بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم إنا نحمدك ونشكرك على ما أنعمت به وتفضلت من هذه المدارسات والمناقشات حول آيات القرآن الكريم ونسأل وإياكم أن يجعلنا أيها الأخوة المشاهدون والأخوة الضيوف من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته في شهر رمضان تطيب مدارسة القرآن وتطيب قراءة القرآن وتطيب تأملات وتدبرات القرآن الكريم لأن شهر القرآن شهر رمضان ارتبطت بالقرآن منذ نزوله فلا يذكر رمضان إلا ويذكر معه القرآن فمرحباً بكم أيها الأخوة في برنامجكم اليومي التفسير المباشر الذي يسعدنا أن نتواصل معكم من خلال الأسئلة والاتصالات والمناقشات والتأملات في آيات القرآن الكريم التي تناظر الجزء الذي نتحدث عنه اليوم وهو الجزء الثامن من أجزاء القرآن الكريم، وسوف تظهر أرقام الهواتف أمامكم للاتصال والسؤال وأحب أن أضيف اليوم أيها الأحبة المشاهدون خدمة جديد يمكن أن نقدمها لكم من خلال هذا البرنامج وهو الجوال التفسير المباشر الذي يظهر أمامكم على الشاشة بين حين وآخر نستقبل عليه أسئلتكم عن طريق الرسائل النصية فقط ولا نستطيع أن نستقبل الاتصالات وسوف نعرضها لكم على ضيوفنا في هذا البرنامج إن شاء الله ونجيب عليها والرقم هو 053227711 حديثنا اليوم سوف يكون في الجزء الثامن كما قلت لكم ويسعدني جميعاً باسمكم أيها الأخوة وأيتها الأخوات أن نرحب بأخي العزيز فضيلة الشيخ/ العباس بين حسين الحازمي الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمتخصص في دراسات القرآن الكريم والأمين العام للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم عموماً حياكم الله.
الشيخ : حياكم الله وفرصة طيبة في هذا المشروع المبارك مدارسة معاني القرآن الكريم.
المقدم : وأنا في الحقيقة شاكرا لكم يا أبا محمد استجابة لهذه الدعوة وأبشرك ولله الحمد أن هذا البرنامج لقى القبول ولله الحمد من المشاهدين ولكثرة الأسئلة والاتصالات والتشجيع الذي نلقاه وتلقاه القناة حول هذا البرنامج وفي الحقيقة يا دكتور العباس أن الواحد يلم بالدراسات الإسلامية يجد عليه مسؤولية في تبليغ وتقريب القرآن الكريم للأمة وتقريب بدايته ما أدرى تعليقكم على ما تشاهدوه اليوم يا دكتور العباس من إقبال الناس على القرآن وتدبر آياته في زماننا هذا ، مقارنة في الزمن الماضي القريب يعني.
الشيخ : الأنس والجن في صرف هذه النعمة التي أنعم بها ويسرها وهيئها للإنسان ومع ذلك الإنسان لا ينسى ذلك فيصرف هذه النعمة وينفذ ويلبي شهوات ورغبات الأنس والجن مع أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أوجدها لهم فمع ذلك المعنيين متضادين في هذه آخر السورة وفي أول هذه السورة نعم لأنها مكيتين والأمر الآخر لأن كثير من المظاهر كانت موجودة وكما أن الإسلام يحرص على التزام الأمور بأمور العبادات فكذلك يهتم بأمور حقائقه وعقائدية ويعبد هذه النعم لأنه هو بادئها وخالقها الله عز وجل.
المقدم : وهي أيضاً الموضوعات التي ينبغي علينا المسلم وهي قضية تدبر أصول الإيمان وما يتعلق بها .
لدينا اتصال أبا محمد من الأخ أحمد من السعودية حياك الله.
السائل : السلام عليكم ورحمة الله.
المقدم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ ونحن ندعو لكم في اليوم والليلة يا شيخ.
المقدم : الله يتقبل منكم.
السائل : على هذه السنة سنة تدبر القرآن ودي يا شيخ توضح قول الله عز وجل [قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ] {الأنعام:162} توضح الآية الله يحفظك.
المقدم : إن شاء الله تعالى سؤال الأخ أحمد هو في صلب الموضوع حقيقة الذي نتحدث عنه وهي قضية ارتباط سورة الأنعام بسورة الأعراف في هذه الآية [قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ] {الأنعام:162} كيف يمكن أن توضح الآية وتربطها بموضوعات السورة بصفة عامة.
