بتـــــاريخ : 1/16/2009 6:33:50 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 851 0


    كسوة أهل النار ولباسهم فيها

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : أسامة كامل | المصدر : www.midad.me

    كلمات مفتاحية  :
    رقائق النار وعذابها

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    قال الله - تعالى -: "فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار" الحج, وكان إبراهيم التيمي إذا تلا هذه الآية يقول: سبحان من خلق من النار ثيابا, وروينا من طريق يحيى بن معين حدثنا أبو عبيدة الحداد حدثنا عبد الله بن بحير عن عباس الجريري أحسبه عن ابن عباس قال: يقطع للكافر ثياب من نار حتى ذكر القباء والقميص والكمة, وخرج أبو داود وغيره من حديث المستورد عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – قال: "من أكل برجل مسلم أكلة في الدنيا أطعمه الله مثلها في جهنم ومن كسى أو اكتسى برجل مسلم ثوبا كساه الله مثله في جهنم", وفي مسند الإمام أحمد عن حبيب بن المغفل عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – قال: "من وطئ إزاره خيلاء وطئه في النار", وهو يبين معنى ما في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: "ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار" أن المراد ما تحت الكعب من البدن والثوب معا وأنه يسحب ثوبه في النار كما يسحبه في الدنيا خيلاء, وسيأتي حديث: "أهون أهل النار عذابا من في قدميه نعلان من نار يغلي فيهما دماغه", فيما بعد إن شاء الله - تعالى -, وفي كتاب أبي داود والنسائي, والترمذي عن بريدة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - رأى على رجل خاتما من حديد فقال: "مالي أرى عليك حلية أهل النار", وروى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: " أن أول من يكسى حلة من النار إبليس يضعها على حاجبه ويسحبها من خلفه ذريته وهو يقول يا ثبوره وهم ينادون يا ثبورهم حتى يقفوا على النار فيقول يا ثبوره ويقولن يا ثبورهم فيقال: " لا تدعو اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا" الفرقان" خرجه الإمام أحمد, وفي حديث عدي الكندي عن عمر أن جبريل قال للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: "والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب النار علق بين السماء والأرض لمات من في الأرض كلهم جميعا من حره", وخرجه الطبراني, وسبق ذكر إسناده وفي موعظة الأوزاعي للمصنور قال بلغني أن جبريل قال للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فذكر بنحوه.

    فصل في أن سرايبل أهل النار من قطران قال الله - عز وجل -: "وترى المجرمين يومئذ مقرننين في الأصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار" إبراهيم قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: "قطران" قال هو النحاس المذاب وروى حصين عن عكرمة في قوله: "سرابيلهم من قطران", قال من صفر يحمي عليها قال معمر عن قتادة في قوله: "سرابيلهم من قطران" قال من النحاس قال معمر , وقال الحسن قطران الإبل, وفي صحيح مسلم عن أبي مالك الأشعري عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – قال: "النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب" وخرجه ابن ماجه, ولفظه: "النائحة إذا ماتت ولم تتب قطع الله لها ثيابا من قطران ودرعا من لهب النار" , وخرج ابن ماجه أيضا من حديث ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: "النائحة إذا لم تتب قبل أن تموت فإنها تبعث يوم القيامة وعليها سرابيل من قطران يغلي عليها بدروع من لهب النار".

    فصل تفسر قوله - تعالى -: "لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش" قال الله - تعالى - :"لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش" الأعراف قال محمد بن كعب والضحاك والسدي وغيرهم المهاد الفراش والغواش اللحف, وقال الحسن في قوله: "وجعلنا جنم للكافرين حصيرا" الإسراء قال فراشا ومهادا وقال قتادة محبسا حصروا فيها, وروى مسكين عن حوشب عن الحسن أنه كان إذا ذكر أهل النار قال في وصفهم قد حذيت لهم نعال من نار وسرابيل من قطران وطعامهم من نار وشرابهم من نار وفرش من نار ولحف من نار ومساكن من نار في شر دار وأسوء عذاب في الأجساد أكلا أكلا وصهرا صهرا وحطما حطما وروى داود بن المحبر عن الحسن بن واصل وعبد الواحد بن زيد عن الحسن قال: إن رجلا من صدر هذه الأمة كان إذا دخل المقابر نادى يا أهل القبور بعد الرفاهية والنعيم معالجة الأغلال في النار وبعد القطن والكتان لباس القطران ومقطعات النيران وبعد تلطف الخدم والحشم ومعانقة الأزواج مقارنة الشيطان في نار جهنم مقرنين في الأصفاد, وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن وهب بن منبه قال: أما أهل النار الذي هم أهلها فهم في النار لا يهدؤون ولا ينامون ولا يموتون ويمشون على النار ويجلسون على النار ويشربون من صديد أهل النار ويأكلون من زقوم النار فرشهم ولحفهم نار وقمصهم نار وقطران وتغشى وجوههم النار وجميع أهل النار في سلاسل بأيدي الخزنة أطرافها يجذبون مقبلين ومدبرين فيسيل صديدهم إلى حفر في النار فذلك شرابهم. قال: ثم بكى وهب حتى سقط مغشيا عليه وغلب بكر بن خنيس عند روايته هذا الحديث البكاء حتى قام فلم يقدر أن يتكلم وبكى محمد بن جعفر بكاء شديدا, وبإسناده عن هداب قال أقبلت أم يحيى بن زكريا على يحيى في ثوب تعالجه له ليلبسه فقال: لها أفعل فقالت: من أي شيء؟ قال: من شعر. قالت: يا بني إذا يأكل لحمك. قال: يا أمه إذا ذكرت مقطعات أهل النار لأن علي جلدي, وكان عطاء الخراساني ينادي أصحابه في السفر يا فلان ويا فلان قيام هذا الليل وصيام هذا النهار أيسر من شراب الصديد ومقطعات الحديد ألواحا ثم ألواحا ثم ألواحا ثم يقبل على صلاته, ولما ماتت النوار امرأة الفرزدق ودفنت وقف الفرزدق على قبرها وأنشد بحضور الحسن - رحمه الله - هذه الأبيات قال:

    أخاف وراء القبر إن لم يعافني * * * أشد من القبر التهابا وأضيقا

    إذا جاءني يوم القيامة قائد * * * عنيف وسواق يسوق الفرزدقا

    لقد خاب من أولاد آدم من مشى * * *  إلى النار مغلول القلادة أزرقا

    يساق إلى نار الجحيم مسربلا * * * سرابيل قطران لباسا محرقا

    إذا شربوا فيها الصديد رأيتهم * * * يذوبون من حر الصديد تمزقا

    فبكى الحسن رحمة الله عليه .

    كلمات مفتاحية  :
    رقائق النار وعذابها

    تعليقات الزوار ()