منظور الحرب في الإسلام
كتبه:سعيد محمود
مقدمة وتمهيد: جاء الإسلام ينظم حياة البشر لا الملائكة والبشر فيهم الخير والشر.
ولم يكن الإسلام داعياً إلى الاستسلام للظلم والظالمين، ولم يكن داعياً إلى الظلم والحشية والانتقام.
اعترف الإسلام بالحرب، لأن طبيعة البشر فيها التنازع، ولابد من المدافعة.
قال -تعالى-: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)(البقرة: من الآية251)
وقال -تعالى-: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً )(الحج: من الآية40)
قواعد وأصول يعتمد عليها الإسلام في منظوره للحرب:
(1)الحرب لا تكون إلا لأجل الغاية العظمى النبيلة:
قال -تعالى-: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)(لأنفال: من الآية39)
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله)
وقال -صلى الله عليه وسلم- وقد سأله رجل: الرجل يقاتل شجاعة، والجل يقاتل حمية، والرجل يقاتل ليرى مكانه. فقال: (من قاتل ليكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله) متفق عليه.
(2)الحرب في الإسلام وسيلة لا غاية:
قال -تعالى-: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )(النحل: من الآية125)
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (...انفذ على رسلك، فإذا نزلت ساحتهم، فادعهم إلى الإسلام، فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيراً لك من حمر النعم) متفق عليه.
تشريعات في الإسلام لمعالجة المرحلة التي بين الدعوة والحرب، ومن ذلك:
(أ)تشريع المصالحة والمسالمة والمناصحة لمصلحة راجحة: ومن أمثلته:
صلح الحديبية: قال -صلى الله عليه وسلم- فيه: (والذي نفسي بيده لا يسألون خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتموها)
ترك حصن الطائف، وقد حاصره أربعين يوماً، فإنه استشار أحد خبراء العرب في الحرب، فقال: ثعلب في جحر، إن أقمت عليه أخذته، وإن تركته لا يضرك) فأمر النبي -صلى الله عليه سلم- بالرحيل والترك.
تشريع الجزية: قال -تعالى-: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة:29)
(3)الحرب في الإسلام عدل ورحمة وسماحة:
عدل الإسلام في مقابلة كيد الكافرين: قال -تعالى-: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190)
عدل الإسلام في الدفاع عن المظلومين: قال -تعالى-: (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) (النساء:75)
رحمه الإسلام في الحرب: كان -صلى الله عليه وسلم- يقول لقواده: (اغزوا بسم الله في سبيل الله قاتلوا عن كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا...) رواه مسلم.
وبعض الروايات: (...إنه لا يقتل شيخ ولا راهب ولا امرأة إلا أن يقاتلوا)
(4)الإسلام والحرب النبيلة النظيفة:
دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة، وموقف أهل مكة منه، وإجباره على الهجرة، ثم حربهم عليه في المدينة، كيف كان موقفه منهم لما فتح مكة؟
معاملة الإسلام الأسرى، قصة إسلام ثمامة بن أثال، وقد كان أسيراً عند المسلمين.
صلاح الدين الأيوبي يفتح بيت المقدس، فيحسن في مائة ألف أسير، ويترك أكثر ويمن بالمال على الثكالى.
محمد الفاتح يحسن إلى أهل القسطنطينية بعد فتحها، وينتخب لهم بطريقاً يحكم في شئونهم.
(5)أعداء الإسلام والحرب القذرة:
الصليبيون يقتلون مائة ألف مسلم في معرة النعمان في الشام بعد تأمينهم بالعهد، ومثلهم في المسجد الأقصى بعد ما أعطوا العهد.
الجنود الروس يلقون بملابس النساء الأفغانيات من الطائرات على رؤوس المسلمين.
الحرب الصليبية في البوسنة، وجرائم الحرب التي لا تعد.
اليهود يدفنون آلاف الأسرى المصريين أحياءاً في صحراء سيناء
اليهود يرتكبون المجازر المتتالية ضد المسلمين في فلسطين ولبنان وغير ذلك.
أمريكا وتدمير العرق وأفغانستان من خلال أبشع جرائم الحرب.
حسبنا الله ونعم الوكيل.