بتـــــاريخ : 3/16/2009 8:44:49 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1123 0


    لفظة الشيطان ونظائرها في السياق القرآني

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : www.islamiyyat.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    أولاً : لفظة الشيطان في السياق القرآني:
    لقد وردت لفظة الشيطان وتصريفاتها المختلفة ( شيطاناً ، شياطين ، شياطينهم ) ( ثماني وثمانين مرة ) ، منها تسع وستون مرة معرفةب( ال ) أو بالوصف ، ومرة واحـدة بلفظـة ( شيطانـاً ) نكرة ، وثماني عشرة مرة بلفظة ( شياطين ) معرفة ب( ال ) أو بالإضافة .
    أما على صعيد المكي والمدني من السور ،فلقد وردت لفظة الشيطان واشتقاقتها ثلاثاً وخمسين مرة في ثنايا السور المكية ،وخمساً وثلاثين مرة في السور المدنية .
    وقد وردت هذه اللفظة وتصريفاتها في ثناياست وثلاثين سورة من سور القرآن الكريم احتلت السور الواقعة في أول المصحف العثمانيالقدر الأكبر منها فأخذت البقرة ، والنساء ، والأعراف ثماني لفظات لكل سورة ، ثمتلتها في الترتيب الأنعام بست لفظات ، ثم الإسراء ، ومريم بخمس لفظات لكل سورة ، ثمالحج ، والمجادلة بأربع لفظات لكل سورة ، ثم آل عمران ، ويوسف بثلاث لفظات لكل سورة، ثم المائدة ، والأنفال ، والنحل ، والنور ، والصافات ، وص والزخرف ، والشعراءبلفظتين لكل سورة ، ثم إبراهيم ، والحجر ، والكهف ، وطه ، والفرقان ، والنمل ،والقصص ، والعنكبوت ، ولقمان ، وفاطر ، ويس ، وفصلت ، ومحمد ، والحشر ، والتكوير ،والأنبياء ، والمؤمنون ، والملك بلفظة واحدة لكل سورة .
    ثانياً : لفظة الطاغوتفي السياق القرآني :
    وردت لفظة ( طاغوت ) على صورة واحدة وهي : صيغة الإفراد فيكتاب الله عز وجل ثماني مرات .
    وقد وردت هذه اللفظة في السور المكية مرتين فقط ،أما الألفاظ الست الباقية فجاءت في السور المدنية .
    أما السور التي وردت فيهاهذه اللفظة فخمس ، أخذت سورة النساء أكبر نصيب من هذه اللفظة فوردت فيها ثلاث مرات، ثم تلتها سورة البقرة بلفظتين ، ثم المائدة ، والنحل ، والزمر بمرة واحدة .
    ثالثاً : لفظة إبليس في السياق القرآني :
    وردت لفظة ( إبليس ) في سياق آياتالكتاب العزيز على هيئة واحدة ، وكان ورودها أحد عشر مرة باللفظ الصريح ، ومرةواحدة بصفته ( السفيه ) كما أجمع على ذلك أهل التأويل .
    وقد أخذت السور المكيةالنصيب الأعظم من هذه اللفظة فوردت إحدى عشرة مرة فيها ، وبقيت لفظة واحدة لسورةمدنية واحدة .
    أما عدد السور التي وردت فيها هذه اللفظة فعشر سور وهي : سورةالحجر ، وص حيث احتوت كل منهما على لفظتين ، ثم تلتها سورة البقرة ، والأعراف ،والإسراء ، والكهف ، وطه ، والشعراء ، وسبأ ، والجن بمرة واحد لكل سورة .
