بتـــــاريخ : 6/28/2008 12:49:52 PM
الفــــــــئة
  • الاقتصـــــــــاد
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1298 2


    زمن الاقتصاد والطفرة

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : البيك السوري | المصدر : www.startimes2.com

    كلمات مفتاحية  :
    اقتصاد

    زهير آل طـه

    زمن الاقتصاد والطفرة

    زهير آل طـه

     

    لعلي لا أستطيع التصديق أو التكذيب فيما يقال هذه الأيام أننا نعيش في زمن الاقتصاد والنفط والطفرة... زمن اشتد فيه الرحال والترحال للغرباء من الخارج إلى الداخل واقتيد المواطن العاطل للباطل... لأنه وجد من يغويه ويدََّعي أن مرضه يداويه والجرح يُضَمِّدُهُ والنزيف يكويه... فكثرت الأقاويل وازداد الطين بلَّة، ليصبح وحلا لا سبيل للرجوع إلى التراب إلا في اللحد قبرا... فتناوبت عليه الأفاعي تعصره مرة وتلسعه أخرى وتنهيه تلك الأفعى الكوبرا...
    فلا مجال في يومنا هذا نقوم نتمثل بالدجاجة في موتها ونفوقها الذي يؤرقنا من اقتحام الفيروس الخسيس، ليطعنها في الظهر ولا تزال عينها على أكل الحبة والكِسْرة... حتى بات ينطبق علينا كليا في حياتنا وبين أنفسنا المثل الخليجي فيما يعنيه السبوس للدجاجة من أول وآخر نظرة... فهو البقاء والحياة بالانقضاض السريع للأقوى دون رحمة لكل صغيرة وكبيرة قبل انكشاف الغبرة... وعدم التفكير بالغير ولو استسعر الناس على بعضهم كالجمرة... منهم يتقاذفون بالسباب ومنهم يستنجدون بالأحباب ومنهم يدسون السم في العسل وينهشون كالذئاب... يذرفون الدموع كالتماسيح وعينهم تستعد للقنص والنهش بلا شفقة ولا خوف من العقاب... ينقادون وراء الشيطان وهوى النفس بلا هوادة، ويتطاولون ينكثون العهود متباهين بمد الرقاب... فكل فعالهم في سحب أموال العباد في البلاد منذ الاسهم الوهمية... هي شاهد حي على ما يدور تباعا من ارتفاع الأسعار واستنزاف ما بقي من الأموال في ارتحال الأسر المتوسطة الدخل إلى سلم الفقر بانتظار دعم الشؤون الاجتماعية... فعتاب على من فرط قليلا بعد ما اجتهد كثيرا، مسددا قبل حين سهم اتهام البطالة على الأُسَر التي تقذف أبناءها للمجتمع بشهادات دونية... وبالتنويه إلى مخرجات التعليم والتدريب المهني التي لم ترق إلى مستوى الأحداث التي تتطلبه الحياة العملية... لعلمه أن الأسر لا حول لهم ولا قوة في ارتفاع الأسعار ونقص الدخل وفي دفع عجلة التعليم والتدريب المتهاوي، والذي استيقظ لتوه يحاول اللحاق بركب الحضارة المدنية... فلعلي من هذا المنبر اشد على يديه وأطلبه حَنْيَ السهم الموجه للأُسَر، لينطلق مرة أخرى بزاوية يقصد فقط المؤسسات الناقصة المهنية والتعليمية... فالحل أن نستنسخ النهج الغربي في قذف أبنائهم للمجتمع عاطلين ودعمهم ماديا باسم الديموقراطية... أو أن لا نحيد بعيدا ونرجع للتاريخ الإسلامي وندعم عاطلينا من بيت مال المسلمين والزكاة عصمة من الزلل والتعدي على الحرم الإنسانية... أم بات يحلو لنا الصمت ونرى شبابنا من الفراغ النفسي والاجتماعي أخذ يلهث وراء الصرعة... أم نتركه ينقاد إلى الفكر المضلل تحت صرخة الإرهاب بقتل النفوس البريئة واتهامهم بالفَجَرَة...
    فلقد سئمت وسئمنا من منوال البطالة هذه منذ فترة... ولم نعد نسمع بجد حلا جذريا للعاطلين والمتفوقين المحبطين الذين تتلقفهم بالغدر الطرقات المقفرة... فإلى دعم تقاعد العشرين لنظام التأمينات الاجتماعية حلا بديلا ومجديا في الإحلال وفتح المجال بتمعن لصياغة الفكرة... مع الأخذ بجدية في زيادة المخصصات للمتقاعدين في النظامين الحكومي والمؤسساتي، لكي يتمكنوا من مواكبة الضغط المعيشي على الدخل من استسعار التجار المكرة...
    ** مثل خليجي: «تموت الدجاجة وعينها على السبوس»...
    ** حِكمة: إن أسوأ ما يصيب الإنسان أن يكون بلا عمل أو حب...

    كلمات مفتاحية  :
    اقتصاد

    تعليقات الزوار ()