قيل أن كلمة السورة تهمز ولا تهمز ، فمن همزها جعلها من أسأرت أى أفضلت ، من السؤر وهو ما بقى من الشراب فى الاناء ، كأنها قطعة من القرآن ، ومن لم يهمزها جعلها من المعنى المتقدم وسهّل همزها .
ومنهم من يشبها بسور البناء ، أى القطعة منه ، أى منزلة بعد منزلة .
وقيل : من سور المدينة ، لاحاطتها بآياتها واجتماعها ، كاجتماع البيوت بالبيوت ، ومنه السوِّار لاحاطته بالساعد .
وقيل لارتفاعها ، لأنها كلام الله ، السورة : المنزلة الرفيعة ، قال النابغة :
ألم تر أن الله أعطاك سورةً ترى كل ملك حولها يتذبذبُ
وقيل لتركيب بعضها على بعض من التسور بمعنى التصاعد والتركب ، ومنه : ( إِذ تَسَوَّروا المِحرَابَ ) ص:21 .
وقال الجعبرى : حد السورة قرآن يشتمل على آى ، ذى فاتحة وخاتمة ، وأقلها ثلاث آيات .
وقال غيره : السورة الطائفة المترجمة توقيفا ، أى المسماة باسم خاص بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم
وقد ثبت أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار ، ولولا خشية الإطالة لبينَّت ذلك .
ومما يدل لذلك ما أخرجه ابن أبى حاتم عن عكرمة ، قال : كان المشركون يقولون : سورة البقرة وسورة العنكبوت ، يستهزئون بها فنزل : ( إنَّا كَفَينَاكَ المُستَهزِئِينَ ) الحجر :95 .
وقد كرِِه بعضهم أن يقال : سورة كذا ، لما روى الطبرانى والبيهقى عن أنس مرفوعا : لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء ، وكذا القرآن كله . واسناده ضعيف ، بل ادعى ابن الجوزى أنَّه موضوع .
وقال البيهقى : إنما يعرف موقوفا على ابن عمر ، ثم اخرجه عنه بسند صحيح ، وقد صحّ إطلاق سورة البقرة وغيرها عنه صلى الله عليه وسلم .
وفى الصحيح عن ابن مسعود أنه قال : هذا مقام الذى أنزلت عليه سورة البقرة ، ومن ثّمّ لم يكرهه الجمهور