سمعت من بعض طلبة العلم إنكارهم على من خطب الجمعة وترك ما اعتاده الخطباء من ختم الخطبة الأولى من الجمعة بقول الخطيب دائما: أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، أو ختم الخطبة الثانية بقوله: إن الله يأْمر بالْعدْل والإحْسان[النحل:90] الآية، ومن ترك هذا أُنكر عليه، حتى قال طالب علم: ترك هذه الآية وعدم ختم الخطبة بها بدعة ومخالف للسنة؟
لا حرج في ترك ما ذكر، فلا حرج أن يترك الخطيب، أقول قولي هذا وأستغفر الله، ولا حرج أن يترك الآية، إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ .....[النحل: 90]، كل هذا لا حرج فيه، فمن قال ذلك فلا بأس، ومن ترك ذلك فلا بأس، وختمها بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو بآية أخرى، كل هذا لا حرج فيه، والذي يقول: إن ترك هذا بدعة هذا غلط، وليس عنده خبر، والختم بهذه الآية يروى عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يختم بهذه الآية، وأما: أقول قولي هذا وأستغفر الله فيروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ففي كل حال أن هذا ليس بأمر لازم، وختم الخطبة بأقول قولي هذا أو بالآية الكريمة كله ليس بلازم، بل إذا نوع الخطيب ختم الخطب بأنواع منوعة من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن آيات أخرى أو أحاديث كله حسن، حتى لا يظن الناس أن هذا شيء لازم؛ لأن الخطيب إذا التزم بهذه الآية وبقوله: أقول قولي هذا، يظن بعض الناس أن هذا شيء لازم وأنه سنة مؤكدة، وأن تركه بدعة، كما ظنه من قلت عنه، ولكن متى نوع الخطيب، فتارة يأتي بهذه الآية، وتارة لا يأتي بها، وتارة يأتي بقول: أقول قولي هذا وأستغفر الله، وتارة لا يأتي به، علم الناس أن الأمر واسع، وأنه لا حرج في ختم الخطب بهذه الآية أو بغيرها، وبقول: أقول قولي هذا أو بغيره، حتى لا يكون هذا الأمر واضحا للناس وبينا، فلا يقع الناس في الغلط، والله ولي التوفيق.