تمهيد في المشكلة والحلول"
عندما يكثر الحديث في المجتمع من المجتمعات او امة من الامم فمعنا ذلك ان هناكمشكلة قد دفعت هذا المجتمع او الامة الى ماْزق الامر الذي استفر العقول المفكرة الى البحث عن حل لهذة ( المشكلة ) وذلك حتى يخرج هذا الاجتماع الشري من ( الماْزق ) الذي تردى فية
وتلك هي حل الامة الاسلامية في العصر الذي نعيش فية . ان امتنا ، بمجتمعاتها الكثيرة ، تعيش ( مشكلة ) ، لاتتمثل في ( فقر الامكانات ) المادية والروحية، وانما في ( الافتقار الى النظام ) الاقدر على توظيف واعمال واستثمار ما لديها من امكانات .
فلقد كان المسلمون ، على مر تاريخهم القديم ، يواجهون ( مشكلات التراجع والموات الحضاري ) ( بحلول الاحياء والنهوض الاسلامي ) فكانة ( التجديد ) دائما اسلاميا واكانت الحلول دائما اسمية المرجعية والمنابع والاصول .
يقول جمال الدين الافغاني الدين الذي هو السبب المفرد لسعادة الانسان .فلو قام الدين على قواعد الامر الهي الحق ، ولم يخلطهة شىْ من اباطيل ، فلا ريبة انة يكون سبا في السعادة التامة والنعيم الكامل .
ويقول ايضا( ان العلاج الناجح لانحطاط الامة الاسلامية يكون برجوعها الى قواعد دينها . ومن طلب اصلاح الامة بوسيلة اخرى فقد ركب بها شططا ولا يزيد الامة الا نحسا ولا يكسبها الا تعسا.
لتبيان ذلك تاتي صفحات هذة الدراسة بلور ( مشكلات النهضة ) والتيارات التي اختلفت حول هوية ومرجعية ( الحلول ).
الباب الاول
في الحياة العقلية
1ـ الخيار الاسلامي في مذاهب التقدم .
ليس كل تغير تفدما فالتقدم لغة هو السير الى الامام . لكن المام اذا لم يكن خيرا وافضا من السابق لا يستحق المعنى السصلاحي للتقدم حتى وان انطبق علية معناه الغوي .
فتحقيق الخايات في السعادة والتقدم والارتقاء ، وتغير سلبيات الواقع ونواقصة لا يتاتى بمجرد الاماني فلا بد لتحقيق الاماني من الاخذ بالسنن واعمال القوانين والتعلق بالاسباب فهذا الكون الذي نعيش فية قد ابدعة اللة لغايات وحكم ، واقامة نظامة على القوانين والعلل والعلاقات والاسباب فلا شيْ يتم بدون اسباب وقوانين وسنن تضبظ علاقات الاسباب بالمسببات .
لكن الخلاف قد وقع بين المذاهب والفلسفات في معنى التقدم وفي المناهج والسبل المحققة لارتقاء .
فاصحاب النزعة ( الباطنية ـ الخنوصية ) يرون ( التقدم والارتقاء ) الذي يسمونة خلاصا يرونة في المجاهدة الفردية ـ الجوانية ـ التي تعتمد على العرفان الذاتي ن وتقوم على ادارة الظهر للمادة وعالمها ، والجسد وحاجاتة ن والدنيا وما فيها .
فهم لايعتدون بالعمل كسبب فاعل ومثمر بل يعرضون عنة وهم جبريون ينفون وجود الارادة الانسانية ، فالجبر هو الظريق التقدم ، و الحرية هي طريق السقوط في النار ؟!
ومفهوم التقدم ، لدى الماديين في الحضارة الغربية العلمانية يعني : السيطرة على الطبيعة وقهرها من قبل الانسان .. ذلك الانسان الذي تصوره الماديون : ( سيدا لهذا الكون ) ، لاحدود لحريته واختيارة .. وهدف هذه السيطرة على الطبيعة والقهر لها ، هو تحقيق الحد الاقصى من القوة ، والحد الاقصى من الوفرة المادية .
ذلك الانسان الذي يحاكي في القوة المادية الاسد المفترس والذي يعلم ظاهرا من الحياة الدنيا عازلا علومه .
اما الروية الاسلامية للتقدم ، والمذهب الاسلامي في الارتقاء ، فإن لهما مفاهيمهما المتميزة ، ومناهجهما المتميزة ايضا .
