ربما كانت حروفا متفرقة لكنها تصب جميعا في نهر همنا الانساني المشترك الذي لابد يوما ان نلجأ الى احد روافده ليطالنا من قريب او من بعييييد.....
الحرف الأول: بعد خمس سنوات من عراق أسير نسمع (لم يحن بعد وقت خروجنا من العراق..)عبارة تتردد أصدائها بقوة ..تحملها اجواء عالم تشبعت بكل سموم الاحتلال ..قهرها , جعلها تمشي مثقلة بقيود الرق والعبودية والبسها غصبا ثوب المدنية والتحرر والديموقراطية , وهو ثوب صفيق عار لايستر يبدي من مساويء البعد عن مباديء ديننا اعظم الأديان عورات الفكر الانساني الشارد الجانح نحو الظلم والطمع والقهر....
الحرف الثاني :حرف غاضب لسيدة تهدم الرجال وتقوض جهودهم التي تشيد صروح الأمم وتضلل خطاهم الى متاهات التهميش والسطحية تدافعت لقلبي هذه المشاعر حين قرات قصة شاب عربي في احدى المطبوعات مطالب بسداد سبعة وثلاثين مليونا بعملته المحليه وفي جيبه ثلاثون قرشا فقط كما ذكر محاميه سدادا لديون اقترضها لتلبية نفقات رحلات للخارج لزوجته وثياب تحمل ماركات عالمية واحلام ترفع شعارات التبذير والسفه ولا تأبى بجياع مشردين يملأ صياحهم الأرض بكل معاني الألم.
الحرف الثالث :حرف غاضب لنفوسنا حين تتغير مواقفها بتغير مواقعها ومصالحها في الحياة ولا تقف على ارض ثابتة من المباديء والقيم ..همسة مثل هذه النفوس ضائعة حائرة ليس لأحلامها الشاردة مرسى مطمئن ومريح هي هائمة دوما في دنيا الطمع .
الحرف الرابع : حرف غاضب لمن يهمل أمانة تربية طفله وتحصينه بالعلم النافع والخبرات المقدمة بطريقة سهلة ويسيرة , لمن يعتقد أن الطفل بحاجة لطعام وشراب فقط , ونسي أن غذاء الأرواح في المقدمة .
الحرف الخامس : حرف غاضب على الصمت المطبق أمام جحافل الظلم وهي تدوس على قلوبنا وتغتال أجمل زهور حدائقنا في مدد لا يعرف حدودا للنهاية.............