الذي يملأ قلوبنا والحرقة التي تملأ قلوبنا من اليهود لعنهم الله، فنحن لا نخرج هذا الغيظ الذي في قلوبنا في جعجاعات وكلمات، إنما يخرج في وقته كما ينبغي.
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله وعلى أبواب بيت المقدس و ما حوله لا يضرهم من خذلهم ظاهرين على الحق إلي أن تقوم الساعة"ضعيف ، صححه الألباني.
    خذ السؤال و الإجابة:
    هل ضاعت القدس؟.... لا لم تضع.
    هل ستضيع القدس؟... لا لن تضيع.
    ماذا أفعل؟...... أصلح نفسك وأهلك، وعلم أولادك هذه القضية إن الذي بيننا وبين اليهود ليست القدس وحدها وليست فلسطين وحدها وإنما بيننا وبينهم قول ربنا: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ}المائدة_الآية:82 ، فعداوتهم دائمة وباقية إلي يوم القيامة لن تنتهي.( أسأل الله أن ينتقم منهم، أسأل الله جل جلاله أن ينزل رجزه وعذابه عليهم، اللهم أستأصل شأفتهم ، اللهم أبد خضرائهم )
    كيف نستنزل رحمة الله لنُرحم؟
    قال الله سبحانه وتعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ}الرعد_الآية:30.
    وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ}الإسراء_الآية:110،
    وقال: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ }الملك_الآية:20 ،
    فالرحمن رحمته واسعة.. رحمته كبيرة، قال تعالى : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ }الأعراف_الآية:156، الرحمة اختصاص {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ }الأنعام_الآية:133.
    أقول بداية أنني أنا وأنت نحتاج الدعاء مثل الناس الذين يقتلون هناك، نحتاج أن يرحمنا الله؛ لأن الإحساس قاتل أن تشعر بأنك مكبل ولا تستطيع أن تعمل شيء، لست قادرًا على فعل شيء، وليس مسموح لك أن تفعل شيء، فلذلك نحن محتاجين أن ندعو لأنفسنا ليفك الله أسرنا ويفرج عنا، و يستجيب دعاءنا، ويجعل لنا فرجًا ومخرجًا قريبًا عاجلاً غير آجل، ويفتح لنا وللمسلمين فتحًا قريبًا عاجلاً غير آجل، فتحًا يذهب غيظ قلوبنا.
    كيف استجلب رحمة ربنا؟
    كيف تنصر إخوانك في فلسطين؟
    1- الولاء والبراء
    قال سبحانه وتعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ } التوبة_الآية:71.
    {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} أول شيء تولي المؤمنين.. الولاء والبراء.. البراءة من الكفار، فكره اليهود دين، كرههم دين، انك تكرهم وتعاديهم باطنا وظاهرا، المقاطعة نعم.. ولكن أهم من المقاطعة للبضائع والمنتجات، مقاطعة الفكر اليهودي والربا والزنا، كانت فتنة بني إسرائيل في النساء.. وهذه الفتنة الآن موجودة في بيوت المسلمين، طريقة الحياة الغربية التي استعلى فيها الشهوات، هذا كله نحتاج إلى أن نتخلص منه، فهذا هو الولاء و البراء، نحتاج أن نتميز ونقف على أرجلنا ونقول نحن مسلمين.
    2- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} لابد أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر بأيدينا في ولايتنا، انظر إلى التوصيف الشرعي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تغير بيدك ما هو موجود في ولايتك (زوجتك وأولادك وأخواتك الذين في ولايتك وتحت أمرك)، إذا كنت مدير في عملك، أو صاحب عمل، أو صاحب مصنع ... فبما تستطيع فيه لابد أن تغير المنكر فيما هو في ولايتك، لأن تغيير المنكر إذا تبعه منكر أكبر منه يحرم تغيره وهذا باتفاق العلماء، لذلك فغير المنكر بيدك وإن لم تستطع فبلسانك، وهكذا الأمر بالمعروف بمعروف والنهي عن المنكر بمعروف بكل طاقتك.
    3- إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة
    قال صلى الله عليه وسلم:"يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب"ذكره ابن ماجه، من مسند زياد، بإسناد صحيح
    أي يبهت.. مثل ثوب عليه نقوش بهتت، كذلك الإسلام يبهت، الإيمان يبهت والصلاة تبهت، فليست هذه الصلاة التي تصليها مثل صلاة سيدنا النبي، والزكاة بهتت، فتجد البعض يتساءل هل أطرح الضرائب من نقود الزكاة، ومن تداين مني مال ولم يرده هل أخصمه من نقودالزكاة، فالزكاة بهتت. لذلك عليك أن تقيم الصلاة، قال تعالى:{ َيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ }ولم يقل يؤدون الصلاة ولا يصلون { َيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } لم يقل يؤدون ولا يدفعون ولا يعطون بل يؤتون.. بل عليك إيتاء الزكاة.
    4- طاعة الله ورسوله
    { يُطِيعُونَ اللّهَ } فالأصل في الدين.. والقاعدة الكلية في الحياة أنك مطيع لله ورسوله، هذا هو الأصل أنك مطيع ومستسلم فإذا أذنبت فتب، فهذا هو الأصل أن تكون على عهد الله ووعده على قدر المستطاع. {وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ} طاعة الرسول أصل في استجلاب الرحمة، الرسول سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم طاعته{ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } النور_الآية:56، قال سبحانه وتعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ }الحديد_الآية:28 ، الإيمان بالرسول وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
    5- التقوى
    والتقوى أن تجعل بينك وبين الحرام وقاية تقيك منه، التقوى مع الورع، قال سبحانه وتعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } يس_الآية:45.