الشيخ : نعم من الثابت في تفسير كتاب الله عز وجل أن السورة أي سورة من القرآن الطويلة لها مقدمة ولها خاتمة مقدمتها تهيئ وتمهد وخاتمتها تلخص ما ورد في هذه السورة ومن أعظم خواتم السور توضيح خاتم السورة لأن السؤال الذي يتوارد كثيراً على الإنسان وهو يقرأ سورة الأنعام هناك أحاديث كثيرة عن الأنعام والأنس والجن وصرف هذه النعمة لله عز وجل فهذه الآية توضح سر اهتمام ذلك الأمر أن المؤمن والمسلم يجب أن يصرف كل حياته ومماته لله بل حتى مماته «قل إن صلاتي» يعني الصلاة وهي العبادة أعم من الصلاة المفروضة أو النافلة كل الدعاء وهي في اللغة أصلاً وليس في كل ما يذبحه الإنسان وقد ورد الأنعام في سورة كثير جداً «ومحياي» كل ما يجري الإنسان سواء أكان يجري في حياة الإنسان في حال استيقاظه أو في حال نومه أو في قصده أو من غير قصده «ومماته» وهذا هو العجيب حتى ممات الإنسان هو السبب الذي يعد ويؤدي به إلى الموت لابد أن يعرف أن كل حياته لله عز وجل ولذلك ورد في آثار أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله إذا أحب عبداً استعمله» كيف يستعمله قال أن يهيأ له عملاً صالحاً يقبضه عليه ولذلك المؤمن يخاف جداً من قضية الخاتمة ويحرص أن تكون حسن الخاتمة ويخاف أن تكون سيئة الخاتمة وقد ورد كثير من السلف أنهم يخافون من تلك اللحظات الأخيرة يمكن بعض الناس يهتم بالعمل الكثير ولكنه لا يخاف من قضية الخاتمة هنا تأكيد على هذا الموضوع «ومماتي» المرء يحرص حتى على مماته السبب الذي يؤدي إلى الموت وطريقة الموت وكيفية الموت ولحظة الموت وفق ما أراد الله عز وجل «لله رب العالمين» وهذا ختام الآية ولا يدل على ذلك ذكر اسم الله عز وجل وذكر صفة الربوبية وذكر أنه رب للعالمين وأنت أيها الإنسان المطلوب منك في هذه الحياة، الموت والذبح والنسك والصلاة أنت من هؤلاء العالمين وهكذا.
المقدم : حتى يا أبا محمد ذكر في الآية التي بعدها قال «لا شريك له» تأكيداً لكلامك وارتباط بأولها بآخرها وضربت فعلاً بديع، أيضاً تسمية السورة أبا محمد سورة الأنعام، لماذا سميت سورة الأنعام بهذا الاسم وعلاقتها بموضوع السورة.
الشيخ : أقول لما ذكرت أن السورة تسمى في الغالب بأهم قضية فيها والقضية التي ندور في محورها والحديث هنا في هذه السورة عن هذه النعم عموماً ومنها الأنعام وكيفية شرك الله عز وجل على هذه الأنعام وكيف أن الكفار ما شكروا قالوا كيف أن الأنعام طعام حرث لا يطعمها إلا من شاء بزعمهم يعني أن يتصرفوا بهذه الأنعام كأنهم هم الذين خلقوها وكأنهم هم الذين أنشاؤها وكأنهم هم الذين منُّوا بها على الخلق والذي منَّ بها وخلقها الله عز وجل فيجب أن تصرف وفق ما أراد الله عز وجل حتى الجزء والنصيب الذي زعموا أنه لله إذا احتاجوا إليه قالوا هذا.
المقدم : [فَمَا كَانَ لِشُرؤءؤءيظَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللهِ وَمَا كَانَ للهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ] {الأنعام:136} سبحان الله دكتور العباس في سورة المائدة التي قبلها عندما قال الله سبحانه وتعالى عندما ذكر الله في قضية تصرفاتهم الغريبة التي تتعلق بالأنعام [مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ] {المائدة:103} أيضاً في هذه السورة ذكر الله سبحانه وتعالى [قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ] {الأنعام:144} لما حرموا على أنفسهم.
الشيخ : وهذا خطاب عظيم خطاب إفحام لهم .
معنا الأخ أبو إبراهيم من السعودية تفضل يا أبو إبراهيم السلام عليكم نسأل الله أن يبارك لكم ونعتذر عن مقاطعتكم عن الحديث. في الآية الثامنة والثلاثون من سورة الأعراف في قوله تعالى [قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ فِي النَّارِ] {الأعراف:38} حتى قال [حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ] {الأعراف:38} فالله قد يضاعف العقوبة بسبب أنهم أضلوهم فرد الله عليهم وقال لكل ضعف. فما توجيه كونه مضاعفة العذاب لهؤلاء.
المقدم : جزاك الله خيرا من الأنبياء يا أبا محمد التي ننبه إليها أن سورة الأعراف مكية أليس كذلك البعض من الأخوة يظن أن السور المكية قصيرة والأنعام والأعراف طويلة وهي من السبع الطوال وهي التي نزل فقيها مكة وأكثر الموضوعات التي تتحدث عن هذا الموضوع حتى في قصص الأنبياء التي في سورة الأعراف كلها ترسخ موضوع أصل العبودية لله عز وجل. سؤال الأخ أبو إبراهيم في سورة الأعراف في الآية الثمان والثلاثون في المقدمة تقريباً وهي قضية «قال لكل ضعف» فما وجه المضاعفة.