فالتقدم يجب ان يكون تحقيقا للتوازن الذي هو الوسط .. أي العدل .. في ذات الانسان ا
وتحقيقا للتوازن الذي يجمع بين ( الوحدة في الانسانية) بين البشرية وبين ( التعددية ) في الشعوب والاقبائل والقوميات والحضارات .
وتحقيقا للتوازن ( سلطة الانسان ) في عمارة الارض وبين ( سيادة الحاكمية الالهية ) فوق ( سالطة الانسان ) ، لان ( سلطة الانسان ) الخليفة لسيد الوجود وخالق لكل موجود وراعي ومدبر كل امر .. وليس س لفرد ، وفي علاقاته بالبيئة والطبيعة والمحيط . لطة الانسان المغتصب للسيادة الالهية في هذا الوجود .
........................................................................................
2 ـ التعددية الفكرية
( التعددية ) تنوع موسس على تميز وحصوصيةولذك فهي لايمكن ان توجد الإ في اطار الوحدة والجامع .
فعلى المستوى العلمي هناك تعدديةالحضارات المتميزة والقوميات المختلفة . وعلى مستوى كل حضارة من الحضارات هناك تعددية في المذاهب ، وتيارات السياسية مع اجتماعها في رابط الحضارة الواحدة وجامعتها . واذا كانت الوسطية الجامعة في الصور الاسمي هي خصيصة من خصائص الاسلام ، فإن التعددية الموزونة بميزان الاسلام ، لابد ان تكون تميزا لفرقاء يجمعهم جامع الاسلام ، وتنوعا لمذاهب تحكنها مرجعية التصور الاسلامي الجامع .
ففي القوميات والاجناس تعددية ، يتحدث عنها القران باعتبارها .(ايه) من ايات الله وفي الشعوب والقباءل هناك تعددية تثمر التمايز الذي يدعو القران الى توظيفه في إقامة علاقات ( التعارف ) .
وفي الرعية الدول الاسلامية الاولى ، على عهد رسول الله ( ص) كانت هناك تعددية في إطار وحدة الامة تحدث عنها تفصيلا دستور الدولة .
........................................................................................
3 ـ الاجتهاد الاسلامي والعقلانية المومنة .
ولما كانت الشريعة الاسلامية هي شريعة الرسالة الخاتمة فلاوحي بعد القران ولا نوة بعد محمد ( ص ) فلقد وقفت الشريعة الاسلامية عند ( التفصيل ) في الاحكام هو ( ثابت ) ، و ( الاجمال ) في الاحكام لما هو ( متغير ) .
ولهذه الحقيقة من حقائق الوسطية الاسلامية بين الثوابت والمتغيرات .. وبين الشريعة وبين الفقه لهذه الحقيقة ، كان الاجتهاد فريضة كفائية من فرائض الاسلام .
كان الرسول ( ص) يرسى قواعد الاجتهاد الاسلامي ، ليس بمجرد السماح به ، بل بالحث عليه ..فهو القاءل ( من اجتهد برئيه فاصاب فله اجران ، ومن اخطافله اجر واحد ) .
وقال : ( يبعث الله لهذه الامة على راس كل مائة سنة من يجدد لها امر دينها ) .
فهو اجتهاد يرى فيه العقل المسلم واقعه المعاصر في ضوء منابع الاسلام دونما تقليد لتجارب تاريخه ، او جمود عند فكر وسيط تجاوزه التايرخ .
الباب الثاني
ـ في النظام السياسي
1ـالاستخلاف الهي.. والخلاف الاسلامية.
في النظام الاسلامي هناك مبادئ الهية ، تحقق لهذا النظام تميزه .. وهناك اليات التي هي ثمرات للاجتهاد والخبرات .
فمن الله الوحي بالشريعة الهيه ومن الانسان ان النظام والدول التي تخلف الامة في النهوض بما يفوضه اليها الانسان .
فان نظام الخلافة قد اصبح هو جوهر فلسفة الدولة في النظام الاسلام كما يقول الرسول ( ص):( كانت بنوا اسرائيل تسوسهم الانبياء كلما هلك نبي خلفه نبي ، وانه لانبي بعد انه سيكون خلفاء ).
والخلاف الاسلامية هي دولة الموسسات فالقرارات فيها ثمرة للمشاركة الشورية .. والتفويض فيها ل( اولي الامر ) ، وليس ل( لي الامر ) المستغني والمستبد .
