أجيبوني -لو تكرمتم- عن حكم الذي يدفنه أهله في القبور المشيدة وهو غير راض، مع العلم أنه لا يوجد في تلك البلد التي هي بلدته سوى القبور المشيدة؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فإن الله جل وعلا شرع لعباده في الدفن؛ أن يدفن المؤمن في القبر في الأرض كما قال تعالى: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ، وقال تعالى: ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ فيحفر له نحو نصف القامة إلى ما يقارب ذلك ويجعل له اللحد في جهة القبلة ويوضع في اللحد، ويصف عليه اللبن ويطين حتى لا يصلي إليه التراب، ثم يدفن ويرفع القبر قدر شبر تقريباً من تراب القبر، ولا يجوز البناء عليه، لا قبة ولا مسجد ولا غير ذلك، ولا يجوز تجصيصه، ولا الكتابة عليه، ولا الزيادة على غير ترابه؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك، قال عليه الصلاة والسلام: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) رواه مسلم في الصحيح، وروى مسلم في صحيحه عن جابر - رضي الله عنه - قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه، هذا صريح بأنه لا يجوز التجصيص ولا البناء عليه ولا القعود عليه، لكن إذا دفن الإنسان في قبر عليه بناء فالإثم على من فعل لا عليه هو، إذا كان لم يأذن ولم يرض، إذا دفنه أهله في قبر مشيد يعني قد بني عليه أو جصص عليه يكون الإثم على من فعل، أما هو فلا إثم عليه إذا كان لم يرضَ ولم يأذن، وعليه أن يوصي بأن يدفن في المقابر السليمة، عليه أن يوصي ويجتهد أن يدفن في القبور السليمة البعيدة عن البناء عليها، هذا هو الواجب عليه أن يوصي أهله وقراباته ويحذرهم.