الشيخ : دعني أوضح المعنى إجمالاً هذه الآية تؤكد ما نحن تكلمنا عنه سابقاً بصلة هذه السورة بهذه السورة أن الله ذكر في سورة الأنعام الذي وسوس لهؤلاء الأنس هم الذين أسروا بصرف هذه النعم لغير الله سبحانه وتعالى هنا يبين الله عز وجل عقوبة هؤلاء في الآخرة وذلك الأنس والجن [قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ فِي النَّارِ] {الأعراف:38} لأن كثير ما يصلح من المخلفات فيما يتعلق بالأنعام ويذبحها السبب فيه الجن ما الذي يجعل السحرة اليوم يصنعون ما يصنعون إلا بوساوس الجن نعم يأمرهم فسواء هنا الاتباع الأنس والجن وضح سبحانه أن المتبوعين يدخلون أولاً فإذا تبعهم تابعوهم ظنوا أن هؤلاء اختصوا بالعذاب الكبير وأن المتبقى لهم العذاب اليسير فطلب هؤلاء قالوا [هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ] {الأعراف:38} لأنهم هم السبب في إضلالهم وغوايتهم فبين الله عز وجل أن لكل واحد من هؤلاء ضعف له نصيب كامل كما في الحديث «ومن دعا إلى ضلالة كان له من الوزر لا ينقص ذلك منه شيء» لكن تابع المتبوع إذا أخذ العذاب الكبير سوف ينقص لا. لا ينقص منهم شيء لكن في نصوص أخرى من القرآن سوف تأتي معنا إن شاء الله تدل على أن الذي يكون هو الداعية إلى الضلالة نصيبه من العذاب أكبر فهم هنا طلبوا من الاتباع يعذبون أكبر فهم من المقر ليس لهم من شأن الذي يقر هنا هذا يأخذ الضعف ولكن وردت في آية أخرى أن الذي يتولى وأن الذي يضل الناس له من العذاب نصيب.
المقدم : «لهم عذاب فوق العذاب».
الشيخ : نعم. نعم.
المقدم : هناك المشتركين فيه إشراك يذبحون البقر والغنم والجمال واليوم تكاد متلازمة عند هؤلاء السحرة أنهم يأمرون ويطلبون من الواحد أنه يذبح ديك أو يذبح شاة أو يذبح المهم يذبحه بطريقة معينة فتصبح إذا رأيت واحد يدعي الصلاح وكذا شوي شوي يصدق أن الموضوع فيه ذبح تكتشف تعرف أن هذا رباط مشترك بين السحرة وهذه لغته جزاك الله خير.
الشيخ : وهذا أخي الكريم أمر مهم أن هذه العبادة ترى عندنا مهجورة حتى في موسمنا حتى في الأصناف يضعها الناس لا يجدون أضاحيهم ولا يعلمونها ولا يعلمون كيف يذبحونها.
المقدم : معنا الأخ أبو مشاري تفضل؛ السلام عليكم؛ في عندكم يا شيخ في سورة الأعراف الآية السادسة عشر الآية [قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ] {الأعراف:16} كيف يا شيخ أن الله يقول الشيطان فبما أغويتني فما تفسيركم في هذا يا شيخ. جزاك الله خير.
المقدم : هذه اللفتة التي ذكرتها في تقصيرنا في الذبح لله جل وعلا والتقرب إلى الله بالذبح سواء في موسمها أو في غيرها وأظن الناس في بداية الإسلام أكثر عناية بهذا في سوق الهدي للبيت الحرام وتقديمها للقرابين.
الشيخ : مع حديث الأنعام وأن الواحد لا يكاد يمر يومين حتى يأكل من لحومها ولكن لا نستشعر كيف وصلت هذه النعم إلى موائدنا وكيف ذبحت وهي خلق من خلق الله وما الذي أحل لنا إزهاق أرواحنا الله عز وجل كل هذا لا يستشعر أبداً؛ فقط تستشعرها مشوية أو مطبوخة على موائدنا، الله المستعان.
المقدم : قبل ما نأخذ جواب الأخ أبو مشاري. نأخذ سؤال أبا محمد من السعودية تفضل أبا محمد؛ السلام عليكم ورحمة الله عندي في الآية 371 قول الله عز وجل [فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالغَاوُونَ] {الشعراء:94} وقيل أينما كنتم تعملون من الله على من تعود «هم» في الآية لأن الله كر الغاويين ولم يذكر من هم. فمن هم هؤلاء؟ ذكر الله «فيها هم والغاوون» مع أنه ذكر فقط «هم والغاوين» هم هنا تعود على من ها هو السؤال الأول لكن عندي سؤال آخر «وكذب قوم نوح المرسلين» فلاحظ في ذكر الأمم أخوهم أخوهم إلا شعيب لم يذكر كلمة أخوهم شعيب ما السر في هذا يا فضيلة الشيخ. أبشر أبشر شكراً لاتصالك أبا محمد.
