بتـــــاريخ : 3/15/2009 12:02:37 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 888 0


    الإيمان بالصفات طريق الإحسان

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : سعيد السواح | المصدر : www.salafvoice.com

    كلمات مفتاحية  :
    الإيمان الصفات طريق الأحسان
    الإيمان بالصفات طريق الإحسان

    كتبه/ سعيد السواح.

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

    أيها الحبيب:

    لقد أجاب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على سؤال جبريل -عليه السلام- عندما قال يا محمد: أخبرني عن الإحسان. فقال عندها -صلى الله عليه وسلم- أن تعبد الله كأنك تراه، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لن تروا ربكم حتى تموتوا)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (نور أنى أراه) فما السبيل إلى ذلك؟

    أخي الحبيب:

    سبيلك إلى ذلك لا يكون إلا عندما تتعرف على ربك الذي تعبده من خلال أسمائه ومن خلال ما وصف به نفسه، أو وصفه به النبي -صلى الله عليه وسلم- من صفات الجلال والجمال والكمال، فلتتعرف على ربك: أنه فعال لما يريد، وأنه متفرد بالخلق والإرادة وأنه -سبحانه- حاكم بما أراده، وأنه حي لا يموت، وأنه قائم على كل شيء، وقائم على كل نفس بما كسبت، فربك لا شبيه له، ولا نظير له ولا مثيل له.

    وهو كما قال -سبحانه-: (لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) (مريم:64-65)

    فهو سبحانه- مالك السموات والأرض وما بينهما، والمتصرف فيهما، فكل شيء له وبيده وفي قبضته، فإنه لا نظير له ولا مثيل له ولا شبيه له، وهو المستحق وحده العبادة دون سواه، بل يستحق منك أن تتحمل المشاق في سبيله، إذ كل ما عداه مربوب له خاضع لحكمه ولتدبيره فيه.

    فربك -أيها الحبيب- حي لا يموت، وهو الحي الذي لم تُسبق حياته بالعدم، ولم تعقب بالفناء، فهو -سبحانه- الأول الذي ليس قبله شيء، وهو الآخر الذي ليس بعده شيء، وهو الظاهر الذي ليس فوقه شيء، وهو الباطن الذي ليس دونه شيء، وهو القائل لرسول -صلى الله عليه وسلم- (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ)(الفرقان: من الآية58)

    وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه: (أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت والجن والإنس يموتون)

    وهو القيوم بنفسه القيم لغيره فجميع الموجودات مفتقرة إليه، وهو غني عنه، ولا قوام لها إلا به، ولا قوام له بدون أمره.

    وعليك أيها الحبيب:

       عليك أن لا تنسى أن تدو ربك باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وهو (الحي القيوم) الذي ورد في ثلاثة مواضع في القرآن.

    في آية الكرسي (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة:255)

     (الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (آل عمران:1-2)

     (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً) (طـه:111)

    فربك -سبحانه- حي قيوم لا ينام، فلا يعتريه نقص ولا غفلة ولا ذهول عن خلقه. وهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- يصف لنا ربه -سبحانه-: (إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط، ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل، وعمل النهار قبل علم الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه من بصره)

    وهو -سبحانه- لا يشبه المخلوقين لا في ذاته ولا في أسمائه أو صفاته أو أفعاله مقطوع طمع العبد أن يصل إلى كيف هو؟ ولا كيف صفاته؟ فهو كما قال -سبحانه-: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: من الآية11)

    (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ)(البقرة: من الآية255)

    (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) (طـه:110)

    وكفى في ذلك أيها الحبيب:

    يكفيك وصف ربك لنفسه: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (الإخلاص:1-4)

    فلا يعلم كيف هو إلا هو، ونقول أن صفات الله حق على حقيقتها كما أخبر الله -تعالى- بها، أخبر بها رسوله -صلى الله عليه وسلم- من غير كيف لها أو تمثيل، ومن غير تحريف لها أو تعطيل، فإننا نؤمن بها، ونكل الكيفية إلى الله -تعالى-، ونقول: (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (آل عمران:53)


    كلمات مفتاحية  :
    الإيمان الصفات طريق الأحسان

    تعليقات الزوار ()