• الجدية خلق محمود في كل حال ومجال .. في أمور الدنيا والدين ..
• بالجدية لن تكون أمتنا مهانة بل مهابة ..
• الجدية من الجد والاجتهاد .. نقيضها الهزل والاستهتار ..
• الجدية لا تكون بالتمني ولكنها بالصدق مع النفس والأخذ بأسبابها المادية ..
• الجدية لا تعني الغلو ولكن الأخذ بالعزائم ومعالي الأمور ..
• الجدية ليست تقطيب الجبين أو عدم الضحك و البشاشة ولكنها روح تسرى في الجسد تحمل النفس على الجد والعمل مع البسمة الخفيفة الرقيقة والضحكة المعتدلة .
خذ الكتاب بقوة
* قال تعالى: ( والذين يُمَسِّكون بالكتاب ) سورة الأعراف: 170 .. انظر إلى الصيغة اللفظية : (يمسكون). . تصور مدلولاً يكاد يحس ويرى . . إنها صورة القبض على الكتاب بقوة وجد وصرامة . . الصورة التي يحب الله أن يؤخذ بها كتابه وما فيه . . في غير تعنت ولا تنطع ولا تزمت . . فالجد والقوة والصرامة شيء والتعنت والتنطع والتزمت شيء آخر . . إن الجد والقوة والصرامة لا تنافي اليسر ولكنها تنافي التميع ! ولا تنافي سعة الأفق ولكنها تنافي الاستهتار ! ولا تنافي مراعاة الواقع ولكنها تنافي أن يكون \"الواقع\" هو الحكم في شريعة الله ! فهو الذي يجب أن يظل محكوماً بشريعة الله ! .. والتمسك بالكتاب في جد وقوة وصرامة .. تفسير في ظلال القرآن
• قال تعالى : ( يا يحيي خذ الكتاب بقوة ) سورة مريم : 12 أي بجدّ وحرص واجتهاد .. .. وأنت صبي يحكم .. لأنك تربية على الجدّ والرجولة لا على الترف، ولا على الشهوات، ولا على متابعة النفس، ومطاوعة الرغبات، ولا على توفير المطالب
نماذج للجادّين
• سيدنا أبو بكر الصديق .. النحيف.. ضعيف الجسد .. قوي الهمة والإرادة ..
الجاد في أمره .. يقول عن حاله : ( والله ما نمت فحلمت .. ولا سهوت فغفلت .. وإنني على الطريق ما زغت ) .. هذه كلمات تعبر عن مدى تغلغل مفهوم الجدية في نفس أبي بكر فالعمر قصير ولا وقت للهزل .. فمن جد وجد ..
• مر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعبد الله بن الزبير بن العوام وكان صغيراً وقتها .. وكان كلما مر بالصبيان وقتها تفر من أمامه لهيبته.. ولكن عبد الله لم يفر .. فسأله عمر: لم لم تجر كما جرى أقرانك .. فقال عبد الله : لم أخطي لأفر ولم يكن الطريق ضيقاً لأوسع لك الطريق ..
• اجتمع يومًا ابن حزم الأندلسي الفقيه الظاهري مع أبي الوليد الباجي الفقيه المالكي، وجرت بينهما مناظرة سنة 440 من الهجرة ، فلما انقضت المناظرة قال أبو الوليد الباجي لابن حزم : تعذرني فإن أكثر مطالعاتي كانت على سرج الحراس .. فأبو الوليد الباجي كان فقيرًا لا يجد مالاً .. لا يجد مصباحًا في بيته ، فاعتذر لابن حزم لأن قراءته ومذاكرته وطلبه للعلم كان على مصابيح الحراس .. فالحراس كانوا يمشون في الليل بمشاعل لحماية البلاد من اللصوص ، فكان هو يسير وراءهم يقرأ في الكتاب ، ويذاكر على ضوء مصابيح الحراس .
تضيع الأعمال في بحور التسويف
من مظاهر عدم الجدية : كثرة الوعود والأماني مع التسويف .. فتجد البعض منا يمني نفسه بأماني ما أجملها وما أحلاها وما أعظمها لكن لا يتبعها عمل .. فالأمر لم يخرج عن كونه كلاماً غير جاد .. سأحفظ القرآن إن شاء الله .. عندما أنتهي من الدراسة سأتعلم العلم الشرعي، وأتفرغ للدعوة إلى الله .... وقد عشنا هذا الموضوع في قراءة القرآن مثلاً .. يتأخر المسلم عن قراءة ورده اليومي فيقول: غداً سأقرأ أكثر من جزء وأدرك ما فاتني .. وفي الغد يؤخر لليوم الآخر وهكذا .. وتتراكم عليه القراءة والأعمال فلا يعمل أي شيء .. وهكذا تغيب الجدية في حضرة التسويف .. ونراها في التوبة من المعصية يقول العاصي: سوف أتوب أو غداً أتوب، أو إذا جاء رمضان سأقلع عن عادة التدخين، ويمر رمضان فيقول لم أستطيع ولكن إن شاء الله سأفعل في الشهر القادم، وهكذا ... الخ .. ويبقى على ما هو عليه.
وهكذا تضييع الأعمال في بحور التسويف ..
دعـــــــوة للجدية .
• خذ نفسك بالحزم وقوة العزيمة .
• لا تصاحب إلا الجادين .. وانسلخ من صحبة الكسالى والمسوفين .
• تذكر الموت والدار الآخرة .
• أكثر من قراءة قصص ومواقف السلف الصالح في نظرتهم لهذا الأمر .
• لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد .
• قف مع نفسك وقفة صادقة جادة .