السـلامـ عليكمـ ورحمـة الله وبركاته
"
الأُخت فـوح الشذى في منتديات آسية النسائية طرحت هذا الحـوار
الذي دار بينها وبيـن الأبيّة إيناس - إحدى فتيات غزّة -
حمـَل معه تسـاؤلاتُ مسلمة مؤلمة لإخوتها !
و يُؤكِد صـبر الأحبّة هُناك في أرض الرباط ..
أترككمـ مع نص الموضوع ..
"
"
بسمـ الله الرحمن الرحيمـ
والصلاة والسلامـ على من لمـ يرضَ بذلٍ للمسلمين ..
وأبى ذلك.. هو ومن صحِبه من خلفاء ومؤمنين ..
الكُلُّ منكمـ .. تابع أحداث غزة ومآسيها ومصائب أهلها
عبر الفضائيات ومواقع الإنترنت..
أما أنا .. فتابعتها بتواصُلٍ حيٍّ من أعزّ صديقةٍ على قلبي..
هي (إيناس) فلسطينية.. عاشت سنواتٍ من عُمرها في أرض الحرمين..
فكانت كأُختٍ لي .. بل أكثر..
أُجبرت عائلتها للعودة إلى فلسطين منذُ سنوات..
ولكن وصالنا لمـ ينقطع برحيلهمـ منذ طفولتي إلى الآن ...
وفي يومـ السبت 29/12/1429هـ..
وفي الساعة التاسعة صباحا ..
كنت أُحادثها عبر المسنجر ..
في البدايه كانت عاديه لكن فجأه تغير أسلوبها قالت :
ماني مرتاحه حاسه انه بيصير شي موب زين ..
*عذرا سأكمل ببعض العامية حتى أنقل لكمـ الحدث والحديث .. على حقيقته*
طمأنتها ..وان الأمور ستكون بخير..
ايناس : اليومـ اليهود ما قطعوا الكهربا عنا لمده طويله وأنا خايفه من هالشي ،
لا يكون وراهم شي وعلشان كذا تاركينها لنا طول هالمده ..
ايناس : الله يستر بس ..
وأنا أحاول طمأنتها .. لكن قلبها لا يطمئن ليهود
وفي تمامـ الساعه 11،30 ( بتوقيت فلسطين )
ايناس : نورة احتمال الكهربا تنقطع في أي لحظه اعذريني اذا طلعت بدون ما أودعك ..
أنا : طيب عذرك معك ..
ايناس : لأني أسمع صوت مروحيات وصواريخ ..
أنا صُدمت.. ولمـ أستطع الرد..حتى...
إيناس..سجل خروجه
لحظتها علمت ان شيئاً قد حصل ..
خِفت عليها كثيييير.. وأقول في نفسي احساسها ما كذب..وما خاب ..
يارب سترك ..
وبعد صلاة الظهر وصلتني رساله على الجوال فيها الخبر عن القصف بغزه ..
فتحت النت وأرى الأخبار ، وأقول في نفسي كل هذا حصل في ساعه !!
مباشره اتصلت على ايناس ..
الرقمـ غير مستخدمـ ..!!
مره ثانيه وثالثه وعاشره يعطيني إما الرقمـ غير مستخدمـ أو الشبكه مشغوله ..
وتمامـ الساعه 5 عصراً ..
سمعت رنين جوالي .. فإذا بها... ايناس ، اتصلت عليها ..
أنا :السلامـ عليكمـ
ايناس : الحقيني يا نورة بيتنا وأخواني اثنين وزوج اختي راحوا قدامـ عيني ،
وأمي وأبوي ما لقيتهمـ ،
أنا لحالي الحين جنب بيتنا المهدومـ خايفه لا يشوفوني اليهود ويخطفوني ويدنسون شرفي ..
كلامها كان صواعق على راسي .. لا أدري ما أقول لها .. وكيف أواسيها ..
وهي تبكي ..
ناديتها .. ايناس..ايناس...
لمـ أعد أسمع أي صوت لا ادري هي قطعت الاتصال أو انقطع من عندي ..
