بتـــــاريخ : 2/13/2009 4:07:55 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1059 0


    رحلة نجاااااااااااااااااااااح

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : الورد الابيض | المصدر : forum.wahati.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة رحلة نجاح

    منذ ان اخترت عن ماذا اكتب غدا وانا اشعربسعادة غامره وارى الكلمات امامي تتراقص طربا وسرورا ..
    قد تعجبون ولا عجب لأني سأكتب اليوم عن شخصية طالما احببتها ولكني لم اجرؤ يوما ان اصارح بهذا الحب الكبيرله .. شخصية شقت طريقها في الحياة بصبر وكفاح حتى وصلت الى ما وصلت اليه من مجد ونجاح .. شخصية لا تربطني بها صلة نسب لكنني اجد نفسي رغما عني انسا ق لمحبتها .. انه ذلك الشخص المميز في هئته وفصاحته وحسن استدلاله وقوة حجته وهيبته وقوته في الحق وسداد رأيه بالاضافه الى حكمته وحسن سمته ووقاره والتزامه بشرع الله وحبه بل شغفه بالعلم ...وكان كبيرا في السن لذا لم يمانع زوجي في دخوله منزلنا في حضرته أو في غيابه .. هيبته تجعلك لا تستطيعين البوح له بما في قلبك من محبة او اعجاب بشخصه الكريم لكنه حاااااد الذكاء ولا يحتاج لكثير جهد حتى يدرك ما تنطوي عليه نفس محدثه من مشاعر تجاهه ... كان يشعر بمدى اعجابي به ومحبتي له لذا فقد كان يسعد بالحديث معي كما كنت اسعد انا به لكنه لم يكن يخفي محبته لي بل يبديها حتى امام زوجي ..عندما كان يزورنا كنت ارتدي غطاء الرأس ثم اجلس بجواره يحدثني بما مضى من حياته يبتسم لي ويربت على كتفي فأشعر بحنانه الابوي العظيم واحيانا اتجرأ قليلا واطلب منه بعض التفاصيل فيسردها علي وانا مشدودة بكل ما في انصت واتأمل في حديثه العذب ..
    لقد عاش يتيما الأب فقير الحال لكنه عفيفا ابيا طموحا ..فلم يرضى ان يبقى على هامش الحياة .. سعى لطلب العلم وهو صغير في قرية لا تعترف بأهمية العلم ولا تعرف فضله وقد طغى عليها الجهل حتى اصبحت تعج بالشركيات .. فذبح عند القبور لغير الله .. وتصديق للمنجمين .. وطلب للحوائج من اهل القبور .. وتعلق بأسباب ليست مشروعه لدفع العين والسحر كرمي الملح على العريس لتحميه من العين وتسمية المواليد بأسماء قبيحة لئلا يأخذهم الموت وتشاؤم وطيره من اشياء عديده ..هذا بالاضافه الى انتشار الفسق وسهولة الخيانه من الزوجين فالزوج يتخذ خليلات والزوجه كذلك والاختلاط الفاحش والغناء والرقص سويا في المناسبات والاعياد
    ..كل هذه الامور واكثر كانت منتشره في تلك القريه النائيه والتي لم يصل اليها العلم الا متأخرا وكان هذا الشخص من اوائل من تعلم العلم وحارب الفساد وطهر تلك القريه من الشركيات التي كانت منتشره في ذلك الوقت وأول من صلى بهم العيد.. حتى انهم من فرحتهم بصلاة العيد ارتفعت اصواتهم وهم يرددون التكبيرات خلفه وكان مازال غلاما صغيرا فقال احد المسنين وهو في الصلاه ارفقوا به ولا يعلم ان الكلام في الصلاة يبطلها لكنه اشفق على الغلام
