ان للمعاصي أضراراً قبيحة مذمومة ، مضرة بالقلب والبدن
في الدنيا والآخرة فمنها :
1ـ حرمان العلم : فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ، والمعصية
تطفئ ذلك النور .
ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي مالك وقراً عليه أعجبه ما
رأى من وفور فطنته ، وتوقد ذكائه وكماله وفهمه ، فقال : إني
أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً ، فلا تطفئه بظلمة المعصية .
وقال الشافعي رحمه الله :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأر شدني إلى ترك المعاصي
وقال : اعلم بأن العلم فضـل وفضل الله لا يؤتاه عاصي
2ـ وحشة في القلب : وليس على القلب أمر من وحشة الذنب
يجدها في قلبه ، فقال له :
إذا كنت قد أو حشتك الذنوب فدعها إذا شئت واستأنس
3ـ أنها توهن القلب والبدن : ولا تزال توهنه حتى تزيل حياته
بالكلية .
فأما المؤمن قوته في قلبه ، وكلما قوي قلبه قوي بدنه ، وأما
الفاجر فإنه وإن كان قوي البدن ، فهو أضعف شيء عند الحاجة ،
فتخونه قوته أحوج ما يكون إلى نفسه .
4ـ أن معصيته تقصر في العمر وتمحق بركته : وإن البر كما يزيد
في العمر، فالفجور يقصر العمر .
5ـ الألم والحسرة : فإن كثيراً من الفساق ليواقع المعصية من غير
لذة يجدها ، بل الألم والحسرة .
6ـ أن العاصي يألف المعصية ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله عليه
الشياطين قتؤزه إليها أزا .
7ـ التفاخر بالمعصية : والتحدث بها عند الناس ، وهؤلاء كما قال
عليهم النبي (ص) (( كل أمتي معا في إلا المجاهرون ، وإن من
العجب إن يستر الله العبد ثم يصبح ويفضح نفسه ويقول :
يافلان عملت يوم كذا وكذا ، فيهتك نفسه ، وقد بانت يستره
ربه )).{البخاري}
8ـ أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينيه .
قال الحسن البصري : هانوا عليه فعصوه ، ولو عزوا عليه
لعصمهم . وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد . قال
تعالى : { ومن يهن الله فما له من مكرم } (الحج : 18 ) .
9ـ أنها تطفيء من القلب نار الغيرة : ولهذا كان النبي (ص) أغير
الخلق على الأمة ، والله سبحانه أشد غيرة منه . كما ثبت
في الصحيح عنه (ص) أنه قال : (( أتعجبون من غيرة سعد ؟ لأنا
أغير منه والله أغير مني )) {رواه البخاري ومسلم } .
************** *************
المصدر:الجواب الكافي لمن سال عن الدواء الشافي — لابن قيم