والرقابة على السلطة التنفيذية سلطة متميزة تختارها الامة .
2 ـ الشوى الاسلامية والديمقراطية الغربية .
الشورى : اليةمن اليات المشاركة في انضاج الراي وفي صنع القرار وهي في النظام الاسلامي متميزة في النظام الفكرية الاخرى ، لان مكانت الانسان المسلم ، الذي يشارك في صنع القرار ( الخليفة لله ) .واذا كان الانفراد بالراي والسلطة ، هو المقدمة للطغيان ( كلا ان الانسان ليطغى ان راه استغنى ) ، فان المنقذ للانسان من هذا الطغيان هو نظام الشورى الاسلامية .
ففي مجتمع الاسرة يعتمد الاسلام الشورى فلسفة للتراضي والمشاركة في تدبير شوون الاسرة .وفي شوون الدولة ، يفرض الاسلام ان تكون الشورى شورى الجماعة ، هي فلسفةوالية تدبير الامور ( وشاورهم قي الامر
الديمقراطية تجعل (السيادة) في التشريع ابتداء للشعب.اما في الشورى الاسلامية فان (السيادة)في التشريع ابتداء لله .وما للانسان في التشريع هي سلطة البناء على هذه الشريعة الالهية.
3_ الاحزاب السياسية ان الاحزاب السياسية المعاصرة ، هي (اجتهادات متعددة)في ميادين (اصلاح المعاملات )الاجتماعية في شؤن العمران الأنساني ..وقريب منها عرفت حضارتنا الإسلامية (المذاهب الفقهية).
إن مصطلح (الحزب ) غيرٌ غريب عن التراث الإسلامي ،ولاهو بالوافد والطاريء على حضارتنا الإسلامية ..ففي القرآن الكريم والسنة النبوية نجده مستخدماً،ليس بالمعنلى السلبي وحده، بل وبالمعنى الإيجابي أيضاً.
فلقد أُطلق المصطلح (حزب) على المجتمعين علىالمنهاج الإلهي (فإن حزب الله هم الغالبون).وإذا نحن نظرنا إلى الحضارة الإسلامية ،التي مثلت العمران المصطبع بصبغة الإسلام ،فإننا سنجد كل (الفرق) الإسلامية قد نشأت نشأة سياسية .
وفي العصر الحديث ،عرفت بلادنا الأحزاب والجماعات السياسية،وهم قد اقامو هذه الأحزاب والجمعيات مسترشدين بتراثنا في (الفرق) ،وليس تقليداً للحضارة الغربية .
4_ المعارضة السياسية المنظمة .
ان القيام بفريضة (الأمر بالمعروف) يقتضي أن يحب القائم بها (المعروف)،ويؤيد اهله..كما ان القيم بفريضة (النهي عن المنكر)يقتضي ان يكره القائم بها (المنكر)،ويعارض اهله.
وكما يحدث التأييد وتتم المعارضة من خلال المواقف الفردية ،فانهما تتمان جماععيين ومنظمين عندما يختار أهلهما تأييدهم أو معارضتهم بواسطة المأسسات والجمعيات والأحزاب ،لتكون أفعل .
إن ولات امور المسلمين ،في المنهاج الراشد للخلافة الإسلامية ،كانوا ينبهون الرعية على ضرورة المراقبة والمحاسبة تنبيهاً.
ان المعارضة وظيفة سياسية عامة دائمة في المجتمع ،للرقابة والمحاسبة دائماً ، ورفع الصوت بالمعارضة فهو رهن بوجود المنكر الذي يستوجب المعارضة.
إن المعارضة للحاكم لاتعني الخروج على الجماعة ،بل تكون في سبيل الجماعة .
هكذايبلغ الاسلام بالمراقبة والمحاسبة والمعارضة مرتبة(الفريضة)،تأسيساً على الحرية التي فطر الله الناس عليها وتفريعاً على فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الباب الثالث
في النظام الاجتماعي
العدالة الاجتماعية
في البعد الاجتماعي لنظرية الاستخلاف الاسلامية،تكون الملكية الحقيقة _ملكية الرقبة_ في الاموال والثروات لله ،.وللانسان كانسان ،في هذه الاموال والثروات الملكية الخاصة ..ملكية منفعة يجوز ويستثمر .(امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلف في الاموال والثروات)
فلقد تويط الاسلام ،فلم يجرد الانسان من حق الملكية للثروات والاموال.. وأيضا لم يرفع الضوابط عن حريته في التملك والتصرف .