    .. اما عن طريقته في كسب العلم مع فقره ويتمه .. فهي عجيبه فقد كان يعمل عند بعض الاشخاص ممن هم احسن حالا منه ولم يكونوا يملكون المال الكافي بل كان جزاؤه ان يعطى كفا من بر أو شعير او أي نوع من الحبوب بعد كل عمل يقوم به .. عمل كثيرا حتى حصل على كيس من البر او غيره ثم باعه وانفق هذا المال على رحلته لطلب العلم ( من قريه من قرى مكه البعيده الى العاصمه الرياض .. وبقي هناك لا يعرف احدا فلم يجد سوى المسجد مأوى له حتى اكرمه الله برجل كان اعمي وطلب منه ان يكون له دليلا الى المسجد يأخذه اليه وقت كل صلاة وليس له الا ان يسكن عنده ويطعمه فاستبشر بذلك كثيرا فهو لم يقطع تلك المسافات البعيده ويتغرب عن الاهل والأحباب الا لأجل العلم .. فكان يذهب بالشيخ الكبير وقت كل صلاة ثم يعود به الى المنزل ويرجع ليجلس في حلق العلم .. بعد كل صلاة حلقة .. فحلقه للقرآن وحلقة للتفسير وحلقه للقراءه والكتابه وحلقة للفقه .. وقد كان حااااد الكاء سريع الحفظ فطن نبيه فوعى وحفظ كثيرا من العلم ولو شاء الله له ان يبقى لكان من هيئة كبار العلماء فقد درس مع الشيخ ابن باز رحمه الله وتتلمذ على يد ابن السعدي صاحب كتاب تيسير الكريم المنان في تفسير كتاب الرحمن والذي هو من افضل كتب التفسير الى اليوم .. وعلم بعد ما تعلم اهميه الدعوة الى الله في قريته التي تعج بالجهل والخرافات فحمل على عاتقه تلك الأمانة العظيمه الا وهي تعليم الناس بأمور دينهم وتبصيرهم بما وقعوا فيه من شركيات وامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.. عاد اليهم وفرحوا بعوته فقد كانوا قد توقعهوا هلاكه لصغر سنه وعدم معرفته بالطرق لكن الله كان حافظه من كل مكروه .. تعجبوا من انكاره عليهم ماهم فيه من جهل وسعيه للإصلاح فخالفوه وضيقوا عليه ونبذوه لكنه كان حكيما مع صغر سنه فأخذ يجمع حوله المقربين ويستثيرهم بالحميه والعصبيه القبليه فسمعوا له واقتنعوا وتركوا بعض المخالفات وحاولوا نشر قناعاتهم على من حولهم حتى سلمت القريه من الشركيات وبعض البدعيات لكنهم صعب عليهم فصل الرجال عن النساء في المناسبات والاعياد ووقفوا ضده بشده وقالوا إلا هذه فقد سكتنا لك على ما احدثت من تغيير لم نعهده والان تريد ان تحرمنا من الغناء والرقص سويا في اوقاتنا السعيده ... وبعد محاولات وصلت الى ان كاد ان يهجرهم نهائيا الى قرية اخرى ويتركهم فليتحملوا اثم كل من تبعهم فلم يصدقوه حتى اعد عدته مسافرا بأهله الى حيث لا يعلمون فما كان من اهله وخاصته الا ان اشتد بكاؤهم على فراقه مما رقق قلوب البعض فقبلوا بالتخفيف من اجله فرضي بحكمهم ومازال بهم حتى فصلوا النساء عن الرجال في المناسبات والأفراح ..
    امور كثيره حققها اسأل الله ان يثيبه عليها ويعظم اجره .. انه والد زوجي والذي قارب الآن الثمانين من عمره او ربما اكثر من ذلك لكنه ذا قلب شبابي وروح مرحه وسليم تماما من الامراض المزمنه والحمدلله وماذلك الا بحفظ الله له لما حفظه في صغره فمنذ ان عرفته قبل ثمانية عشر عاما والى الان وقبل ذلك ايضا وهو محافظا على الصلاة في المسجد ولايمكن ان يؤذن للصلاه الا وهو ذاهب الى المسجد او فيه ولا يخرج الا آخرهم مهما كانت الظروف ومهما حصل له من عوارض ...والله يعجز القلم عن كتابة ما يستحقه هذا الرجل العظيم الذي ساد قومه بعلمه وحكمته والتزامه بشرع الله فلا تراه الا وهو قائم يتهجد او تاليا للقران او قارئا لأحد كتب العلم او ساعيا للصلح بين متخاصمين .. اطلت عليكم لكن هذا غيض من فيض ولو تركت المجال لنفسي لكتبت من اجله كتاب خاصا به فهو يستحق اكثر من ذلك

    كلمات مفتاحية  :
    قصة رحلة نجاح

    تعليقات الزوار ()