المقدم : نعود يا شيخ العباس الله يحفظك في سؤال الأخ أبو مشاري في سورة الأعراف قال يقول وهذه في الحقيقة مقدمة السورة عن بداية خلق آدم عليه السلام وفيها حوار فيها تفصيل عجيب فقال إبليس لما يئس من الجنة قال [قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنْظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ] {الأعراف:14-16} هو يسأل كأنه يقول كيف تجرأ إبليس «لما أغويتني» وهل يعتبر هذا سوء أدب.
الشيخ : في الحقيقة إبليس صنع أكثر من هذا لكن ليس المعنى كما فهم الأخ ليس هنا المراد؛ ليس هنا استفهام من إبليس وإنما هو يقول بسبب إنك أغويتني فلا أقعدن لكم صراط المستقيم والقصة واردة في سورة أخرى بسياق آخر «فبعزتك» فهناك أقسم بعزة الله عز وجل وهنا ذكر أنه بسبب أن الله سبحانه وتعالى أغواه وحرمه من دخول الجنة فهو سيجر معه مع هذا الحرمان الآخرين ليس هذا بمعنى الآية الباء بمعنى الاستفهام الباء هنا سببية بسبب أنك أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم.
المقدم : حتى كونها سببية ألا في هذا سوء أدب من إبليس.
الشيخ : لا شك في هذا وهو امتنع عن السجود ووصفه الله بالكبر.
الشيخ : ولفظه أغويتني منفره وكوني صاحب عقل كوني صاحب فطرة حسنة يعني يستنكف أن يتبع وراء إبليس لأنه قال سبب ضياع وإضلال إبليس هو أن الله قال هو ومن الذي كان السبب في إغواءه.
المقدم : العجيب في هذا أبا محمد كيف نغفل عن هذا سبحان الله العظيم في هذا المال الرائع الذي ذكرته وخطبه إبليس في هذا الذي تثنيه في هذا في سورة إبراهيم [وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ] {إبراهيم:22} وأنا أقول سبحان الله منقولة بنصها وبالرغم من ذلك تساق وراء الشيطان كأننا ما عرفنا الحقيقة.
الشيخ : لأن أخي الكريم لم تطبق قول الله ولم ما أمر الله عز وجل في قوله تعالى [إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا] {فاطر:6} وهذا ليس توجيه واحد فالتوجيه الأول أن نعرف أن الشيطان لنا عدو وهذا أمر معروف عند الناس ولا يختلفون فيه، لكن الأمر الثاني الذي يقع فيه التقصير «فاتخذوه عدوا» لو أن أحد حصل بينه وبين قريب له أو جار له أو معارف له خلافا فما هي الطريقة التي يعبر فيها عن الخلاف له المقاطعة، لا يكلمه، لا يسلم عليه، لا يمر في الطريق الذي يمر فيه بل يمر في الطريق الآخر وإذا رآه دخل من باب يدخل من الباب الثاني هذا مع أخيك الإنسان المسلم ولكن نحن لا نصنع شيء من هذا مع الشيطان أبدا نحن نعلم يقيناً أننا سنلقاه في المكان الفلاني؛ وسبق أن عصينا الله هناك ولكن تقودنا خطواتنا إلى ذلك المكان مرة أخرى وثانية وثالثة ورابعة ونحن نزعم أن هذا عدو ولكن ليس هذا هو السلوك الذي يعرف أنه عدو.
المقدم : ابتلاء يا شيخ هذا الكلام يذكرني بأبيات للمثقف العبدي يقول صاحبه :
فإما أن تكون أخي بحق
فأعرف منك ردي من صنعي
وإلا فاطرحني واتخذني
عدواً أتقيك وتتقيني
هذا هو التصرف الذي يفعله الناس. أبا محمد سأل سؤالاً عن سورة الشعراء أو سأل سؤالين في الحقيقة.
الشيخ : لكن أنا عندي تعليق على كلام أبي محمد حتى لا يكون في نفوسنا شيء أنا استغرب حقيقة من شيء يعني نتعامل مع القرآن بأرقام الصفحات هذا مع الكتب مع شيء يعني سبحان تعامل أصحاب النبي والسلف مع القرآن عجيب كان توقيت حياتهم شيء عجيب كان إذا قيل كم التوقيت بين السجود والصلاة قال قدر خمسون آية كم بينك وبين بيت فلان قال قدر مئة آية، سبحان الله، فما أجمل أن نتعامل مع القرآن سورة كذا الشعراء ورقم كذا هذا جميل. جزاك الله خير، لكن أرجوا أن لا يزعل، لا بالعكس حتى أنا يحصل مع هذا.
المقدم : هو يسأل سؤال عن سورة الشعراء يقول في قوله تعالى [وَأُزْلِفَتِ الجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ * وَبُرِّزَتِ الجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ * وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ* فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالغَاوُونَ* وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ] {الشعراء:90-95} يقول من هم «فكبكوا هم والغاوون» هو يسأل من هم ومن الغاوون يعني؟
الشيخ : لا يحضرني الآن لكن سألت سؤال قبل أيام في سورة الأنبياء [إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ] {الأنبياء:98} يعني بعض الناس يفهم أن كل ما عبد من دون يشترك في العقوبة، فالعلماء يقولون أن ما عبد من دون وليس يرضاه فيخرج من هؤلاء الملائكة وعيسى عليه السلام وغيرهم ممن عبد من دون الله فلعل الإشارة هنا «هم» من عبد من دون الله عز وجل.