    الورع كما يعرفه الشيخ أبو إسماعيل الهروي في (مدارج السالكين): "الورع تيقن مستقصن على حذر"، أي التقوى بأقصى درجاتها.. بأقصى ما تستطيع. فمن يريد أن يرحم مما نحن فيه فليتق الله، فاتقوا الله يا مسلمين.. اتقوا الله.
    وتجد البعض يسأل إذا فتحت الجرائد وجدت صورة عارية في الصفحة الثانية هل هذا حرام ، فإن قلت له "حرام وزنا، العين تزني وزناها النظر"، تجده يقول: "هل هذا حرام كبير؟"،فانظر كيف أصبحت الأسئلة: "حرام كبير أم حرام صغير؟"..!!!
    6- إصلاح ذات البين
    فلا نريد أن نضحك على بعض، ولا نخادع ربنا، فماذا نفعل؟ أين الأمة؟ أين الأمة إذا كنت أنت وأخوك شقيقك لستم أمة؟!!، فأخي الذي في غزة.. أخي أي مثل ابن أمي و أبي.. أخي المسلم هو أخي الذي في أوروبا وفي أي مكان في الدنيا، فهو أخي.. إخوة إيمانية ربنا عقدها، لذلك قال سبحانه وتعالى في الإخوة الإيمانية {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} الحجرات_الآية:10.
    فيجب إصلاح ذات البين.. فإذا كانت الزوجة لا تريد أن تستسلم لأوامر الشرع لزوجها، والزوج لا يريد أن يستسلم لأوامر الشرع ويراعي زوجته، والابن مع أبوه، والابنة مع أمها، والأخت مع أختها، والأخ مع أخوه، فأين الأمة؟
    نريد أن تكون أمة في بيتك فقط.. أباك وأمك، أخون أمة تتشابك وتترابط وتتكاتف وتصبح أمة تنصر بالرعب بمسيرة شهر عندما نكون أمة.
    7- الصبر و الاحتساب عند البلاء
    قال سبحانه : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ¤ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ¤ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} البقرة_الآية: (155-157). ( إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أخلفنا في مصيبتنا وأجرنا خير منها، إنا لله وإنا إليه راجعو)
    8- الدعاء
    فمن أسباب استجلاب الرحمة أن تكثر من الدعاء. (اللهم هب لي من لدنك رحمة، وارزقنا رحمة من عندك، تغنينا بها عن رحمة من سواك)
    9- الاعتصام بالله
    قال سبحانه وتعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً} النساء_الآية:175. (اللهم أدخلنا في رحمتك برحمتك وأنت أرحم الراحمين)
    10- الإحسان
    قال سبحانه: {إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}الأعراف_الآية:56، قال صلى الله عليه وسلم: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فانه يراك"صحيح ابن ماجة ، الإحسان يا مسلمين ..!
    قال صلى الله عليه وسلم: "كتب الله الإحسان في كل شيء فإن قتلتم فأحسنوا القتلة و إن ذبحتم فأحسنوا الذبح"صحيح _ الإرواء 2231 ، الروض 355 ، صحيح أبي داود 2506 : وأخرجه مسلم .أين الإحسان اليوم في حياة المسلمين؟
    عندما نأتي نزكي شيء أنه عمل متقن يقولوا أنه مستورد!!.. عيب أن يكون الإحسان ليس من صفات وطباع المسلمين!!!
    11- قيام الليل
    قيام الليل يجلب الرحمة، وأقول لمن يجلس ليتابع القنوات والأخبار، ويجلس على الانترنت والشات: "قم الليل في ساعة التنزل الإلهي وأطلب الرحمة أفضل لك"، وأقول لك من يقول أننا منذ مائة سنة ندعو فماذا حدث؟ "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي"رواه البخاري، قد يستجيب الله في هذه الأيام، لا تدري الله تعالى ينزل على اليهود صاعقة، (ربنا يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، ربنا يهدي زعماء و حكماء البلاد الإسلامية والعربية أن يتكاتفون ويقررون شيء يزيل اليهود)
    ادع واطلب أن يجعل الله لنا فرج ومخرج، قال سبحانه وتعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}الزمر_الآية:9 .
    12- سلوك الطريق إلي الله
    من أسباب نزول الرحمة سلوك الطريق إلي الله: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً } المزمل_الآية:19 ، {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ¤ يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } الإنسان_الآية:(30 ، 31 ).
    ختامًا ،،،
    {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِــــــــرَةٌ}.. قد ذكرت و نصحت بما أعلم وفي مقدور طاقتي فما كان صوابا فمن الله، وما كان خطأ فمن نفسي الأمارة ومن الشيطان أتوب إلي الله منه وأعتذر من الله عنه وأنا راجع عن كل قول وفهم يخالف الكتاب والسنة لفهم سلف الأمة تائب إلي الله.
    {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً } من يريد.. خذ سبيلك وأصلح نفسك، أقم دولة الإسلام في قلبك، أقم أمة الإسلام في بيتك، حافظ على البقعة التي تحت قدميك، مر بالمعروف و أنهي عن المنكر، أقم الصلاة وأد الزكاة وقم الليل وتصدق وادع
    { فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً}.. علم أولادك القضية وفهمهم هذه العقيدة في بغض اليهود وعداوتهم ما بقينا
    { فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً }
    {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ¤ يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ }
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين




    للشيخ محمد حسين يعقوب

    كلمات مفتاحية  :
    نزول الرحمة

    تعليقات الزوار ()