حددوا لنا الوضوء من الفرض والسنة؟
فإن الله شرع لعباده الوضوء عند إرادة الصلاة قال -سبحانه-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ [(6) سورة المائدة]. الآية.. فهذا يدل على وجوب استعمال الوضوء الشرعي على ما ورد في الآية الكريمة، وقد فصل النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك بفعله عليه الصلاة والسلام-، فدل ذلك على أن هناك لمن قام إلى الصلاة من الوضوء الشرعي إذا كان على غير طهارة، وهو كما بينه الله: غسل الوجه ثم غسل اليدين مع المرفقين، ثم مسح الرأس، ثم غسل الرجلين، وهذا فرض، .... مرة مرة، والسنة أن يغسل قبل اليدين ثلاث مرات قبل إدخالهما في الإناء كما بينه النبي -صلى الله عليه وسلم- فيغسل يديه ثلاثة مرات يعني كفيه، ثم يشرع في الوضوء، وينبغي أن يقدم التسمية على غسل اليدين، فيقول: بسم الله، قبل أن يغسل يديه، والجمهور على أنها سنة، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوب التسمية مع الذكر، وسقوطها مع الجهل والنسيان لما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام-: (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه). وهو حديث له طرق، وفيها ضعف، لكن مجموعها يدل على أن أصلا، وأنه حسن. فينبغي على من أراد الوضوء أن يسمي الله أن يسمي الله عند بدءه بغسل اليدين، ثم يتمضمض ويستنشق، ثم يغسل وجهه من منابت الشعر من أعلى إلى الذقن من الأسفل، وعرضاً إلى فروع الأذنين، هذا الوجه، يغسله جميعاً، ثم يغسل يديه إلى المرفقين، ومعنى: إلى مع، يعني مع المرفقين، ويدل على ذلك فعله-صلى الله عليه وسلم-، فإنه كان يغسل يديه حتى يشرع في العضد، يعني يغسل المرافق مع الذراع، ثم يمسح برأسه مع أذنيه كما جاء في السنة، وهذا فرض أيضاً، ثم يغسل رجليه إلى الكعبين أي مع الكعبين، ويدل على هذا فعله -صلى الله عليه وسلم- فإنه كان يغسل رجليه حتى يشرع في الساقين؛ كما رواه في الصحيحين من حديث أبي هريرة هذا هو الوضوء المفترض: غسل الوجه مع المضمضة والاستنشاق مرة مرة، غسل اليدين مع المرفقين مرة، مسح الرأس مع الأذنين مرة، غسل الرجلين مع الكعبين مرة؛ هذا المفترض، فإن كرره مرتين فهو أفضل وسنة، وإن كرره ثلاثا فهو أكمل وأكمل؛ كما بينه النبي -صلى الله عليه وسلم- في عمله، ......... ويتمضمض ويستنشق مرة واحدة، وهذا فرض وإن كرر العمل ثلاث مرات فهذا أكمل وأفضل، ثم يقول بعد ذلك: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المطهرين، هكذا جاء الحديث، وهذا السنة بعد الفراغ يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، روى مسلم في الصحيح عن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من عبد يتوضأ فيسبغ الوضوء أو قال فيبلغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيهما شاء). وهذا فضل عظيم، في هذه الشهادة بعد الوضوء، ويستحب أن يزيد: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. لما رواه الترمذي –رحمه الله- بإسناد صحيح عن المغيرة بهذه الزيادة. وبهذا يعلم المفترض من الوضوء والسنة، فالتسمية في أول الوضوء سنة، تكرار المضمضة والاستنشاق ثلاث سنة، غسل الوجه ثلاث مرات سنة ، غسل اليدين مع الوجه مرة هذا فرض تكرارها ثلاث مرات سنة، مسح الرأس مع الأذنين فرض، ولا يشرع التكرار، غسل الرجلين مع الكعبين مرة مرة فرض، تكرار ذلك مرتين أو ثلاث سنة، الشهادة بعد الوضوء والدعاء سنة الدعاء الذكر الذي تقدم ذكره.