المقدم : فتح الله عليك فضيلة الشيخ قبل أن نسترسل في عرض الأجوبة عودنا الأخوة المشاهدين في كل حلقة أن نعرفهم بكتاب ينفعهم يتدبر القرآن فنتوقف لنعرفهم بكتاب ثم نواصل الحديث فأبقوا معنا حفظكم الله.
معجم المفسرين من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر
هذا المعجم من تأليف الأستاذ/ عادل نويهض، ويشتمل على التعريف والترجمة لما يقارب الألفين من مفسري القرآن الكريم من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر، لا فرق في ذلك بين من فسر القرآن كله أو فسر سورة منه أو آية من آياته، وخلفوا أثراً مكتوباً في ذلك كما يضم أعلام المفسرين من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم ممن اشتهروا بالتفسير وكانت لهم حلقات معروفة وقد بين الكاتب منهجه في الكتاب فقال: وقد سلكت في ترتيبه المنهج التالي :
بدأت في ترجمة كل مفسر بذكر شهرته أو اسمه إن لم يكن له شهرة وبجانبه ولادته ووفاته بالتاريخ الهجري والميلادي، يلي ذلك اسم المترجم له فاسم أبيه فجده فنسبته فاختصاصه في غير علم التفسير كالحديث والأدب واللغة ثم مكان الولادة ثم مراحل الدراسة ثم يلي بعدها الأعمال ثم يلي بعدها مكان الوفاة فمؤلفاته في التفسير وقد أشرت إلى ما طبع منها وما إلى مخطوط. رتبت الأسماء أبجدياً وفقا لتاريخ وفاة المترجم لهم مبتدئاً بالحرف بالاسم الأول ثم الحرف الاسم الثاني. من لم أعثر له على تاريخ ولادة ووفاة اقتصرت على ذكر الزمن الذي كان حياً فيه. زودت المعجم بكشافين الأول وضعته في بداية كل حرف أبجدي يتضمن الشهرة المبتدئة بذلك الحرف ثم الاسم وتاريخ الوفاة والثاني هو شامل كل المفسرين ويتضمن الشهرة والأسماء وأرقام الصفحات المذكورين فيها وقد صدرت الطبعة الثالثة للكتاب عام 1409هـ عن مؤسسة نويهض الثقافية ببيروت وهو كتاب قيم ينتفع به من يريد معرفة سير المفسرين الذين تصدروا لتفسير القرآن الكريم عبر التاريخ.
المقدم : مرحباً بكم أيها الأخوة المشاهدين مرة أخرى في برنامجكم التفسير المباشر وأرحب مرة أخرى بضيفي العزيز الأستاذ العباس بن حسين الحازمي «الأستاذ بجامعة الإمام والآمين العامة للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم» حياكم الله مرة أخرى أبا محمد.
الشيخ : حياكم الله.
بعد جواب أبي محمد استوقفني تعبير في كلمة «كبكبوا» دائماً يقولون في اللغة إذا تكرر الحرف مثل زلزل وكبكب أنها تدل على شدة هذا الأمر فقوله سبحانه وتعالى «فكبكبوا فيها هم والغاوون» تدل على شدة أهانتهم كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة «ق» [أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ] {ق:24} أهانة له كبكب والإلقاء. السؤال الآخر لأخينا أبي محمد في سورة الشعراء طبعاً نحن نستحي من أبي محمد أن نرد له سؤاله وإن كان خارج جزء التفسير في قوله سبحانه وتعالى [إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ] {الشعراء:106} ثم قال مرة أخرى في لوط عليه السلام [إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ] {الشعراء:161} إلى أن جاء شعيب [كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ المُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ] {الشعراء:176-177} فهو يتساءل لماذا هنا بالذات لم يقل أخوهم شعيب هنا.
الشيخ : طبعاً قصة شعيب وإرساله إلى قومه تأتي في مواضع من القرآن ففي موضع ذكر أنه أخو لهم ففي موضوع ففي مثلاً سورة الأعراف «وإلى أخوهم شعيب» وفي هود أيضاً ذكر الله عز وجل «وإلى مدين أخوهم شعيب» أما هنا ما ذكر أما أن يكون عدم نسبة قوة أن الله سبحانه وتعالى وصف أصحاب الأيكة التي كانوا يعبدونها والأيكة هي الشجرة الكثيفة الملتف الشجر الكثير فذكر هنا وذكر الله عز وجل في سورة «ق» فنسبهم الله عز وجل إلى هذه الشجرة التي كانوا يعبدونها فلم ينسب إليهم شعيب قوة لأنهم من أهل الذي يعبد تلك الشجرة أو كما ذكر بعض أهل التفسير أن شعيب أرسل إلى قومين فلما خسف الله وأرسل الصيحة على أصحاب مدين أرسله مرة أخرى إلى أصحاب الأيكة فهو أخ لهم في النسب من قبيلتهم من قومهم أما هؤلاء فهو ليسوا أخو لهم من بعض أهل العلم رجح أن أصحاب مدين وأصحاب الأيكة هم قوم وأمة واحدة وأن شعيب أرسل مرة واحدة.