بل لقد امتدالاسلام بافاق فريضة العدل لتشمل العدو بعد ان شملت الاولياء ..فللاولياء النصرة اما العدل فهو واجب حتى مع الاعداء .
2_نظام الوقف وتعظيم دور الامة في اقامة العدالة ..
وصناعة الحضارة ..
في التطور الحضاري لامتنا الاسلامية ،هناك معادلة غير مفهومة لدى الكثيرين،وهي كيفية التوفيق بين الانحراف المبكر للدولة الاسلامية عن فلسفة الشورى ، وفي (العدل الاجتماعي)
،وبين بناء وازدهار الحضارة الاسلامية ، كاعظم حضارات التاريخ الانساني ،في ظل هذا الانحراف ؟!
ان الامة .. ومؤسساتها الاهلية ، واعمالها الخيرية _ والتي ظلت خارج نطاق الدولة _
هي التي ابدعت حضارة الاسلامية .
كانت الدولة ،تقود الفتوحات .. لكن نشر الاسلام ، في البلاد المفتوحة وابداع العلوم ، كان صناعة الامة.والامة ،هي حاملة امانة الرسالة التقدم .
ان (الوقف) قد كان الام التي تولت صناعة امتنا لهذه الحضارة الاسلامية ..ولم تكن (الدولة) ولا (خزائن السلطانية) هي التي صنعت او مولت هذه الملحمة الحضارية العظمى!..
ولقد ظلت هذه المؤسسة ،على مر تاريخنا،احدى اهم مؤسسات الامة،التي اعانتها على صناعة الحضارة،على الرغم مما اصاب (الدولة)..ففي الدولة الاموية قام اول ديوان للاوقاف ..وفي العصر العباسي ،ومع اتساع نطاق الأوقاف
هذه هي الحقيقة التي تفسر وتحل المعادلة ..التي يخفق في حلها كثيرون..
الباب الرابع
في الحريات العامة
1_الحرية..وحقوق الانسان..
بداية الاسلام ،وعلامته :شهادة ان لااله الا الله ،وأن محمدا رسول الله..
وبالتوحيد يتم تحرير الانسانمن استعباد كل الطواغيت والقوى المادية.
والقرءان الكريم يذكر الحرية والتحرير ضمن معالم الرسلة المحمدية.لقد بلغت انسانية الأسلام الى حيث جعل الحرية فطرة فطر الله الناس عليها..وليس فقط الذين حررتهم شهادة التوحيد (ولقد كرمنا بني آدم )،ويقول الفاروق عمر بن الخطاب (ر.ض)(متى استعبدتم الناس وقدولدتهم أمهاتهم احرارا)كان الناس هنا نصارى والمسلمين و..
واذاكانت حضارات حديثة ومعاصرة قد جعلت الحرية حقا من حقوق الانسان ..فأن الاسلام ، قبل أربعة عشر قرنا،قد جعل الحرية فريظة الهية و واجبا شرعيا.ولقد جعل الاسلام تحرير انسان (تحرير رقبة) كفارة للقاتل الغير المتعمد.
وان الاسلام يرى الانسان خليفة لله ،في عمارة الارض ..له حرية.. وارادة.. لكنها حرية الخليفة والنائب والوكيل ،المحكومة ببنود عهد الاستخلاف.. فحرية الانسان ، وان بلغت في الاسلام مرتبة الفريضة،الا انها محكومة بحقوق الله، التي هي حدود الشرعية.وتكون الحرية الانسانية ملتزمة بافاق الشريعة وحدود الله ونطاق العبودية لواجب الوجود.
لعل في التحلل وانهيار الحضارات والمجتمعات التي جعلت من (المصلحة الدنيوية وحدها)، بل من الملذاتوالشهوات سقوفا وحيدة للحرية،على حين اهملت ضوابط الشرائع الهية،وحدود الحلال و الحرام الديني ،ما يزيد الانسان المسلم استمساكا بفلسفة الاسلام في الحرية.
2_التحرير الاسلامي للمراة
لقد عرفت بلادنا ،منذ الاحتكاك الحضاري بينها وبين الغرب في العصر الحديث ،دعوات و حركات لتحرير المراة المسلمة.. وفي هذه الدعوات اختلط الحق بالباطل.
