ألاحظ أن الأئمة يقرؤون سورة الإخلاص في الركعة الثانية بشكل دائم، فهل ذلك مشروع؟
الأمر في هذا واسع، والسنة تحري قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن يقرأ الإمام كما كان النبي يقرأ عليه الصلاة والسلام ، يطول في الفجر، وفي الظهر ، ويخفف في العصر، وفي المغرب تارةً وتارةً، تارةً يطول وتارةً يخفف في القراءة، والعشاء يتوسط فيها كالظهر والعصر إلا أن الظهر أطول وهي أقرب إلى الفجر، هكذا جاءت السنة عن النبي - عليه الصلاة والسلام- فالمؤمن يتحرى قراءته - صلى الله عليه وسلم -، فيقرأ في الفجر بمثل ق والذاريات والطور وأشباهها من طوال المفصل، وفي الظهر أقل من ذلك ، وفي العصر أقل من الظهر، وفي المغرب تارةً وتارةً، قرأ فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - بالطور، وقرأ فيها بالمرسلات ، والغالب أنه يقرأ فيها بقصار المفصل - عليه الصلاة والسلام - مثل : والشمس وضحاها، والضحى، والليل إذا يغشى، وإذا زلزلت، والقارعة، وإذا طول بعض الأحيان كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - كان هذا من السنة. والعشاء بأوساط المفصل مثل هل أتاك حديث الغاشية، والسماء ذات البروج، والسماء والطارق، إذا السماء انفطرت، وأشباه ذلك، كما أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذاً بذلك - عليه الصلاة والسلام -. المقدم: الذين يقرؤون بعض السورة - يا سماحة الشيخ - هل في ذلك شيء؟ الشيخ: لا حرج في ذلك؛ لأن الله يقول : فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ [(20) سورة المزمل]. فإذا قرأ بعض سورة، أو آخر سورة فلا حرج في ذلك، وإذا قرأ بعض الأحيان في الثانية : قل هو الله أحد ، أو قرأها مع غيرها فلا بأس ، فقد قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - إن بعض أئمة الأنصار يقرأ: قل هو الله أحد مع قرائتة الأخرى ، فسألهم النبي عن ذلك فقال : إني أقرأ فيها لأني أحبها لأنها صفة الرحمن وأنا أحبها، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: حبك إياها أدخلك الجنة. وفي لفظٍ قال: أخبروه أن الله يحبه. يعني كما أحبها، فإذا قرأها مع غيرها فلا بأس، أو قرأها وحدها بعد الفاتحة فلا بأس ، ولكن تحري سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - والسير على منهجه في القراءة أولى وأولى.