بتـــــاريخ : 2/9/2009 4:06:25 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1137 0


    بداية العام " سنصافح بيمنانا عاماً قادماً وسنودع بالأخرى عاماً فائتاً "

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : انحناء السنبلة | المصدر : forum.wahati.com

    كلمات مفتاحية  :


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ها هو عامٌ بأكلمه قد مضى من حياتنا ,

    وها نحن اليوم وبعد أيام قليلة سنصافح بيمنانا عاماً قادماً ،

    وسنودع بالأخرى عاماً فائتا ً.

    هذه هي أعمارنا ، نودع يوماً ونستقبل آخر , ثم نودعه كما ودعنا الذي قبله ، وهكذا حتى تنفد أيامنا .


    ساقني إلى هذا الحديث ، أنني نظرت اليوم إلى التقويم ،

    وإذا به الـ 21 من شهر ذي الحجة لعام 1429 ،

    لقد تفاجئت كثيراً عندما رأيت التاريخ ,

    إنه يمرّ ونحن عنه غافلون ،

    هو لا يأبه لنا ، ولا ينتظر منا رداً أو إذناً , ولكنه يمر على عجل .


    يالله ،،، إنها تمر سراعاً ,

    فوق ما يتصور الإنسان الغافل ، الذي يعيش يومه فقط ،

    دون أن ينظر إلى عاقبة غدٍ


    والمرء يفرح بالأيام يقطعها ............ وكل يومٍ يدنيه من الأجلِ


    كل واحدٍ منا يفرح لإنقضاء الأيام سراعاً ,

    فهذا الطالب يفرح لانقضاء العام الدراسي الذي أثقل كاهله وأوهن عزيمته ،

    فهو فرحٌ جداً لانقضاء هذا العام الطويل ، والمدرس مثله .

    والموظف فرحٌ بانقضاء الشهر ، لاستلام راتبه الذي طالما انتظره بفارغ الصبر ،

    وفرحٌ بانتهاء العام للحصول على علاوة ،

    أو مكافأة تقديرية أو ترقية وظيفية .



    هذا هو حال الجميع منا ,

    لا أقول لا ينتظر أحدٌ منا نهاية الشهر حتى يستلم راتبه ,

    ولكن مع هذا لا ننسَ أيامنا التي تحصى علينا وتعدّ ,

    فكلّ يوم نقضيه هو يومٌ ينقص من أعمارنا ،

    وقد قال الحسن البصري رحمه الله

    " يا ابن آدم ، إنما أنت أيامٌ مجموعةٌ ، فإذا ذهب يومك ذهب بعضك "

    أي إنما عمرك كله هو الأيام والساعات والدقائق التي تمضيها ,

    فإذا ذهب يومٌ من حياتك فقد قرُبت يوماً من أجلك ،

    واللائق بالمسلم أن يكون كما قال ابن عمرَ رضي الله عنهما

    " اعمل لآخرتك كأنك تموت غداً , واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً "

    وقد قال الله تعالى " ولا تنسَ نصيبك من الدنيا "

    وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمر الصحابي الجليل فقال له :


    " كن في الدينا كأنك غريب أو عابر سبيل "


    ولكن من منا يفهم هذا الكلام ويجعل الآخرة نصب عينيه ؟



    لقد قضى السابقون قبلنا أيامهم ومرت عليهم كما ستمر علينا , وخرجوا من دنياهم كما سنخرج نحن منها ،

    فهاهم تحت التراب مجندلون ، وبأعمالهم محاسبون , وليوم البعثِ منتظرون ,

    هم قد فرحوا بدنياهم كما نفرح نحن بها وأكثر , وعاشوا أيامهم كما عاشها من قبلهم , فهذه هي سنة الحياة .



    تأتي الأجيال والأجيال وتنقضي بهم الأعمار , وكل جيلٍ في خضمّ غمرته ولهوه يظن أنه هو المقصود بهذه الحياة

    وأنه وحده المستخلف فيها , ونسي من قبله من القرون ، ولم يتذكر ذلك الناموس الإلهي على الكون بتجدد الأجيال

    ومحاسبة كل نفس بما عملت , وأن وراء هذه الأيام أيام لا تنتهي وحياة لا تفنى .


    ها هو العام الجديد يطل علينا إطلالة جديدة ، فيها من الفرح والحزن تعبيران مختلفان ، يناقض بعضها بعضاً ،

    فنظرة الفرح ما هي إلا تفاؤل منه بنا كي نستغل أيامه وساعاته في طاعة الله ،

    ويفاخر بنا نحن المسلمين أن نملأ صفحاته بما يرضي الله عز وجل ، وبما يكون شاهداً لنا يوم القيامة .



    دمتم في طاعة الله


    أختكم / انحناء السنبلة تتمنى لكم عاماً سعيداً

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()