    لطائفمستنبطة مما سبق :
    يمكننـا استنباط بعض المعانـي ، واللطائـف من الإحصائيـاتالسـابقة حـول ورود لفظـة الشيطان ونظائرهـا في كتاب الله وذلك على النحو التالي :
    1- وردت ألفاظ ( شيطان ، إبليس ، طاغوت ) بمجموعها مائة وثماني مرات موزعة بينآيات وسور هذا الكتاب المنير ، وهذا العدد يدل على أهمية هذه القضية للبشر ، ذلك أنهذا القرآن هو كتاب هداية وإرشاد ، والشيطان هو عنصر ضلال وإضلال ، فوجب التحذيرمنه وبيان حقيقته .
    2- ورود هـذه الألفاظ في السور المكية (66 مرة ) أكثر منه فيالسور المدنية ( 42 مرة ) دليل على اتخاذ هذا الموضوع أهمية أكبر في العهد المكيللدعوة ، حيث جاء القرآن على قوم جاهليين تمكن منهم الشيطان ، واستحوذ عليهم ، وليسأدل على ذلك من واقعهم القائم على الكفر ، بحيث لم يبق إلا عدة نفر على دين التوحيدفي الجزيرة ، فكان لزاماً أن يبين لهم القرآن خطر هذا الشيطان ، ويوضح لهم خطواتهوغاياته .
    3- لم يُذكر إبليس في السور المدنية إلا مرة واحدة ، وكان ذكره فيالقرآن المكي هو الأغلب ، وهذا باب عظيم من حسن الوعظ حيث يُذكِّر القرآن الناسبمنشأ الشياطين وقبح صفاتهم المتمثلة في إبليس عليه لعنة الله ، ويذكِّرهم بقبحصنيعه مع أبيهم آدم عليه السلام ، ويبين لهم العداوة القائمة أبداً بينهم وبينه ،ليكون ذلك حافزاً على التنفير من اتباعه ، فكان ذكره بشكل مكثف في السور المكيةيناسب حال الناس مع الشيطان في ذلك الزمان ، أما لما تجلت حقيقة إبليس وموقفه منآدم عليه السلام وعُرِف ذلك للقاصي والداني ، لم يكن هناك حاجة لذكره في العهدالمدني إلا على سبيل الإعذار والتذكير فورد مرة واحدة في سورة البقرة .
    4- فيحين كانت ألفاظ ( شيطان ، إبليس ) ترد بشكل أكبر في السور المكية ، لاحظنا أن لفظة ( طاغوت ) وردت في السور المدنية ثلاثة أضعاف ورودها في السور المكية ، فلماذا؟
    عرفنا أن الطاغوت هو مرتبة عليا في الكفر والطغيان يفوق الشيطان في الإجرام ،وهذا النوع من الشياطين لم يكن بارز الظهور في العهد المكي حيث سذاجة العقول وجهالةالأحلام ، أما في المدينة فقد ظهر اليهود بمكرهم وخبثهم وتجرئهم على الله ، مع مناتبعهم من المنافقين ، فظهر التجرؤ على خصائص الألوهية من صرف العبادة ، والحكمفكانت الحرب على هؤلاء في المدينة أقوى وأعتى .
    5- خلو سورة التوبة – على طولها – من هذه الألفاظ إشارة على ضعف وبطلان الشياطين ، وعدم صمودهم أمام الحق ، لا سيماذلك الحق القوي بألفاظه ، القوي بمعانيه ، الشديد على الباطل ، والذي تمثل في سورةالتوبة ، ففرت منها الشياطين خوفاً وفرقاً .
    من كتاب اشيطانوخطواته وغاياته
    وائل علي البشير
     
    وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّيُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ ( قال قتادة : " من الجن شياطين ومن{مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ الإنس شياطين ، يوحي بعضهم إلى بعض . وقال : بلغني أن أبا ذر كان يوماً يصلي ، فقالالنبي صلى الله عليه وسلم : ( تعوذ يا أبا ذر من شياطين الإنس والجن ) . فقال : أوَإنَّ من الإنس شياطين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نعم ) .
    وقد ذهبالبعض إلى أن ما ورد في الآية لا يعني أبداً وجود شياطين من الإنس بل المقصود بقولهتعالى ( شياطين الإنس والجن ) أي أن مع كل إنسي شيطان من الجن ، ومع كل جني شيطانمن الجن ، وقد حُكي هذا القول عن عكرمة والضحاك والسدّي والكلبي وقـد استندوا علىحديث رواه ابن عباس في تفسير هذه الآية حيث قال : " مع كل جني شيطان ، ومع كل إنسيشيطان ، فيلقى أحدهما الآخر فيقول : إني قد أضللت صاحبي بكذا فأضلَّ صاحبك بمثله ،ويقول الآخر مثل ذلك ، فهذا وحي بعضهم إلى بعض وهذا الحديث في إسناده ضعف " وقـد ردالإمام ابن جريـر الطبري على هذا التأويل عند تفسير هذه الآية بكلام طويل نذكـرطرفـاً منه : " جعـل عكرمـة والسدِّي في تأويلهما هذا الذي ذكرت عنهما عدوَّ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ}الأنبياء الذي ذكرهم الله في قوله :   أولادَ إبليس دون أولاد آدم ودون الجن ، وجعل الموصوفين بأنهم بعضهم{عَدُوّاً يوحي إلى بعض زخرف القـول غروراً ، ولـدَ إبليس ، وأن مَن مع ابن آدم من ولـد إبليسيوحي إلى مَن مع الجنّ من ولده زخرفَ القول غروراً ، وليس لهذا التأويل وجـه مفهـوم، لأن الله جعل إبليس وولده أعداء ابن آدم ، فكـل ولـده لكـل ولـده عدو ، ولقد خصالله في هذه الآية الخبر عن الأنبياء أنه جعـل لهم من الشياطين أعداء ، فلو كانمعنياً بذلك الشياطين الذي ذكرهم السدّي ، الذي هم ولـد إبليس ، لم يكن لخصوصالأنبياء بالخبر عنهم أنهم جعـل لهـم الشياطين أعـداء وجه . وقد جعل من ذلك لأعدىأعدائـه مثـل الذي جعـل لهـم ، ولكن ذلـك كالذي قلنـا من أنه جعـل مردة الإنسوالجـن لكـل نبي عدواً يوحي بعضهـم إلـى بعض من القـول ما يؤذيهم به " .
    أماالقول الأول – الذي يجعل الشياطين من الجن والإنس على السواء – فقد رجحه أكثرالمفسرين ، وهو الظاهر والأولى من الآية ، حيث ذهب إليه الطبري وابن كثير ، وابنعطية في تفاسيرهم وحسبنا بهؤلاء الأعلام الأفذاذ حجة لنا على هذا القول .
    أماإذا أردنا أن نتلمّس مقصدنا في إثبات هذا المذهب من آيات الكتاب العزيز ، فهذا ظاهرفي آخر سورة حيث يُثبت فيها الحق سبحانه أن الوسواس الخناس – الذي هو الشيطان بلا مِن شَرِّ}نزاع في معناه – هو من الجِنَّة كما هو من الناس على حد سواء : الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَالْجِنَّةِ وَ النَّاسِ
    ومن هؤلاء الشياطين إنسهم وجنهم تنبثق زمر من الشياطينالمتخصصة بصفة من الصفات ومهمة من مهام الإغواء والإضلال ، وها هي تلك الأصناف كماوردت في سياق آيات الحق سبحانه وتعالى :
     