نحن نؤمن بأن المراة ،على مر التاريخ ،وفي مختلف الحضارات ،قد حملت من القيود والمظالم اكثر بكثير مما حمل الرجال.. ولذلك ، فان الدعوة الى تحرير المراة،ضمن الدعوة الى تحرير الانسان.
لكن الخلاف بين دعوتنا وبين الدعوات العلمانية،في هذا الميدان ،قائم حول (نموذج التحرير).. فالعلمانيون قد تبنوا (النموذج الغربي لتحرير المرأة)..وهو الذياراد للمراة ان تكون (الند_المماثل) للرجل.. بينما ندعوا نحن الى (النموذج الاسلامي لتحرير المراة) ،ذلك الذي يرى المرأة الشق المكمل للرجل والمساوي له ايضا، فيحتفظ لها بتميزها كأنثى،دون ان ينتقص من مساواتها للرجل كانسان.
ولقد سوى الله ،في الخلق وفي الانسانية بين الرجل والمراة،فخلقهما من نفس واحدة.وأراد سبحانه وتعالى للعلاقة بين الرجل والمراة أن تكون علاقة المودة والرحمة.وجاء الخطاب الهي عاما للرجل والمراة .. ودذلك التكليف ،تاكيدا للمساواة بينهما في الاهلية، وجعل المساواة في (الحسااب و الجزاء) على التكاليف و الامانات التي استوى النساء والرجال في حملها (من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبة ).
ولقد شمل المساواة اغلب فروض الكفايات التي يتوجه التكاليف فيها الى الامة..فاذا قام امراة بهذه الفريضة سقطت عن الباقين وكذلك الرجل ،كالتكليف ب(الامر بالمعروف والنهي عن المنكر).(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر).
الباب الخامس
" في الانتماء"
1_الانتماء السلامي..والوطني ..والقومي..
الانتماء الاول والاكبر،بالنسبة للمسلم،هو الى الاسلام وامته.لكن النتماء الاول والاساسي،لا يعني انكار وجود انتماءات ثانية،وصغرى وفرعية..
فالجهاد في سبيل الوطن الاصغر فرض عين..والاقربون اولى بالمعروف والزكوات والصدقات لاتخرج من القرية او الاقليم او الوطن الا بعد كفاية ساكنية..
ان رسول(ص)،هو الاسوة والقدوة في هذا المقام.زفمكة،قلعة الشرك ، التي حاصر اهلها دعوة الاسلام..وهموا ليثبتوا الرسول (ص) ويسجنوه..بل دبروا لقتله.. مكة هذه ، ظل القلب النبوي جياشا بحبها..حتى لحظة اخراجه منها قال:(والله انك لاحب البلاد الى الله..واحب البلاد الي ،ولولا ان اهلك اخرجوني منك ما خرجت).
ان القوم هو مصطلح (عربي_قراني)..قوم الانسان هم الدائمو الاقامة معه.فان القومية اذا خرجت مضامنها عن دائرة اللغة،يعزل القوم عن الدائرة الاسلامية ، فانها تخرج بهذا المفهوم عن ان تكون حلقة وصل بين (الوطنية) وبين (الجامعة الاسلامية).
ولقد استنكر الرسول(ص) ان تكون القومية العصبية والعرقية فقال :(ليست العربية باحدكم من اب او ام،وانما هي اللسان ،فمن تكلم العربية فهو عربي).
2_الاقليات الدينية والقومية
ان هذا الانتماء ،لا يقف عند حدود المتدينين بالاسلام ،بل يشمل ،الاقليات غير المسلمة، التي انصهرت مع الاغلبيات المسلمة.
ان ايمان الاسلام بالتعددية،كسنة من سنن الله ، هو الذي ميز امته في الديانات والاقوام،فلانه اعلن ان (لا اكراه في الدين)، عاشت في ديار السلام الاقليات غير المسلمة،وحفظ لها امانها على عقائدها،كفرضة اسلامية وليس مجرد (تسامح)و(حق).
وان المواطن من ابناء الاقليات الدينية،الذين يعيشون مع الاغلبية المسلمة،ويشاركونهم الانتماء للوطن ، والولاء له،هم شركاء في المواطنة،لهم البر والعدل ،فريضة من الله فرضها على الاغلبية المسلمة.
فدولة الاسلام كانت،منذ النشاة،بديلا لدولة البيزنطيين المستعمرين،ولم تكن بديلا لدولة نصرانية وطنية شرقية، ولذلك كانت تحريرا للنصارى وتامينا للنصرانية،ولم تكن انتقاصا لحق من حقوقها.
