يصف بعض الأئمة بقوله: يقع أكثرهم في اللحن الجلي كإبدال حرف مكان حرف أو حركة مكان حركة، أو ترك المد الطبيعي أو المد الواجب، وعدم الإظهار في موضع الإظهار، وكذلك عدم الإدغام في موضعه، وقرأنا لأهل العلم: أن من يقع في اللحن الجلي لا تنبغي الصلاة خلفه، أفتونا
اللحن قسمان: لحن يحيل المعنى، فهذا ينبه عليه الإمام حتى يعتدل في القراءة، مثل أن يقرأ: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ (7) سورة الفاتحة ) "أنعمتُ"! بضم التاء أو "أنعمتِ"! بكسر التاء، هذا غلط عظيم ينبه حتى يعدل القراءة، أو يقرأ "إياكِ"! بكسر الكاف يخاطب المرأة، فيعدل، ينبه حتى يعدل القراءة، أما اللحن الذي ما يحيل المعنى مثل الإظهار في محل إخفاء أو في محل إدغام أو إدغام في محل إظهار هذا ما يضر، ما يحيل المعنى، ولا يستوجب التخلف عن الصلاة، بل هذا من باب تحسين القراءة، كذلك المد المتصل والمد اللازم إن مد فهو أكمل للقراءة وإلا ما يضر ولا يخل بالمعنى. فينبغي لك أيها السائل أن لا تتشدد الأمور وأن لا تغلو، فالتجويد في هذه المسائل من باب تحسين القراءة، وليس من باب الإلزام ولكن من باب التحسين في القراءة وتجويدها وتقويتها، وإذا قرأ قراءة عربية ليس فيها ما يغير المعنى فلا بأس، فإذا قال: (الحمد لله ربُّ العالمين) ما يضر، "ربُّ العالمين" له معنى في الإعراب، يعني هو ربُّ العالمين، مقطوع، أو قرأ (الحمد لله ربَّ العالمين) له معنى في العربية معناه: أعني ربَّ العالمين، منصوب بتقدير فعل محذوف، وإن كان القراءة المتبعة "ربِّ" نعت لما قبلها (الحمد لله ربِّ العالمين * الرحمنِ الرحيم) هذه هي القراءة المعلومة والذي ينبغي للقارئ أن يلاحظها، لكن لو رفع أو نصب ما يضر ما يحيل المعنى، أو قال في قراءته: "اهدنا الصراطِ المستقيم" أو "الصراطُ المستقيم" ما يضر في المعنى، أو أظهر في محل الإدغام أو أدغم في محل الإظهار أو أظهر في محل الإخفاء لا يضر ذلك في المعنى، ولا يخل المعنى، فلا ينبغي للمؤمن أن يشدد في هذه المسائل، ولكن يجتهد في وصية أخيه بأن يحسن القراءة ويجودها حتى تكون قراءة حسنة جيدة ماشية على الطرق المتبعة والقواعد المعمول بها.