إن الدين الإسلامي دين بشارة للإنسانية جمعاء ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين قال الله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين}"سورة الأنبياء"
والقران العظيم مليء بالبشارات للمؤمنين فمن ذلك قول الله تعالى: {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيرا}"سورة الأحزاب" ، {وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار}"سورة البقرة"
وكذلك السنة النبوية نجدها مليئة بالبشارات سواء بالنصروالتمكين أو الكفارات ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم:
1. ((بشر هذه الأمة بالسنا والدين والرفعة والتمكين فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب))رواه الإمام احمد
2. ((أبشروا وبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله قالوا : نعم قال :فأن هذا القران طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا)) موارد الظمآن- بإتباع القران
3. ((ابشري يا أم العلاء فأن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الفضة))رواه أبو داود
إن ما أحببت أن أقوله هو ضرورة أن يعيش إخواننا الدعاة جو البشارات فها هو النبي يبشرنا بالرفعة والتمكين لهذا الدين فلنسعى مجاهدين ولنبشر إخواننا المسلمين.
لذا سوف أتناول الموضوع من حيث التعريف وأثار البشارات وكيف نوجد تلك الروح عند الدعاة.
*التعريف:
لغةً: بشر: أي سر. أبشر فلاناً: أي بلغه البشرى. البشير: هو مبلغ البشرى. البشارة وجمعها بشارات وبشائر تعنى: الخبر المفرح.
اصطلاحا (حسب رأى الكاتب): أن يتباشر الدعاة إلى الله الأخبار المفرحة فمابينهم مثل {فضل الدعوة إلى الله -الإنجازات – مكاسب الدعوة الإسلامية …} مما يبعث روح التفاؤل والنشاط في المجتمع الدعوى وهذا لا يعنى استعجال قطف الثمر.
*الآثار المترتبة على البشارات:
1- البشائر لها اثر كبير في رفع الروح المعنوية لدعاة الى الله باختلاف مواقعهم الدعوية. ولنا خير مثل في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة الخندق والمشركين مجتمعين حول المدينة المنورة وهو يقول لأصحابه ((والذي نفسي بيده ليفرجن عنكم ما ترون من الشدة والبلاء وانى لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق أمناً وأن يدفع الله عز وجل مفاتيح الكعبة وليهلكن الله كسرى وقيصر ولتنفقن كنوز هما في سبيل الله)).سنن البيهقى الكبرى
2- البشائر تدفع المؤسسة الدعوية والداعية إلى مضاعفة الجهد لتحقيق الإنجاز تلو الإ نجاز. ولقد كان لمربى القائد محمد الفاتح دور كبير في صياغة شخصيته فقد كان يقول له منذ الصغر بأنك ستكون القائد الذي يفتح القسطنطينية والذي وصفه النبي صلى الله عليه في الحديث فقال ((لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ونعم الجيش جيشها)) فكان النصر والفتح على يده رحمه الله.
3- البشارات تجعل المؤسسة الدعوية تعيش روح التفاؤل والإيجابية والسعي إلى تحقيق الآمال وكما قال الإمام البنا رحمه الله : (( أحلام الأمس حقائق اليوم وأحلام اليوم حقائق الغد))
الطريق إلى الوصول إلى روح البشارات في المؤسسة الدعوية:
1- الثقة بالله عز وجل ونصره وتمكينه للمؤمنين والعمل الدائب لتحقيق الإنجازات وان نكون أصحاب همم عالية وكما قال عبد القادر كيلاني: ((سيروا مع أصحاب الهمم العالية)).
2- أن لا نشيع الأخبار المحزنة بين صفوف إخواننا الدعاة وأن لا نعطيها أكبر من حجمها فالأخبار الحزينة والآهات عادة ما تؤثر على كيان المؤسسة الدعوية فهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل الصحابي سعد بن معاذ وسعد بن عباده وعبد الله بن رواحه وخوات بن جبير رضى الله عنهم ليعرفوا موقف يهود بنى قريظة في غزوة الخندق فقال لهم صلى الله عليه وسلم : ((انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا فإن كان حقاً فألحنوا لى لحناً أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس)) السيرة النبوية لابن هشام.
3- النظر للوقائع والأحداث بروح إيجابية فكثير من التحديات عندما ننظر لها بروح سلبية لانجد لها حلاً ولكن عندما ننظر إليها نظرة إيجابية نجد لها الكثير من الحلولوالتصورات التى تفيد المجتمع الدعوىوتجعله يتقدم إلى الأمام.
وفى الختام ما كتبت هذه الكلمات إلا تذكيراً لنفسى ولمن غلب على نفسه اليأس والتشاؤم. فالخير لا يزال في هذه الأمة إلى قيام الساعة. واللههو الموفق إلى كل خير.
المراجع:
- الملتقى التربوي.
- فقه السيرة.. الغزالى.
- الرحيق المختوم.. المباركفورى