3_المسجد الاقصى..والقدس الشريف ..وفلسطين
رغم كثرة مشكلات الامة الاسلامية ، وتعدد ماساتها الان ،الا ان لماساة فلسطين خطرا خاصا ومكانا متميزا..فالرباط بين المسجد الاقصى وبين الحرم الشريف والقبلة التي تجمع الامة ،ليس مجرد رباط جغرافي او تاريخي او حضاري..وانما هو(دين)نتعبد لله به.وعلى مر التاريخ كانت القدس وفلسطين محك الصراعات والتحديات التي غطت قرونا عدة من هذا التاريخ.
والصراع بين امتنا وبين الكيان الصهيوني على ارض الفلسطين ، ليس خاصا باهل فلسطين..
وموقف الاسلامي من (الدولة اليهودية) ليس موقفا من (اليهودية الدين)..فاليهودية دين من الديانات التي جاء الاسلام مصدقا لها ،وانما موقف الاسلام من هذه (الدولة) هو موقفه من (العنصرية اليهودية)،التي تحالف مع الغرب ضد نهضة الاسلام ويقظة الامة، واقامت في ارضه المقدسة قاعدة استعمارية استيطانية.
فلا موالاة بين الاسلام وبين من يخرجونهم من ديارهم ويظاهرون على اخراجهم من الديار.
ونحن نعلم ان المسلمين الاوائل ،لم يحاربوا المشركين لمجرد شركهم ،وانما حارب المسلمون المشركين لانهم اعتدوا على المؤمنين،وفتنوهم عن دينهم ، ولانهم اخرجوهم من ديارهم..
الباب السادس
في السياسة الخارجية
1_العلاقات الدولية..والنظام العالمي..
ليست للاسلام وامته مشكلة مع علاقات ونظام عالميرشيد..بل ان مشاركة المسلمين في اقامة هذه العلاقات الدولية العادلة والنظام العالمي الرشيد هي تكليف الهي فرضه الله،على المسلمين.
فالتعددية في الشرائع وفي الحضارات واللغات و..هذه التعددية في التصور الاسلامي ،سنة الهية.واقامة العلاقات بين فرقاءهذه التعددية (بالمعروف)،ووفق (ما يتعارف عليه الناس)..هو تكليف الالهي.
ومنذ فجر الاسلام ، وضع المسلمون هذا المنهاج في التفاعل الحضاري موضع التطبيق،فاخذوا من التجارب الحضارات الاخرى (المشترك الانساني العام ) واضافوه الى (الخصوصيات الاسلامية)التي تميز بها الرسالة الاسلامية الخاتمة..فاختاروا (التفاعل الحضاري ) رافضين (التبعية والتشبيه والتقليد) ،وكذلك (العزلة والانغلاق) ،صنعوا ذلك عندما اخذوا من الرومان (تدوين الدواوين)ولم ياخذوا (القانون )الروماني.
تلك هي صورة العلاقات التي نريد..ان يكون عالمنا (منتدى حضارات ستقلة).
2_ الجهاد
الجهاد هو سياج حماية الدعوة الاسلامية،وصيانة حريتها وحرية اهلها ، والسبيل الى الحفاظ على حرية وعزة امة الاسلام واستقلال ديار الاسلام،واداة ردع قوى العدوان التي تهدد حرية الدعوة والامة .
والجهاد يعني :بذل ما في الوسع والجهد.والجهاد القتالي ميدان من ميادين الجهاد ،وليس هو ميدانه الوحيد..واذا كانت المستويات العادية من العلم والعمل ،في كل الميادين ،هي فرائض عينية .. فان بذل الوسع واستفراغ الجهد في هذه الميادين هما الجهاد.
وكذلك يجب الجهاد القتالي ضد الذين يعتدون على حرية واستقلال ديار الاسلام.
وعندما اذن القران الكريم المسلمين في قتال المشركين ،علل ذلك باستفزاز المشركين للمسلمين من ديارهم واخراجهم من وطنهم .. فهو انتصاف من الظالمين .
ففاعل القتال هم المشركون ،الانهم هم الذين اخرجوا المسلمين من ديارهم.فميادين الاصلاح الاسلامي هي كل ميادين الحياة .. والجهاد الاسلامي هو اداة الاصلاح