كيف يقضي الصلاة من تركها لعدة سنوات؟
الأخ (م.ب) من دمشق في سوريا يقول في سؤاله: هل تكفي سنة الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء عن قضاء الصلوات؟ حيث أنني لم أكن أصلي لعدة سنوات، أم أن على الإنسان أن يقضي هذه الصلوات المفروضة التي ألهاه الشيطان عنها؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
من ترك الصلاة المفروضة عمداً وتكاسلاً وتهاوناً فقد أتى جريمة عظيمة أعظم من الزنا والسرقة وغيرهما من كبائر الذنوب، وهو بذلك يكفر كفراً أكبر في أصح قولي العلماء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) خرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربعة بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) خرجه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، ولأحاديث أخرى في هذا المعنى. فإن ترك الصلاة جحداً لوجوبها كفر بإجماع المسلمين كفراً أكبر، والواجب على من تركها جحداً لوجوبها أو كسلاً وتهاوناً المبادرة إلى التوبة إلى الله سبحانه من ذلك، وذلك بالندم على ما مضى، والعزيمة الصادقة على ألا يعود لتركها، مع المحافظة عليها خوفاً من الله، وتعظيماً له، وأداءً لحقه، ومن تاب توبة نصوحاً تاب الله عليه؛ لقوله سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا، وقوله عز وجل: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له))، وليس عليه قضاء لما ترك من الصلوات؛ لأن التوبة النصوح كافية في ذلك. نسأل الله أن يحفظ على المسلمين دينهم، وأن يهدي ضالهم إلى الحق، إنه سميع مجيب.