بسم الله الرحمن الرحيم
أهل الجنة يلبسون فيها الفاخر من اللباس، ويتزينون فيها بأنواع الحلي من الذهب والفضة واللؤلؤ، فمن لباسهم الحرير، ومن حلاهم أساور الذهب والفضة واللؤلؤ: قال - تعالى -: (وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) [الإنسان: 12]، (يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير) [الحج: 23]، (جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير) [فاطر: 33]، (وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهورا) [الإنسان: 21].
وملابسهم ذات ألوان، ومن ألوان الثياب التي يلبسون الخضر من السندس والإستبرق (يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا) [الكهف: 31]، (عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة) [الإنسان: 21].
ولباسهم أرقى من أي ثياب صنعها الإنسان، فقد روى البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: " أتى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بثوب من حرير، فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا ". (1)
وقد أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن لأهل الجنة أمشاطاً من الذهب والفضة، وأنهم يتبخرون بعود الطيب، مع أن روائح المسك تفوح من أبدانهم الزاكية، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في صفة الذين يدخلون الجنة: " آنيتهم الذهب والفضة، وأمشاطهم الذهب، ووقود مجامرهم الألوّة قال أبو اليمان: عود الطيب ورشحهم المسك ". (2)
ومن حليهم التيجان، ففي سنن الترمذي ابن ماجة عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذكر الخصال التي يُعطاها الشهيد: " ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ". (3)
وثياب أهل الجنة وحليهم لا تبلى ولا تفنى، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه ". (4)
----------------
(1) صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة والنار، فتح الباري: (6/319).
(2) المصدر السابق.
(3) مشكاة المصابيح: (3/358)، ورقمه: 3834، وصحح الشيخ ناصر إسناده.
(4) صحيح مسلم، كتاب الجنة، باب في دوام نعيم الجنة، (4/2181)، ورقم الحديث:2836.