    الفرق بين كلمة شيطان وأخواتها في نفس المنظومة:

    الجنً عامة هو الستر ولذلكسُمّي الجنين جنيناً.

    الجنّ: مقابل الإنس وهو أقوام لا يُرون بالحواس والجانهو أبو الجنّ كما أن آدم هو أبو الإنس.والكلمات جني، عفريت، ابليس، شيطان كلها منمرادفات جنيّ ولكل واحدة منها معنى خاص بها.

    ابليس: إسم لشيطان واحد أو جنّيواحد، وكان إسمه عزازيل أطلق عليه اسم ابليس عندما طُرد من الجنة بعدما عصى اللهتعالى بعدم السجود لآدم واعترض على أمر الله تعالى. والإبلاس لغة هو اليأس التّام. ويقال مبلسون أي آيسون من رحمة الله تعالى يأساً كاملاً. ()

    شيطان: الشيطانمن شطن أو شيط أي احترق من الغضب.
    وشيطان بمعنى من ابتعد عن الحق ابتعاداً لاعودة فيه من شطن. أو من احترق من الغضب عندما يرى المؤمنين يعبدون الله تعالى *شيطان صفة تطلق على كل ذي صفة ذميمة للإنسان أو الجنّ حتى لو كانحيواناً.

    عفريت: هم أبطال الجنّ. كل من بلغ القمّة والإبداع في عمله يسمىعفريتاً عند الجن. كما نسمي الأبطال عند الإنس. ولهذا جاء في قصة داوود (قال عفريتمن الجنّ أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) العفريت يأتي بقدرات هائلة ليستبمعجزة كما فعل الذي عنده علم من الكتاب في القصة نفسها (الذي عنده علم من الكتاباستخدم ما يعرف في عصرنا الحالي بالإنتقال الضوئي).

    شيطان مارد: الذي ينفلتعن نظامه ويكون في عصيانه رأساً (وحفظاً من كل شيطان مارد) يطلع للسماء مرة أومرتين متجاوزاً للتوعد فبعث الله تعالى له شهباً يحرقه. وإذا طغى الجنّ يسمى مارداًمثل الطاغية عند الإنس.

    شيطان مريد: هو الشيطان المستمر في العصيان (ويتبعكل شيطان مريد) وهو الذي يتلبس الإنسان لأن همّه إفساد البشر.

    شيطان رجيم: هو اشيطان المطرود عن الخيرات ومنازل الملأ الأعلى (فاخرج منها فإنك رجيم) (وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ) (الحجر:17)

    الجنّ: اختلفالمفسرون في معناها وقيل أن كل العوالم المستترة تسمى جنّاً حتى الملائكة. وكل ملكجنّي وليس كل جنّي ملك. والنورانيون ملائكة والأشرار شياطين وبينهما الجنّ كما قالالراغب (وإن منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا) كما يقابل الإنس المقربونوأصحاب اليمين وأصحاب الشمال.

    الجِنّة: هم جماعة الجنّ (وَجَعَلُوا بَيْنَهُوَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْلَمُحْضَرُونَ) سورة الصافّات آية 158. أو من يصاب بالجنون من تأثير الجِنّ (أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَبِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ) سورة سبأ آية 8 . (وقالوامعلّم مجنون) و(لشاعر مجنون) تدل على إصابة الجنّ له.

    الشياطين عموماً لهاعدة وظائف، والجن يوسوس في الصدور والقلوب وقد ثبت علمياً وطبياً أن للقلب دماغهكما أن للرأس دماغه فالقلب ليس عضلة فقط تضخ الدم إنما له دماغه وله تناسق معالدماغ في الرأس.

    الجِنّ: تعاملهم مع الإنس ممكن جداً برغم أنهما من أصلينمختلفين. خلق الله تعالى الجن من نار عندما كانت الأرض كرة ملتهبة فعاشوا فيها ثملمًا بردت الأرض خلق الله تعالى آدم.
    خلق الله تعالى الجن وسخّرهم لخدمة الإنسوالتلبس دليل على ضعف البشر فإذا كان الإنس قوياً وسخّر الجنً له يضعف الجن وينقادويخدم الإنس خدمة تامة. فإذا ضعف الإنس قوي الجنّ وأخذ يتلاعب به كما يشاء. فالخوفإذا تمكن من الإنسان صعب أن يزول إلا بالإستعاذة ولذا قدّم الله تعالى الخوف علىالجوع في الآية: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفسوالثمرات). والجن هو مخلوق موجي يستطيع أن يتحرك كيفما شاء وأينما شاء ولا يحولبينه وبين الإنسان جدار أو حائط أو سد أو غيره. (يا معشر الجنّ الإنس أن استطعتم أنتنفذوا في أقطار السموات والأرض لا تنفذون إلا بسلطان) والسلطان هو غاية القدرةوالنفوذ. يدعونا الله تعالى في القرآن إلى اقتحام الجن ونهانا عن الإستعاذة بهملأنهم ضعفاء أمام الإنسان القوي.
    الشياطين هم أشرار الجنّ والكافرون منهم. مهمةالكافرون من الشياطين إكمال مهمة ابليس، فمنهم الذين بفسدون عقيدة الإنس (وإذا خلواإلى شياطينهم قالوا إنا معكم) والمهمة الثانية هي للذنوب كالخمر والميسر والفرارعند الحرب والتبذير. فالشياطين يوسوسون (وسوسة) ويُضلون (إضلال) ويُغوون (إغواء).
    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()