المقدم : فتح الله عليك والمعنى هنا دقيق وبالمناسبة في ناس كثير لا يعرفون أين هي الأيكة هي تبوك اليوم مدينة تبوك هي المدينة التي كان فيها أصحاب الأيكة. معنا اتصال من السعودية أبا أحمد أهلاً بك أبا أحمد. السلام عليكم ورحمة الله كيف حالك يا أخ عبد الرحمن وكيف حالك يا أخ وشيخ العباس. حياك الله. سؤالي يا شيخ في قصة إبليس وإغوائه مع آدم في قوله تعالى [فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا] {الأعراف:20} ثم قال الله عز وجل [فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا ] {الأعراف:22} فهنا نرى إن إبليس لما أغوى آدم وأكل من الشجرة كانت جزاء المعصية إبداء السوءة. فما الحكمة من ستر العورة وإظهار السوءة والتغطية من حول هذا من كشف عورات الناس فتلاعب الناس بالأنسجة نسأل الله لنا ولكم الهداية. والسلام عليكم.
المقدم : سؤال الأخ أبو أحمد سؤال جميل في قصة آدم عليه السلام مع إبليس في الجنة أن الله سبحانه وتعالى عندما نهى آدم عليه السلام أن يأكل من الشجرة فلما أكل منها بدت لهما سوءاتهما. فسؤال أبو أحمد لماذا كانت العقوبة هو كشف سوءة آدم عليه السلام وحواء. فما تعليقكم حول هذا؟
الشيخ : طبعاً كما أشرت في أول الحديث أن الصلة بين السورتين جامعة عن الشيطان والجن ووساوسهما فالله عز وجل لما ذكر في سورة الأنعام الشياطين والجن وكيف حرفوا بني آدم عن نسبة هذه النعمة لله عز وجل بين في هذه السورة أن الشيطان من قبل هذا قد وسوس لآدم في الجنة ولذلك الله عز وجل بين أن العقوبة السريعة التي كانت لهما أنهما بدت لهما سوءاتهما يذكر بعض أهل التفسير أن كمال نعمة الله عز وجل لآدم وحواء في الجنة أن عوراتهما كان لا تظهر ما يطلعون عليها هذا من نعمة الله في الجنة الستر في الجنة فلما وقع في هذه المعصية سلب الله عز وجل هذه النعمة دلالة على أن عمارة الباطن بتقوى الله وامتثال لأمر الله واجتناب نهي الله هو سبيل لعمارة الظاهر بالزينة واللباس فإذا فرط الإنسان في ستر الباطن فإن الله عز وجل يسلبه عمارة فإن بعض الناس ما لبس بعض الناس قد يقع في المعصية ويتجمل للناس لأن الناس لا يطلعون على شيء من معصيته لكن الله سبحانه وتعالى كما قال بعض السلف يفضحه في فلتات اللسان هذا هو المعنى في كشف العورة الذي حصل وضرب هذا المعنى ثلاث مرات بعدها [وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ] {الأعراف:26} » [يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ] {الأعراف:31} وليس المراد هنا بالزينة اللباس لا المعنى هنا أعم من ذلك وإن كان اللباس هذا الشيء الظاهر.
المقدم : في الحقيقة يا دكتور عباس كلامك في هذا في غاية الروعة لاحظ الشيطان في أول الأمر من أيام الجنة هو أن من وسائله في الإغواء كشف السوءات أليس كذلك في بلاد الإسلام الآن كيف يروج للموضات خاصة اللباس للنساء بالذات تلاحظ أن كل هذه الموضات كلما كانت أكثر فضحاً وانكشاف كلما أقبل عليها الناس وهذا بالحقيقة يربطك بهذا الموقف حقيقة في كشف السوءة وتلاحظ الآن الستر من سمات أهل الصلاح والهداية والخير حتى بل وأهل الفطر السليمة.
الشيخ : كلما كان الباطن محمود بتقوى الله عز وجل كلما كان الإنسان حريص على ستر العورة.
المقدم : معنا اتصال من الأخ سعد من السعودية السلام عليكم أخ سعد.كيف حالك يا دكتور؟ أهلاً بك. عندي سؤال يا شيخ بخصوص ترتيب السور هل هي توقيفية أم غير توقيفية هل في رأي راجح في الكلام هذا؟ أبشر. جزاك الله خير.
الأخ عتيق من السعودية، نشكر لكم سعيكم وبارك فيكم، جزاك الله خير وأنت كذلك يا شيخ حببت أسأل عن الآية التي ذكر الله فيها البرص والغرابيب سود سورة فاطر نعم، يعني ما تفسير ذلك الآية جزاك الله خير، شكر الله لكم.