مررت بحالة خوف وارتعاش وبكاء ..
هي تقول الحقيني ،
أنا وين وهي وين ؟ ما أقدر أسوي شي ..
لجأت لربي..فبيده أمرها.. اصلي وادعوا لهمـ من كل قلبي ..
وفي الساعه 9,20 ..
رساله على جوالي ..
حبيت اطمنك أنا الآن برفح .. دعواتك ..
لمـ أستطع الرد لا باتصال ولا برساله ..
قبل الفجر استيقظت << أصلا ما نمت من الحزن والخوف ..
وجدت أكثر من مكالمه على جوالي لإيناس..
اتصلت عليها ..
أنا :السلامـ عليكمـ
ايناس : وعليكمـ السلامـ أهلين ..
أنا : كيفك ايناس ؟
ايناس : الحمد لله على كل حال ، كل شي يجي من الله أرضى فيه ..
هي تقول هالكلامـ وأنا أتعجب من ثباتها !!
أنا : كيف رحتي رفح ؟
ايناس : جت سيارات تاخذ المصابين تنقلهم على رفح وقلت لهمـ عن أخوي الثالث
اللي لقيته بين الجثث مجروح لكن لازال حي ..
أنا : الحمد لله على سلامته ..
ايناس : خليني اكمل لك ، ركبنا السياره وحطيت راس اخوي على فخذي
وأشوف الجرح اللي بصدره ينزف ، وهو يرتل :
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْـ يُرْزَقُونَ }
وبدأ صوته ينخفض ومسك يدي سلمـ عليها ونطق الشاهدتين ومات ..
أنا :.........إنا لله وإنا إليه راجعون . ( بكيت والله ما ملكت دموعي )
ايناس : لا تبكي أنا كل شي يصير قدامـ عيني وما بكيت ، قولي الحمد لله ،
لا يكون اعتراض على حكمـ الله ..
أنا : طيب ، وأمك وأبوك ..
( ما ردت على سؤالي كملت كلامها )
ايناس : وصلنا المستشفى برفح جلست على الأرض وماسكه أخوي الميت ،
قلبي ما طاوعني اتركه ، وحسيت نفسي راح أموت من العطش
رحت اشرب مويه من الغرفه اللي جنبي وأشوف الأسره قدامي ،
الحمد لله لقيت أمي على سرير وأبوي على سرير ، جرحى لكن الحمد لله انهمـ أحياء ..
أنا : الحمد لله على سلامتهمـ الله يحفظهمـ لك ...
ايناس : الحمد لله ، كل اللي من الله خير ..
عندها.. استأذنت مني ،
قالت مضطره أقفل الحين بعدين أكلمك اطمنك ..
وفي الساعه 9صباحاً ..
تفاجأت بدخولها للمسنجر ..
ايناس : السلامـ عليكمـ ..
أنا : وعليكمـ السلامـ . هلا ، وشلون داخله مسن الحين ؟ ووينك رجعتي غزه ؟
ايناس : لا ما رجعت غزه بس دخلت من جوالي علشان أعرف ان بالك مشغول معي
وحبيت اطمنك أنا بخير وكل شي تمامـ الحمد لله ..
أنا : وش أخبار الوالد والوالده ؟
ايناس : الحمد لله بخير وعافيه ، وأخوي اخذوه مع جنايز أخواني اللي قبله وزوج اختي ..
أنا : اصبري ، وادعي لهمـ ..
ايناس : الله يقبلهمـ مع الشهداء ، الحمد لله أنا بخير صدقيني لا تشيلين همي ، اطمئني ..
أنا : الله يحفظك وينصركمـ عليهمـ ..
ايناس : آمين .. يللا أنا استأذن منك ..
أنا : طيب الله يحفظك يالغاليه ..
وبعد دقائق دخلت مره ثانيه ..
لتوصيني برسالة..لـ ...كمـ أنتمـ..
وهذه محادثتها ..
