ظاهرة جميلة تهب علينا نسائمها ولكن من يحييها؟!
//
\\
آلاف الألوف حُرموا استرجاع صحتهم وعافيتهم
عاشوا تحت كابوس الموت المحتم
متكلين على آلات صناعية تساعدهم ولو مؤقتاً في البقاء على قيد الحياة
ولو لفترة قصيرة يشوبها العذاب المرير والأمل في الحصول على عضو من قريب أو متبرع حي
أو حتى من جثة تكون بالنسبة لهم هبة مباركة لحياة جديدة ممتعة وهنيئة.
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً
وإن كانت الحياة بيد الله عز وجل ولكنه في هذه الآية ذكر أن الإحياء بيد المرء تجاوزا وتعظيما لمن يقوم بهذا العمل النبيل ألا وهو التبرع بالأعضاء
ظاهرة إنسانية جميلة تهب علينا نسائمها ولابد من تشجيعها ومكافأة المبادرين عليها
لا سيما أنها ظاهرة جديدة على مجتمعنا
الله سبحانه وتعالى أوجدنا في هذا الكون وزودنا بالفكر والعلم
ولكنه جعلها بشكل نسبي بين الأفراد
فعلى من منحهم الله الفكر وتوجوه بالعلم أن ينيروا طريق غيرهم
أنه من باب التعاون على البر والتقوى ولا بد من تكاتف الجهود إزاء هذا الأمر
التبرع بالأعضاء سواء من الأحياء كالتبرع بالكلى والكبد والقرنية والقلب وباقي الأعضاء الأخرى
وليستشعر الشخص المتبرع بأعضائه قبل وفاته وأسرته بعد وفاته أن هذا الأمر يعد من باب الصدقة الجارية
فالقرنية السليمة حين تنقل من شخص متوفى إلى شخص كفيف فيبصر ويرى النور
ويستطيع قراءة القرآن وأداء أعماله فيكون الأجر لصاحبها متصلا بعد وفاته
والأمر يسري على بقية الأعضاء حين يستفيد منها إنسان مريض ويشفى
التبرع بعضو أو بقطعة من بعض الأعضاء من اشرف وأنبل الحسنات التي قد يقوم بها إنسان تجاه شخص آخر
وخصوصاً إذا ما وافق الأهل على تلك الهبة الخيرة لمنح بعض الأعضاء من جثة احد أقربائهم الذي توفي بسبب حادث مثلاً لمريض يكون بحاجة ملحة لها لاسترجاع حياته الطبيعية الهنيئة والممتعة ولهم عند الله سبحانه وتعالى الأجر والرضى.
بشرط أن تكون دوافعه نبيلة وشريفة حسب الأصول الطبية والأخلاقية وبعيداً عن أية استفادة مالية
وبذلك نضمن مجتمعا متكاتفا بدلا من المجتمعات التي أصبح الفرد فيها يبيع أعضاءه وهو حي ليستطيع إعالة أسرته
حتى أضحت الأعضاء بضاعة منتنة الرائحة عندما تحولت إلى تجارة رائجة
أفلا نوقفها ونتعاون على وسائل الإحياء المشروعة ؟!!
وتذكروا دائما وأبدا أن «هبة الحياة » من أسمى ما قد يقوم به أي إنسان خصوصاً إذا ما راعت الأسس والقواعد وتخطت أية اعتبارات شخصية أو تجارية تلوثها وتلطخ قيمتها
وتذكروا أيضا أن الإنسان بعد الوفاة سيدخل قبرا موحشا ويصبح جسدا لا روح فيه
وسيأكله التراب والدود خلال أيام، فالتبرع بأعضائه أنفع له في قبره،
فبدلا من أن يصطحب معه في القبر كليتيه وقلبه وأعضاءه، فليصطحب اجر التبرع بها فذلك انفع له،
أجارنا الله وإياكم من كل سوء
ولي عودة لذكر قصة واقعية حصلت قبل حوالي شهر لإحدى قريباتي
ودمتم بحفظ الله ورعايته
أسعد بقربكم وتواجدكم
وللجميع محبتي