بالنسبة لسجود التلاوة للمرأة، هل يشترط له ما يشترط للصلاة من حجاب، وغيره؟
الصواب لا يشترط، سجود التلاوة خضوعٌ لله مثل التسبيح، والتهليل، لا يشرع فيه سجود الصلاة هذا هو الصحيح، فلها أن تسجد وللرجل أن يسجد، وهو على غير وضوء، ولها أن تسجد وهي مكشوفة الرأس؛ لأنه خضوع لله مثل ما تقرأ القرآن، وتسبح، وتهلل، وهي مكشوفة الرأس، لا حرج عليها في ذلك، هذا هو الصواب، وثبت عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه كان يسجد وهو على غير طهارة، وهكذا جاء عن الشعبي التابعي الجليل، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ القرآن في المجلس، وعنده الصحابة، فيسجد ويسجدون معه، ولم يقل لهم يوماً ما من كان منكم على غير طهارة، فلا يسجد معنا، ومعلوم أن المجالس تجمع الطاهر وغير الطاهر، من على وضوء، ومن ليس على وضوء، فلو كانت السجدة تحتاج إلى طهارة، يعني سجدة التلاوة لكان ذلك من أهم المهمات أن يبينه للصحابة وهو -صلى الله عليه وسلم- لا يترك البلاغ بل يبين يبلغ -عليه الصلاة والسلام-، فلو كان التطهر لسجود التلاوة شرطاً لبينه النبي -صلى الله عليه وسلم- للصحابة حين يقرأ بهم القرآن، ويسجد ويسجدون معه في المكان العظيم الكثير، قال ابن عمر: (نسجد معه حتى لا يجد أحدنا مكاناً لجبهته من كثرة الزحام)، فلو كانت الطهارة شرطاً لقال لهم ذلك، يا أيها الإخوان، أو أيها الناس من كان على غير وضوء، فلا يسجد معنا، فالمقصود أن الصواب في هذا أن سجود التلاوة، وهكذا سجود الشكر لا يشترط لهما الطهارة، ولا السترة؛ لأنهما ليستا صلاةً، وإنما هما خضوع لله، وتعبدٌ له، وذكرٌ له بما يحبه -سبحانه-، كما تقول: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، وتقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له)، وتقرأ القرآن عن ظهر قلب، وأنت على غير طهارة، فهكذا سجود التلاوة، وسجود الشكر مثل هذا، لكن إذا تيسرت الطهارة، إذا تيسر أن تقرأ وأنت على طهارة، فهذا أفضل، إذا تيسر ذلك. جزاكم الله خيراً. هل لسجود التلاوة من تسليم، أو لا؟ سجود التلاوة كسجود الصلاة يدعوا فيه مثل ما يدعوا في سجود الصلاة يقول: "سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى"، "اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه، وصوره، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين"، يقال هذا في سجود التلاوة، وسجود الصلاة "سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى"، "اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين"، وجاء في بعض الروايات أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، وامحوا عني بها وزراً، واجعلها عندك ذخراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داوود -عليه السلام-)، هذا إذا قاله حسن، ويروى أن رجلاً سمعه من شجرة لما سجد سجدت الشجرة معه، وسمعها تقول هذا الدعاء (اللهم اكتب)، فأخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسمعه النبي يقوله في سجوده -عليه الصلاة والسلام-: (اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، وامحوا عني بها وزراً، واجعلها عندك ذخراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داوود -عليه السلام-)، كل هذا لا بأس به، ولكن ليس فيها تكبير، ولا تسليم هذا هو الصواب إلا في الأولى أول ما يسجد يقول :الله أكبر، إذا كان في خارج الصلاة، الله أكبر، ثم يسجد، ثم يرفع بدون تكبير، وبدون تسليم، هذا هو الأفضل، أما في الصلاة، فإنه يكبر عند السجود، وعند الرفع إذا كان في الصلاة يكبر عند الخفض والرفع؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سجد في الصلاة كبر عند خفضه ورفعه، وهذا يعم سجود التلاوة، وسجود الصلاة جميعاً، لكن إذا سجد في خارج الصلاة كبَّر عند السجود، وعند الرفع ليس هناك تكبير، وليس هناك تسليم.