أنا أعمل ميكانيكي، ماذا أعمل إذا حضرتني الصلاة وأنا في العمل، هل لي أن أصلي بملابس العمل، وملابس العمل هذه فيها زيت وقاز، وبعض الناس يقولون: لا تجوز فيها الصلاة، ولا يتسع لي الوقت بتبديلها، ماذا أعمل وأنا أريد صلاة الجماعة؟
الواجب عليك أن تصلي مع إخوانك المسلمين في الجماعة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من سمع النداء فلم يأتي فلا صلاة له إلا من عذر). قيل لابن عباس -رضي الله عنه- وأرضاه: ما هو العذر؟ قال: خوف أو مرض؛ ولأنه -عليه الصلاة والسلام- لما أتاه رجل أعمى يسأله ويقول: له يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له -عليه الصلاة والسلام-: (هل تسمع النداء بالصلاة، قال: نعم، قال: فأجب). هذا أعمى ليس له قائد ومع هذا يأمره أن يجيب المؤذن ويحضر الصلاة، وعليك يا أخي أن تغير الملابس التي يتأذى منها إخوانك، إذا كان فيها رائحة تؤذيهم، أما إذا ما كان فيها رائحة تؤذيهم، فصلي فيها والحمد لله؛ لأنها طاهرة، أما إن كان في روائح تؤذيهم، أو أوساخاً تنتقل إليهم، إلى من بجوارك تنتقل إليه الأوساخ، بدلها، أعد الثياب إذا أذن المؤذن تلبسها، وتذهب إلى الصلاة، وعليك أن تتقي الله في ذلك، هذا أمر عظيم، هذي عمود الإسلام، الصلاة عمود الإسلام فلا بد من العناية بها، أعظم واجب وأهم واجب بعد الشهادتين هذه الصلاة، يقول فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة). ويقول فيها -عليه الصلاة والسلام-: (من حافظ عليها كانت له نوراً، وبرهاناً، ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور، ولا برهان، ولا نجاة، وحشر يوم القيامة مع فرعون، وهامان، وقارون، وأبي بن خلف). فهذا وعيد عظيم، يحشر من تركها مع هؤلاء الكفرة؛ لأنه إن ضيعها من أجل الرياسة، والملك صار شبيهاً بفرعون والعياذ بالله، فيحشر معه إلى النار يوم القيامة، وإن ضيعها بسبب الوزارة والوظيفة صار شبيهاً بهامان وزير فرعون، فيحشر معه إلى النار يوم القيامة، وإن ضيعها بأسباب المال والشهوات صار شبيهاً بقارون تاجر بني إسرائيل الذي حمله كبره، وبغيه على ترك الحق، فيحشر معه إلى النار يوم القيامة، وإن ترك الصلاة من أجل التجارة والبيع، والشراء صار شبيهاً بأبي بن خلف تاجر أهل مكة، الذي قتله النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد كافراً، فيحشر معه إلى النار يوم القيامة، فالواجب على العالم ميكانيكي، أو غيره، الواجب عليه أن يصلي مع المسلمين الجماعة، وأن يلبس الملابس التي لا تؤذي الناس، الطيبة السليمة، ويبتعد عن الروائح الكريهة إذا كان يتعاطى الثوم، أو البصل، أو التدخين، يحذر ذلك حتى لا يكون في روائح كريهة وقت الصلاة، وحتى لا تكون في ملابسه أوساخ تؤذي الناس، أما إن كان لا تؤذي الناس فلا بأس أن يصلي فيها إذا كانت طاهرة، ولكن كونه يلبس ثياباً حسنة، وجميلة للصلاة هذا هو الأفضل، يقول الله سبحانه: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ (31) سورة الأعراف، يعني عند كل صلاة، فالمشروع للمؤمن عند الصلاة أن يلبس الملابس الحسنة، يتوجه إلى المسجد بالملابس الحسنة مع إخوانه؛ لأنه يقوم بين يدي الله، نسأل الله للجميع التوفيق.