معنا اتصال من الأخ صالح من السعودية تفضل يا أخ صالح، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخ بالنسبة لإبراهيم عليه السلام هل كان أباه آزر أم له أسماء أخرى؟
وردنا سؤال من الجوال وهذه هي أول البواكير الأسئلة من الجوال سائل يسأل يقول في سورة الأعراف في قوله تعالى [وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ] {الأعراف:48} حتى من قوله [وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ] {الأعراف:46} تفسير مجمل لهذه الآيات ما المقصود بالأعراف؟
الشيخ : عندما يأذن الله عز وجل لأهل الجنة بدخولها ويكتب على أهل النار دخولها يكون بين الضفتين حجاب أهل الجنة يرون أهل النار ولكن لا يصل برد هؤلاء لهؤلاء ولا حر هؤلاء لهؤلاء فيحصل النداء من أهل الجنة من كمال النعيم لهم ومن أكمل العذاب لأهل النار لما يكون لأهل الجنة في الدنيا فقر ومسكنة ربما ذلة ولكن الله عز وجل يكافئهم في الآخرة بالجنة فيحب أن يطلع إلى أهل النار فإذا رآهم ورأى فيهم أهل الظلم والكفر فإن ذلك يزداد به نعيماً وكذلك أهل النار يزدادون به عذاباً. هناك فئة من الناس سماهم أهل الأعراف في خلاف كبير في مرادهم لعل أرجح الأقوال هو من استوت حسناتهم سيئاتهم فلم يكتب لهم دخول الجنة ولا النار فيقفون في مكان عالٍ مرتفع يرون أهل الجنة ويرون أهل النار فإذا رؤوا أهل الجنة سلموا عليهم وتمنوا أن يكونوا معهم ولكنهم مشفقون أن يكونوا معهم فإذا فرضت أبصارهم تلقاء أصحاب النار دعوا الله عز وجل ألا يكونوا معهم وهذا موقف عظيم فيه من الهول الذي وصفه الله في القرآن لكن الله عز وجل بعد أن ينظروا إلى أهل الجنة وأهل النار يصرف أبصارهم إلى طائفة ثالثة وهم المتكبرين والمتجبرين والمستهزئين بأهل الإيمان وهو الآن في النار فيخاطبونهم في التبكيت لهم [وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ َ] {الأعراف:48} أناس كانوا يعرفونهم في الدنيا وكانوا يؤذون المؤمنين وكذا وكذا فيقولون ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أنتم كنتم تقولون في الدنيا أنكم ستصنعون وتصنعون الآن أنتم في النار ماذا صنع جمعكم ثم زادوهم عتاباً وتسخير زيادة في العذاب ثم بعد ذلك كما ذكر التفسير أن الله يمن على أهل الأعراف فيجعلهم في أهل الجنة لأن رحمته سبقت غضبه.
المقدم : جزاك الله خير يا دكتور العباس ولعل تصديق لكلامك في كون المقصود بكلامك أناس هم بين المنطقة بين الجنة والنار سبحانه وتعالى يقول [وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ] {الأعراف:47} مما يدل على أنهم في مكان يرون هؤلاء ويرون هؤلاء نعم، فتح الله عليك. الأخ سعد من السعودية يسأل سؤالاً عن ترتيب السور الفاتحة، البقرة، النساء، آل عمران هل ترتيبها هل هو توقيفي؟ أم هو اجتهادي؟
الشيخ : المسألة فيها خلاف عند أهل العلم ولكن الراجح بأنها توقيفية وأن النبي صلى الله عليه وسلم في الآونة الأخيرة التي عارض القرآن مع جبريل عليه السلام وضع واختار هذا الترتيب ولذلك المصحف لما جمع في عهد أبي بكر وفي عهد عثمان رضي الله عنهما كان على هذا الترتيب وكان زيد بن ثابت عرض المصحف أيضاً على النبي صلى الله عليه وسلم في الآونة الأخيرة إضافة إلى هذا الروايات الواردة في ذلك هذا التناسق والمواقف والمناسبات الكريمة في هذه السور في ترتيبها الموجود اليوم.
المقدم : جزاك الله خيراً ونحن نتساءل اليوم الكتاب من أعنى ما يهتم به المؤلف يعني هل يمكن أن نعطي كتابك ونقول ما في مشكلة أضع المقدمة في الأخير والفصل الأول في الأخير ليس بمعقول؛ فالقرآن أولى بالعناية والترتيب من غيره.
الشيخ : ولا يشكل أبداً أنه ينزل مفرق هذا من تمام إعجازه تدل على مدى ثلاث وعشرين سنة وتوضع الآية التي نزلت في السنة الثانية مع الآية التي نزلت في السنة التاسعة ويكون بينهما تناسق هذا في منتهى الإعجاز.
المقدم : قبل ما نكمل الأسئلة نأخذ اتصال من عبد اللطيف من السعودية هل أنت معنا أم ذهبت. طيب نأخذ سؤال الأخ عتيق [أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ] {فاطر:27} هذه ما المقصود بها.
الشيخ : الآن نستمع إليها إن شاء الله.