جاي الوقت:
نوره
غـــــــزة تسـتـجـير:
هــــلا حبيبتي
جاي الوقت:
أنا داخله على السريع بدي أطلب منك طلب
غـــــــزة تسـتـجـير:
اطلبي عيوني لك
غـــــــزة تسـتـجـير:
آمري
جاي الوقت:
بدي اياك تقولي لكل الناس اللي بتعرفيهمـ يدعو لنا
جاي الوقت:
ما بدنا منكمـ غير الدعاء
جاي الوقت:
يا نوره أنا عمـ شمـ ريحة الموت من حولي ومو قادره اعمل شي
غـــــــزة تسـتـجـير:
ايناس
جاي الوقت:
بس كنت بدي أقول لك هالحكي
غـــــــزة تسـتـجـير:
من عيوني
غـــــــزة تسـتـجـير:
اصبري
غـــــــزة تسـتـجـير:
واحتسبي
غـــــــزة تسـتـجـير:
والنصر لكمـ بإذن الله
غـــــــزة تسـتـجـير:
وأكثري من حسبي الله ونعمـ الوكيل
جاي الوقت:
ان شاء الله
جاي الوقت:
يللا أنا بستأذن منك لازمـ اطلع منشان ما يخلص شحن موبايلي
غـــــــزة تسـتـجـير:
الله يحفظك
جاي الوقت:
مع السلامه
غـــــــزة تسـتـجـير:
مع الـسلامه
وفي الساعه 11 ،30 ..
اتصلت على جوالي ..
أول ما سمعت صوتها عرفت انها تبكي ، وأحسست ان في الأمر شي جديد ..
ايناس : السلامـ عليكمـ ،، اتصلت علشان أقول لك ولد اختي عمره 15 سنه كمان مات ،،
أنا : .........
ايناس : كان مع الجرحى ، بس الإصابات كانت خطيرة وخلاص مات .. يللا مع السلامه ..
أنا : مع السلامه ..
الصدمات على راسي ورا بعض وأنا ما اعرف كيف أواسيها ،
من هول الصدمه ابكي وبس ما أقدر أقول لها شي ..
يااااااااااااااااارب الطف بهمـ .. كيف هي وهي تشوف كل شي قدامها..
وأهلها واخوانها.. لطفك يارب
الساعه 12 ،30..
رنين جوالي أقلقني..
كنت اصلي ، بعد الصلاة وجدت المكالمات من ايناس ..
اتصلت ..
أنا : السلامـ عليكمـ ..
ايناس : وعليكمـ السلامـ ..
أنا : معلش كنت أصلي .....
قطعت كلامي ..
ايناس : لا بس كنت ابغى أقول لك أنا الحين واقفه بين الجنايز
أخواني ثلاثه وولد أختي وزوج اختي ، أسلمـ عليهمـ وأودعهمـ ..
هذولا يا نورة كلهمـ كان صباح أمس معنا ، كنا على الفطور مع بعض ،
ونسولف ونضحك ونمزح .... وبعد كمـ ساعه وقت الغدا اليهود شربونا الدمـ ..
ووقت العشا ريحة الموت تفوح في كل مكان قفلت شهيتنا في الأكل ..
واليومـ وقت الفطور كل واحد بحاله ..
وهذا إحنا نودعهمـ وندفنهمـ وقت الغدا ..
ووقت العشا بيصيرون تحت التراب ،،
وإحنا فوق التراب نعد الدقائق الباقيه من أعمارنا اللي اليهود ما خلونا نتهنا فيها ....
هي تقول هالكلام وأنا منهااااااااااره من شدة البكاء ،،
والله صدى صوتها وهي تقول هذا الكلامـ يتردد في اذني حتى الآن ...
وفي العصر ..
اتصلت عليها لأطمئن على أخبارها ..
قالت أنا بخير الحمد لله وأمي وأبوي كمان بخير ، لا تشيلين همنا الله معنا ..
ما طولت الكلامـ معها ..
قلت لها خلاص اتركك الحين وكل مالقيتي فرصه طمنيني عنك .. قالت ان شاء الله ..