تعتبر الشبكة العالمية الأنترنيت من أعظم أختراعات التي شهدها القرن الماضي الملئ بالتطورات،حيث تتخطى انترنت اليوم كل الحواجز الزمانية والمكانية التي حالت منذ فجر التاريخ دون انتشار الأفكار وامتزاج الثقافات بين الناس ، وتبادل المعارف ، ومن المعروف أن حواجز الجغرافيا منها اقتصادي -تكلفة شحن المواد من مكان إلى آخر- ومنها فكري وثقافي-حيلولة بعض الدول من دخول أفكار وثقافات معينة إلى بلادها-، أما اليوم فتمر مقادير هائلة من المعلومات عبر الحدود على شكل إشارات إليكترونية لا يقف في وجهها شيء والتي جعل من العالم قرية صغيرة حيث تصل المعلومة خلال الثواني من أقصى ال ش رق الى أقصى الغرب ، وفي ذلك نواح إيجابيةلا تعد ولا تحصى. والتي يمكن تجنيدها في قضية الدعوة ، بل والوصول إلى بعض الدول التي تضع سياجاً على الدين والتدين والتي يصعب الدعوة فيها بالوسائل العادية .
وانطلاقا من فضل الدعوة إلى الله عزو جل ، ومسئولية المسلمين في تبليغها يصبح من الضروري الاستفادة من الوسائل المتاحة لخدمة الدعوة إلى الله جل وعلا ، وتسخير هذه الوسائل لتحقيق هذا الهدف،ويأتي في مقدمة هذه الوسائل في هذا العصر " الانترنت " التي تعد مجالاً خصباً للدعوة إلى الله ووسيلة مهمة من وسائل تبليغها ، فهي وعاء إن ملئ بالطيب عاد بالنفع والفائدة وإن ملئ بالضار الخبيث أضر الناس ضررًا لا يعلم مداه إلا الله , فالانترنت إن وظف وسُير في نشر العلم والخير وتثبيت العقيدة الإسلامية وتدعيم الأخلاق ونشر الدين وتوضيح محاسن الإسلام كان نفعه أعظم بكثير من الوسائل الأخرى ، ويكون بذلك من الوسائل الجديرة بالاهتمام من قبل الدعاة إلى الله سبحانه ، والمهتمين بهذا الأمر من المسلمين،وحيث أن البعض يستخدم هذه الوسيلة لتدمير الأخلاق والقيم لدى شبابنا من خلال المواقع الأباحية والتي يدخل اليها شبابنا في مقاهي الأنترنيت وبنسبة عالية وهذا ماأكدتها بنفسي من خلال تجوالي في بعض هذه المقاهي وهذا يفرض على الدعاة عبئاً آخراً على أعبائهم الدعوية لكي يدخل فيها وينشر الخير والأصلاح للشبابنا في الدنيا والآخرة.
وأخيراً نسأل الله أن يثيب ويوفق كل الشباب والدعاة الصالحين الذين يحملون هموم إخوانهم من الشباب والشابات الذين يستخدمون هذه التقنيات في معصية الله والذين يجتهدون في إيجاد البدائل لكل منكر والإحتساب عند الله في كل هذه الجهود الدعوية الرائعة ، ونسأل الله أن يهدي شبابنا وبناتنا لطريق الخير والصلاح ليكونوا أدوات بناء وحماية لديننا وبلادنا وأخلاقنا من الأنحلال والأنصهار في بوتقة العولمة المزعومة