المقدم : هذا والذي يظهر والله أعلم أن المقصود بها أن الله سبحانه وتعالى يمتن بأنه ترك بين الجبال طرق يسلكها الناس في معيشتهم فقال «ومن الجبال جدد» والجدد هي جمع جادة فجدد بيض وحمر فتجد في الجبال أما أن تكون بيضاء أو حمراء يلمسها من يعيش في الجبال وتظهر له نعمة الله سبحانه وتعالى وله خلق في هذا ثم قال «وغرابيب سود» والغرابيب السود هي الشديدة السواد ولذلك سمى الغرب لشدة سواده وهذا هو الذي يظهر في الآية والله سبحانه وتعالى يمتن بهذا بقوله «ألم تر».
الأخ صالح يسأل من السعودية في سورة الأنعام [وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً] {الأنعام:74} فيقول هل آزر هو اسم والد إبراهيم؟
الشيخ : سماه الله لنا أباه فهل لنا بعد ذلك أن نتساءل هو أبوه أم لا هو لا يتعلق بذلك كثير من الفائدة والمهم أن نعرف أن اسمه هكذا وكيف تعامل إبراهيم مع أبوه كما في سورة مريم هذا هو الذي ينبغي عليه العمل.
المقدم : من العجيب يا دكتور العباس أن أهل السير وأهل التاريخ والأنساب لا يقولون أن إبراهيم أبوه آزر بل تأرخ ويقولون أن اسم والد إبراهيم تأرخ وأن آزر هو عم إبراهيم طيب لماذا يقول الله سبحانه وتعالى [وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ] {الأنعام:74} فيقولون لأن العم يقال له أب ويستدلون بسورة البقرة إن أباك إبراهيم وإسحاق ويعقوب فكلامك يدل بوضوح أن الله سماه آزر ولكن الناس يغيرون هذا ويقولون أن هذا ليس هو الاسم الحقيقي لوالد إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
المقدم : هناك بحث قيم للدكتور أحمد شاكر في هذا الموضوع عندما حك كتاب معرب من الكلام الأعجم على حرف المعجم الجوارقي ختمه ببحث رائع جداً بتحقيق اسم إبراهيم آزر نريد أن نختم الحلقة يا أستاذ العباس بحديث عن التوبة في الآية الثالثة والعشرين من سورة الأعراف عندما وقع آدم وحواء فقال الله [فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ * قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا] {الأعراف:22-23} بدت سوءاتهما نريد أن نتكلم عن التوبة عن آدم وحواء في هذا الموقف وإبليس وعصيانه كيف أنه رفض الأمر فطرد وهم وقع النهي.
الشيخ : طبعاً فقط إشارة سريعة الله سبحانه وتعالى في سبع مواقع من القرآن ذكر هذه القصة وأشار إليها وكلها المسؤولية مشتركة لكن أهل الكتاب ومن المعاصرين يحملون المسؤولية لحواء ولذلك اليهود والنصارى مختلفون هل في النساء روح وفي الأخير اتفقوا أن فيها روح ولكنها نجسة لأنهم يقولون أن حواء هي السبب في إغواء آدم عليه السلام وعندنا في القرآن المسئولية مشتركة وبعد ذلك منَّ عليهما بعد ذلك بان علمهما فتلقى آدم من ربه كلمات حتى التوبة علمها الله إياها الراجح بالكلمات التي علمها الله له هي الواردة هنا [رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا] {الأعراف:23}.
وشوف كيف الدعاء والاستغفار علمه الله عز وجل لآدم كي يستغفر ويتوب منه ينبغي علينا أن نستعمل هذا العلاج الرباني والدواء قال ربنا اعترف به وألتجأ إليه لأنه خلقهم ورزقهم وما أجمل أن نسمعها في صلاة التراويح شوق دعاء القرآن ربنا ربنا وهذا قليل ما نسمعه في صلاة التراويح نتمنى أن يكثروا من هذا الدعاء «ربنا ظلمنا أنفسنا» يعني هذه المعصية ما كانت تقصير في حق أحد وإنما كانت ظلم لنا هذا الشعور الذي ينبغي تنطوي عليه النفس «وأن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين»، وإن لم تغفر لنا وترحمنا حاجتنا إلى رحمتك لنحمي أنفسنا أن تكون من الخاسرين هذا الشعور الذي كان عند آدم وحواء هو عند توبتهم إلى الله نحن محتاجون أن نكون عليه في توبتنا ونعلم أن التوبة ليست من الذنب لا النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوب ويستغفر في اليوم والليلة مئة مرة بل التوبة من تقصيرك في حق الله عز وجل هذا الهواء الذي نستنشقه صباح مساء هو نعمة من الله عز وجل هل شكرت الله إذن نتوب إلى الله عز وجل.
المقدم : في الحقيقة كان حديث شيق جزاك الله ألف خير باسمكم جميعاً أيها الأخوة أشكر ضيفي العزيز الدكتور العباس بن حسين الحازمي «الأستاذ المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود والمتخصص في الدراسات القرآنية والأمين العام للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه» شكر الله لكم يا أبا محمد وشكر الله لكم أيها المشاهدون لمتابعتكم ألقاكم على خير استودعكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته